بداية مبشرة لبيتكوفيتش مع الخضر رغم السلبيات

الخضر
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

أسدل الستار عن الدورة الودية الدولية تحت رعاية الفيفا التي احتضنتها الجزائر في الفترة الممتدة ما بين الـ18 و لغاية الـ26 من شهر مارس الحالي، حيث خاض الحضر خلالها لقاءين وديين قويين فكانت الحصيلة انتصارا أولا على بوليفيا بثلاثة أهداف مقابل اثنين، وتعادل مثير سهرة الثلاثاء أمام منتحب جنوب إفريقيا بثلاثة أهداف في كل شبكة.

لتكون هذه الدورة بمثابة محطة انطلاق جديدة تحت إشراف مدرب جديد خلفا لبلماضي و هو البوسني فلاديمير بيتكوفيتش الذي يمكن القول بشكل عام بأن بدايته مع محاربي الصحراء كانت موفقة إلى حد بعيد و فيها الكثير من الأمور المبشرة رغم وجود نقائص كثيرة ظهرت خلال المواجهتين و تحتاج لعمل كبيرة من أجل تكوين منتخب وطني قوي قادر على قول كلمته في الاستحقاقات الرسمية المقبلة و على رأسها تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026 و كذا تصفيات كان 2025.

أداء كتيبة المحاربين أمام بوليفيا و جنوب إفريقيا كان مقنعا، وشعرنا بوجود تغييرات على مستوى الأداء بدأت تظهر تدريجيا رغم أن الوقت سابق لأوانه من أجل الحكم على الطاقم الفني الجديد للخضر، إلا أن المؤشرات ايجابية و تعطي انطباعا بأن ولادة هذا المنتخب من جديد تبقى ممكنة.

خاصة مع وجود تعداد ثري للغاية و لاعبين مميزين ينشطون في أفضل الدوريات الأوروبية، وذلك تبدو الظروف مناسبة تماما لرؤية منتخبنا الوطني يتألق مجددا عقب فترة من النكسات الكروية و آخرها الخروج من الدور الأول لكان ساحل العاج و قبلها الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022 و قبلها الخروج أيضا من الدور الأول لكان الكاميرون.

وبالعودة إلى مباراة جنوب إفريقيا التي لعبت الثلاثاء بملعب نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة، فان العديد من الايجابيات و السلبيات قد تم تسجيلها لكن الشيء الأكيد هو أننا شاهدنا مواجهة افريقية بمستوى مميز للغاية من كلا الجانبين، وغاب عنها الحذر الدفاعي و غلب الطابع الهجومي عليها.

فكانت النتيجة هي تسجل 6 أهداف في المجموع مع احتفاظ المواجهة بكل إثارتها لغاية آخر دقيقة، فالخضر كانوا قادرين على الانتصار خاصة خلال ربع الساعة الأخير، ومنتخب البافانا بافانا كان هو الآخر يترقب و جاءته فرصة لتسجيل الهدف الرابع و الفوز على محاربي الصحراء، وذلك دليل على حجم الندية التي عشناها في مباراة ودية بطابع رسمي.

بيتكوفيتش أكد بأنه مدرب تكتيكي بامتياز

وإحقاقا للحق فان الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش لم يكن له الوقت الكافي للتعرف على اللاعبين و هو الذي شرع في عمله قبل أسبوعين فقط عن موعد الدورة الودية التابعة للفيفا، إلا أنه دخل مباشرة في صلب الموضوع، وحاول تجريب أكبر عدد من اللاعبين المتاحين له.

والملاحظ بشكل عام بأن فلاديمير هو مدرب تكتيكي بامتياز، ففي المباراة الواحدة يقوم بتغيير الخطط التكتيكية بحسب مجريات اللعب، وما يشير إلى قوته من هذه الناحية هو أن تغييراته التي يحدثها خلال الأشواط الثانية دائما ما تكون صائبة و تأتي بالجديد.

وتغير وجه المنتخب الوطني للأفضل، لذا فان التقني البوسني له قراءة جيدة للغاية للعب، وهذا سيكون له انعكاس ايجابي للغاية على مستوى المنتخب في قادم الرهانات.

الهجوم سجل 6 أهداف

ومن بين الايجابيات المستخلصة من هذه الدورة هو أن هجوم الخضر تمكن من تسجيل 6 أهداف كاملة خلال 180 دقيقة و هو رقم جيد للغاية يؤكد الجودة التي توجد على مستوى التعداد، وتشير أيضا إلى الفكر الهجومي للناخب الوطني الذي تمكن و في ظرف وجيز من ايجاد توليفة قادرة على الوصول باستمرار لمرمى الخصوم رغم اختلاف طريقه لعبهم، وهذا الأمر يدعو للتفاؤل.

الدفاع تلقى 5 أهداف و يثير القلق

وفي المقابل فان النقطة السوداء التي خيمت على أداء كتيبة المحاربين خلال هذه الدورة و هي المنظومة الدفاعية ككل، فشباك المنتخب الوطني اهتزت في 5 مناسبات كاملة خلال لقاءين فقط، وهو ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر بما أن الاهتزاز الدفاعي بدلا واضحا للعيان، وحتى الناخب الوطني بيتكوفيتش خلال تصريحاته التي أعقبت ودية جنوب إفريقيا ظهر مستاءا من أداء رفقاء ماندي في الخط الخلفي، وشدد عل أنه سيضطر لإحداث تغييرات عليه لإيجاد التوازن المطلوب.

خط الوسط ظهر بوجهين مختلفين

وكان خط الوسط خاصة الدفاعي منه بالنسبة للخضر خارج الإطار تماما خلال الشوط الأول، فثنائية بن طالب رفقة حسام عوار تسببت في فقدان السيطرة عل مجريات اللعب، وجعلت الخط الخلفي يعاني أكثر نظرا لنقص التغطية، واستحواذ أشبال المدرب هوغو بروس على الكرة و الانطلاق في هجمات سريعة فباستثناء .

هدف بن زية الذي جاء عكس مجريات اللعب فان منتخب الأولاد في الشوط الأول كان الأفضل على كل المستويات، وهو ما مكنه من قلب الطاولة و تحويل تأخره لتقدم في النتيجة، لكن تغييرات بيتكوفيتش غيرت تماما ملامح المنتخب الوطني، خاصة بعد دخول متوسطي الميدان رامز زروقي و أحمد قندوسي، وهنا شاهدنا وجها مغايرا تماما ساهم في ادارك التعادل، وحتى زيادة الكثافة الهجومية.

يجب منح الفرصة لحراس مرمى جدد

وخرج الكثيرون بانطباع يخص مركز حراسة المرمى، فأداء ماندريا أمام بوليفيا لم يكن مرضيا، ونفس الأمر تكرر مع مصطفى زغبة أمام جنوب إفريقيا، ولهذا على الناخب الوطني من الآن البحث عن خيارات أخرى سواءا في البطولة المحلية أو على مستوى مختلف دوريات العالم، فالاستمرار بنفس الأسماء لا يبدو مطمئنا، خاصة خلال المواجهات الرسمية التي لا تحتمل الخطأ.

مركز الظهير الأيمن يحتاج لنفس جديد

ويحتاج مركز الظهير الأيمن على مستوى الخضر لنفس جديد، فيوسف عطال الذي لم يعد لمستواه المعهود بعد و هو محاصر بهاجس الإصابات، وكيفين قيطون الذي لا يمكن لتعويل عليه إطلاقا لشغل هذا المنصب الحساس و ظهر بأنه محدود خاصة على المستوى الفني كلها، وهذه كلها عوامل يجعل بيتكوفيتش مطالبا بإيجاد الحلول اللازمة و البحث عن البدائل المناسبة.

محور الدفاع أكبر نقطة ضعف

وحتى إن كانت بعض الخطوط تعاني في الفترة الأخيرة، لكن الصداع الأكبر يبقى هو محور الدفاع، فكل الثنائيات التي رأيناها لحد الآن لم تشعرنا بالأمان، بل وتقع في أخطاء تكلفنا تلقي أهداف سهلة، فلا ثنائية بن سبعيني و ماندي و لا ماندي و توقاي، ولا ماندي و مداني أعطت أي ضمانات لتحسن الخط الخلفي، ومن الواضح بأن عيسى ماندي قد فقد الكثير من مستواه، وفي حال الاستمرار على نفس النهج فانه سيكون خارج حسابات الناخب الوطني بمجرد إيجاد البديل المناسب له.

براهيمي، بن زية و آيت نوري الأفضل على الإطلاق

وفي خضم هذه النقائص و المخاوف و الهواجس فان هناك العديد من النقاط المضيئة، لكن أبرزها هي عودة ياسين براهيمي، فهذا الأخير ظهر بأداء لاعب في عمر الـ25 و ليس من تجاوز عقبة الثلاثين، إذ أعطى نجم بورتو السابق نسقا مغايرا تماما لأداء الخضر، فسجل الأهداف و صنعها لبقية الزملاء و أكد استحقاقه العودة لبيت الخضر بعد سنتين من تهميش بلماضي له لحسابات شخصية.

ونفس الأمر لياسين بن زية هذا الأخير تم اعتباره من طرف الكثير من المحللين بأنه أفضل لاعب خلال هذه الدورة الودية، فخلال لقاءين فقط سجل 3 أهداف و صنع اثنين أي بمجموعة 5 أهداف بين الصناعة و التسجيل.

دون أن ننسى الهدف العالمي الذي عدل به النتيجة لصالح الخضر بطريقة غنية ترشحه لأن يكون أحد أجمل أهداف سنة 2024، أما اللاعب الثالث المتألق فهو ريان آيت نوري، فهو لاعب من طينة الكبار و اهتمام الأندية العملاقة في انجلترا به لم يأت من فراغ.

فان كان آيت نوري جيدا كظهير أيسر فهو ممتاز و استثنائي كلاعب جناح، والكل شاهد مع فعله حين غير بيتكوفيتش مركزه، كما أن هناك لاعبين واعدين سيقولون كلمتهم يتقدمهم لاعب نيويورك سيتي منصف بقرار، وحتى لاعب فيتيس أرنهايم الهولندي حاج موسى.

عماد.ب