صرح رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف) وليد صادي اليوم الجمعة، أن ملف المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش كان “الأفضل للمنتخب الوطني” غداة الإعلان عن تعيينه كناخب وطني جديد خلفا لجمال بلماضي.
وقال صادي في حوار خاص لوكالة الأنباء الجزائرية: “بيتكوفيتش هو الأفضل للمنتخب الوطني. فبعد قائمة مختصرة ضمت ثلاثة مدربين أعدتها لجنة مخصصة، والتي ضمت أيضا البرتغالي كارلوس كيروز (الذي اعتذر) وخوسيه بيسيرو، وقع اختيارنا على بيتكوفيتش على أساس عدة معايير، منها على الخصوص خبرته ومسيرته مع المنتخب السويسري”.
وكانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد أعلنت الخميس عن تعيين فلاديمير بيتكوفيتش (60 سنة) مدربا للمنتخب الوطني الجزائري, خلفا لجمال بلماضي، وذلك بعد إقصاء “الخضر” من الدور الأول لكأس إفريقيا الأخيرة- 2023 (المؤجلة إلى 2024) التي جرت بكوت ديفوار ( من 13 يناير إلى11 فبراير 2024)، وذلك للمرة الثانية على التوالي بعد نسخة 2021 التي أقيمت في الكاميرون، ومرة أخرى تحت قيادة بلماضي.
ومن المتوقع أن يصل المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم إلى الجزائر يوم الأحد وسيعقد ندوة صحفية بملعب نيلسون مانديلا ببراقي يوم الإثنين.
بيتكوفيتش …. المدرب الـ37 للخضر تاريخيا
بعد طول انتظار و ترقب أعلنت الفاف أخيرا عن تعيين البوسني فلاديمير بيتكوفيش كمدرب للخضر لغاية مونديال 2026، دون منح المزيد من التفاصيل بخصوص أهداف العقد و لا قيمته، إذ تمت الإشارة في البيان إلى أنه سيحل الأحد بالجزائر و سيعقد ندوة صحفية بعدها بـ24 ساعة، وبعد ترسيم الصفقة مع مدرب منتخب سويسرا السابق فان بيتكوفيتش يعتبر المدرب الـ37 الذي سيشرف على تدريب الخضر تاريخيا.
كما أنه يعتبر المدرب الأجنبي الـ14 منذ الاستقلال الذي يتولي مهمة تدريب محاربي الصحراء، علما و أن قدوم هذا المدرب يصنف على أساس أنه التغيير الـ54 على مستوى العارضة الفنية على مدار 61 سنة، وهي إحصائية مهمة للغاية تؤكد بأن كرة القدم تفتقر لأهم عنصر فيها و هو الاستقرار الفني.
فالمدربين الذين عمروا طويلا يعدون على أصابع اليد الواحدة، آخرهم المدرب جمال بلماضي الذي تولى المهمة من 2018 إلى غاية 2024، أما الأغلبية فكانوا يغادرون مناصبهم بعد فترة قصيرة تتراوح ما بين سنة إلى سنتين في أحسن الظروف.
وبتعيين بيتكوفيتش تكون الفاف قد طوت صفحة الناخب الوطني السابق جمال بلماضي في انتظار التوصل معه لاتفاق من أجل فسخ العقد بالتراضي عوضا عن التوجه نحو أروقة الفيفا.
هذا هو الطاقم الفني المحتمل لبيتكوفيتش
عقب ترسيم الفاف التعاقد مع البوسني فلاديمير بيتكوفيتش كمدرب جديد للخضر، فان الكثير من الأخبار يتم تداولها بخصوص هوية الطاقم الفني الذي سيكون إلى جانب الناخب الوطني في هذه المهمة، والشيء الأكيد هو أن الفريق الذي سيعمل مع بيتكوفيتش سيكون خليطا بين مساعدين أجانب و محليين بحسب الاتفاق المبرم.
وبحسب ما علمناه فان التقني البوسني هو من سيجلب مساعدا أول له مع محضر بدني يكونان أجنبيين، فيما سيكون المساعد الثاني مدرب وطني محلي لديه الخبرة في المنتخبات و يعرف كرة القدم الجزائرية جيدا بما أن دوره مهم للغاية في مساعدة مدرب الخضر على التواصل و العمل على معاينة لاعبي البطولة المحلية، بالإضافة لاستشارته في العديد من الأمور الفنية.
وبحسب نفس المصادر فان بيتكوفيتش قد طلب من صادي تقديم أسماء 3 مدربين محليين مقترحين للحديث معهم بشكل مباشر على أن يختار بنفسه من منهم سيكون ضمن طاقمه الفني، وبالنسبة لمدرب الحراس فسيكون بنسبة كبيرة جزائريا.
وعلى الرغم من عدم وجود أي شيء رسمي بشأن هوية مساعد بيتكوفيتش المحلي، لكن الحديث كان يدور بقوة في الساعات الماضية حول نبيل نغيز الذي سبق له و أن أشرف على أندية كبيرة داخل البطولة الوطنية، وعمل كمساعد في المنتخب الوطني الأول، كما كانت له تجارب عديدة في الدوري السعودي و المغربي، ولهذا فان نغيز يبقى في أحسن رواق ليكون ضمن طاقم المنتخب.
راتب بيتكوفيتش تجاوز الـ100 ألف أورو
لم تفصح الفاف عن القيمة المالية لعقد الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، إلا أن بعض التسريبات أكدت بأن الراتب الشهري الذي سيتقاضاه التقني البوسني مقابل إشرافه على الخضر قد تجاوز السقف المحدد من طرف الفاف و هو 100 ألف أورو شهريا.
إذ يتوقع أن يحصل فلاديمير على حوالي 135 ألف أورو لكن مع ذلك يبقى ما سيتقاضاه أقل بكثير من حصل عليه الناخب الوطني السابق جمال بلماضي و الذي وصل إلى 208 ألف أورو في الشهر الواحد.
وحتى إن تجاوزت الفاف السقف الذي أعلنت عنه و هو 100 ألف أورو إلا أن شروط و بنود العقد كانت صارمة و محددة بشكل أكبر و بعناية كبيرة، وتشير الأخبار الواردة من مبنى دالي إبراهيم إلى وضع أهداف تتمثل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 و بلوغ الدور ربع النهائي على الأقل في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة سنة 2025 بالمغرب.
وفي حال بلوغ المونديال سيحصل بيتكوفيتش على منحة قدرها 400 ألف أورو، وإذا ما توج بلقب كان 2025 بالمغرب سيحصل على مكافأة بقيمة 200 ألف أورو، ويبقى الاتفاق الأهم هو أن البوسني بيتكوفيتش لن يحصل على أن تعويض مالي في حال ما أخفق في تحقيق أي هدف من الأهداف المشار إليها سابقا.
بيتكوفيتش قصة نجاح أفسدتها تجربة بوردو
جاء تعيين البوسني فلاديمير بيتكوفيتش رسميا على رأس العارضة الفنية للخضر من أجل وضع حد لكل التخمينات و تداول كل الأسماء الممكنة في عالم التدريب، وحتى إن اختلفت الآراء بخصوص هذا التقني بين ما يراه الرجل الأنسب و من يراه مدربا متوسطا أو أقل من ذلك.
إلا أن الشيء الأكيد هو أن مسيرة مدرب الخضر الجديد قد مرت بفترات متقلبة بين النجاح و الإخفاق، رغم أن المحطات الجيدة كانت أكثر ضمن سجله التدريبي، فبشكل عام يمكن القول بأن تجربة بيتكوفيتش كانت ناجحة خاصة مع المنتخب السويسري و نادي لازيو روما الايطالي، إلا أن ذلك أفسدته تجربة تدريبه لنادي بوردو الفرنسي و الذي سقط معه إلى الليغ2.
ونستعرض لكم في هذا المقال المسيرة التدريبية الكاملة لبيتكوفيتش و كذا جانبا من حياته الشخصية :
-ولد فلاديمير بيتكوفيتش في الـ 15 من أوت 1963، بجمهورية يوغسلافيا الفيدرالية وبالضبط بمدينة سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك حاليا.
-جذور والدي بيتكوفيتش كرواتية، لكنهما كانا يقيمان بِالبوسنة والهرسك، لأن المنطقتين كانتا مدينتين تابعتين ليوغسلافيا.
-يملك بيتكوفيتش الجنسيتين الكرواتية والبوسنية، وأيضا السويسرية البلد الذي سافر إليه واستقر فيه بداية من عمر الـ 24 سنة.
-شرع في ممارسة رياضة كرة القدم مبكرا بعمر 11 سنة، في مدرسة إليدزا البوسنية.
-ارتقى إلى فئة الأكابر عام 1981، مرتديا زي نادي سراييفو، في منصب متوسط ميدان، بقي ينشط في البطولة البوسنية حتى عام 1987، تاريخ احترافه في الدوري السويسري.
-مثل ألوان عدة أندية سويسرية أبرزها فريق سيون، حتى اعتزاله ممارسة رياضة كرة القدم عام 1999
-نال لقبا وحيدا في مشواره لاعبا، وتمثل في لقب بطولة يوغسلافيا موسم 1984-1985، بزي نادي سراييفو.
-لم يحصل له شرف تمثيل ألوان منتخب يوغسلافيا للأكابر.
مشواره التدريبي:
استهل مشوار التدريب عام 1997، وحينها كان لاعبا ومسؤولا فنيا في الوقت نفسه، لنادي بيلينزونا السويسري، درب أندية سويسرية وتركية وإيطالية وفرنسية، وكان لازيو أفضلها، وبوردو آخر التجارب التي انتهت في فيفري 2022 بسبب سلبية النتائج المُسجلة.
-إحرازه كأس إيطاليا مع نادي لاتسيو في ماي 2013، هو التتويج الوحيد في سجله التدريبي على مستوى أندية الدرجة الأولى.
-بخصوص الفرق الوطنية، كانت سويسرا المنتخب الوحيد الذي دربه لمدة سبعة أعوام، وذلك ما بين صيفي 2014 (بعد نهاية مونديال البرازيل) و2021 (بعد نهاية بطولة أمم أوروبا).
عماد.ب
