كان أقل من 17 سنة-درس سنغالي للخضر يكشف المستور

المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

تعرض المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة لصفعة قوية بهزيمته بثلاثية نظيفة أمام نظيره السنغالي في ثاني لقاء المجموعة الأولى لنهائيات كأس أمم إفريقيا للأشبال المقامة حاليا في الجزائر، إذ كان ملعب نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة شاهدا على انهيار تام لمحاربي الصحراء أمام صلابة و قوة أسود التيرانغا الذين أبانوا على مستوى يرشحهم للتتويج بلقب النسخة الحالية من الكان، وهم الذين لقنوا درسا قاسيا لكتيبة المدرب أرزقي رمان فوق أرضية ميدانهم و بين جماهيرهم

ويرى الكثير من المتابعين و المحللين بأن السقوط المدوي للخضر جاء في وقته المناسب رغم مرارة الخسارة و بتلك الطريقة، لكنه في نفس الوقت بمثابة إنذار مبكرة للنخبة الوطنية مفادها أن الانتصار في أول لقاء على الصومال بثنائية لا يعتبر مقياسا على الإطلاق للحكم على مستوى رفقاء الحارس يانيس حماش.

بل على العكس ظهرت الفوارق واضحة على كل المستويات خاصة البدنية و التكتيكية لصالح المنتخب السنغالي، ما سيؤكد على الصحوة الكبيرة التي تمر بها كرة القدم السنغالية مؤخرا، والتي أتت على الأخضر و اليابس و في مختلف المنافسات و الفئات.

الخسارة على يد أسود التيرانغا أعادت صغار المحاربين إلى أرض الواقع، وأكدت لهم بأن الطريق نحو مونديال الأشبال لن يكون سهلا على الإطلاق، فما بالك بالتتويج بلقب هذه النسخة في ظل تواجد منتخبات كبيرة لها باع في الظفر بكان الأشبال على غرار الكاميرون و نيجيريا، دون أن ننسى قوة منتخبات أخرى في صورة مالي، السنغال، بوركينافاسو و المغرب.

لذا على أشبال الناخب الوطني رمان وضع الأرجل على الأرض، والاستعداد لما هو أصعب بكثير خلال المباريات المقبلة، والبداية بالجولة الأخيرة للدور الأول أمام منتخب الكونغو الذي سيرمي بكل ثقله لاقتطاع تأشيرة العبور الثانية عن هذه المجموعة.

وبالعودة إلى المباراة، فان مستوى أشبال الخضر كان متذبذبا الى أبعد الحدود، وشهد فترات تألق طفيفة، في حين كانت العشوائية و الأخطاء و تضييع الكرات على السمة الطاغية على طريقة لعب منتخبنا الوطني، هذا الأخير اصطدم بمنافس عنيد و منظم للغاية، يملك لاعبي وسط و مهاجمين من الطراز الرفيع سببوا الضرر الكبير لدفاعات محاربي الصحراء على غرار صال و ديوف صاحب الهدفين الأول و الثاني، والممرر الحاسم في لقطة الهدف الثالث.

وعجز رفقاء شتيوي في مجاراة وتيرة لعب السنغاليين، رغم وجود بعض الفرص الخطيرة التي لم يحسنوا استغلالها بأفضل طريقة ممكنة، ولم تنفع التغييرات التي أحدثها رمان طيلة المرحلة الثانية، حيث بقي الأداء على حاله و بنفس الرتابة و غياب الحلول الهجومية الناجعة.

وحتى إن تألق في بعض اللقطات و أنقذ مرماه من أهداف محققة، إلا أن الحارس ماتياس حماش كان له دور كبير في الخسارة أمام السنغال، فخروجه الخاطئ في لقطة الهدف الأول، ثم تدخله العنيف لإيقاف المهاجم صال و إعلان الحكم عن ضربة جزاء جاء منها الهدف الثاني قضت تماما على أي أمل لمنتخبنا الوطني لتقليص الفارق و العودة، ولهذا على الحارس حماش أن يكون أكثر تركيزا و حضورا إذا ما أراد الاحتفاظ بمكانته الأساسية ضمن مخططات الطاقم الفني للخضر.

المهاجم الواعد مسلم أناتوف الذي كان يعول عليه كثيرا في المباراة لم يجد معالمه، وهذه بسبب الحصار الكبير  الذي فرضه عليه لاعبو خط وسط المنتخب السنغالي.

كما أن ابن مدينة تندوف كان معزولا و لم تصل الكثير من الكرات، خاصة داخل منطقة العمليات، وهو المكان الذي يكون فيه خطيرا للغاية، كما أن الفردية الزائدة للاعب شتوي و احتفاظه المبالغ فيه بالكرة زاد من مصاعب النخبة الوطنية، والتي اكتفت بانتظار بعض الاختراقات بين الفينة و الأخرى، إلا أنها لم تأت بأي جديد.

ولهذا فان الناخب الوطني مطالب بمراجعة الكثير من خياراته و خططه التكتيكية في المباريات المقبلة، وهذا لتفادي أي مفاجأة عير سارة تؤدي إلى خروج مبكر، وعدم تحقيق الهدف المسطر إلا وهو لعب نصف النهائي و التأهل للمونديال القادم.

وبشكل أو بآخر فان النتيجة التي انتهت عليها المباراة الأخرى في المجموعة بين الصومال و الكونغو بالتعادل الايجابي بهدف لمثله قد خدمت الخضر نوعا ما، بما أن سمحت للمنتخب الجزائري باحتلال الوصافة، حيث سيكون التعادل الجمعة القادمة أمام الكونغو كافيا للعبور نحو ربع النهائي.

عماد.ب

المفردات الأساسية: