بلماضي كسب رهان التغييرات أمام الموزمبيق

جمال بلماضي
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

حقق الخضر انطلاقة مثالية في بداية مشوار التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 و هذا من خلال حصد 6 نقاط كاملة أمام كل من الصومال داخل الديار و الموزمبيق بعيدا عن القواعد في العاصمة مابوتو، وبهذا فان كتيبة المحاربين باتت تتصدر المجموعة السابعة عن جدارة و استحقاق، وصار رفقاء القائد رياض محرز في الطريق الصحيح نحو بلوغ كأس العالم المقبلة.

رغم أن المشوار لا يزال طويلا و شاقا و مليئا بالعقبات و المطبات، لكن على الصعيد النفسي فان أشبال المدرب جمال بلماضي أضحوا أفضل حالا و سيواصلون مشوارهم بثقة أكبر رغم أن موعد عودة التصفيات لن يكون إلا بعد انقضاء نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار.

الانتصار الذي عاد به الخضر من حجر الأفاعي السوداء له الكثير من الفوائد و الايجابيات ليس فقط على مستوى النقاط المحصلة و لكن أيضا من ناحية اكتساب النخبة الوطنية لشخصية أقوى عند السفر و خوض التحديات في أدغال إفريقيا، فالعديد من اللاعبين الجدد لا يزالون بصدد اكتشاف كرة قدم مغايرة تماما عن تلك التي ألفوها في أنديتهم الأوروبية.

وبما أننا على بعد أقل من شهرين من بداية كان 2024 بساحل العاج، فان الفرصة كانت مواتية للغاية بالنسبة لكتيبة بلماضي من أجل التعود على الأجواء المناخية و ظروف الملاعب التي سيجدونها متشابهة إلى حد كبير بما وجدوه في الموزمبيق، وهي أمور ايجابية للغاية ستجنب رفقاء رياض محرز عامل المفاجأة أو الصدمة التي قد تؤثر على اللاعبين في أكب محفل كروي قاري منتظر مطلع العام المقبل، والعودة بالزاد كاملا من مابوتو أعطى نظرة أفضل و أقرب للناخب الوطني حول قدرات لاعبيه في التعامل مع ظروف المباريات خارج الديار.

كما يكون بلماضي قد حدد بشكل كبير التعداد الذي سيسافر معه إلى كوت ديفوار للمشاركة في الكان، أما النقطة الايجابية الأخرى فهي تقدم الخضر على مستوى التصنيف العالمي الشهري للفيفا حيث يتوقع أن يحقق محاربو الصحراء قفزة كبيرة عند الإعلان عن التصنيف الجديد نهاية الشهر الجاري.

وبالعودة إلى مجريات لقاء الموزمبيق، فان الخضر دخلوا المواجهة بطريقة جيدة و أحكموا سيطرتهم على مجريات اللعب خلال الدقائق العشرة الأولى، لكن الأمور بدأت في التغير خاصة بعد خروج كل من ماندي و سليماني للإصابة قبل مرور 20 دقيقة عن البداية، وهو ما أصاب لاعبي منتخبنا بالارتباك الشديد، وهو ما استغله لاعبو الموزمبيق من أجل شن هجمات في غاية الخطورة، ولولا تألق الحارس ماندريا في التصدي لها، لكنا قد أنهينا المرحلة الأولى و نحن منهزمين بهدفين دون رد على الأقل.

في الشوط الثاني سعى الناخب الوطني جمال بلماضي لتعديل الأوتار، بعدما شاهد حالة التيهان التي عاشها لاعبوه في الـ45 دقيقة الأولى، وبالفعل كان الأداء أفضل بشكل واضح على كل المستويات، وبدأت السيطرة تعود تدريجيا لكتيبة المحاربين.

وشكل دخول هشام بوداوي فرقا واضحا للغاية، وقلب الموازين رأسا على عقب، كما شكل إقحام زروقي تحكما أكبر  في خط الوسط،  وبفضل سرعة و شجاعة محمد الأمين عمورة الذي تمكن من خطف كرتين تسببتا في تسجيل شايبي و زروقي لهدفي الفوز فان لاعبي المنتخب أنهوا اللقاء بأفضل طريقة ممكنة، وعادوا بثلاثة نقاط كانت تبدو في غاية الصعوبة و التعقيد بالنظر إلى الظروف و المعطيات.

وكما هو معلوم فان الأهم في مشوار التصفيات هو جمع أكبر عدد من النقاط من أجل التأهل للمونديال بغض النظر عن الأداء المقدم، خاصة عندما يتعلق الأمر باللعب في أدغال إفريقيا، فبعد شوط أول سيء على طول الخط، فان الشوط الثاني كان مميزا للغاية من طرف زملاء الحارس ماندريا، وأكبر المنتفعين منه هو الناخب الوطني جمال بلماضي الذي قرأ جيدا مسار المواجهة، وقام بتغييرات مميزة للغاية كسب بها الرهان و أسكت أفواه المنتقدين له إلى حين.

حراسة المرمى في مأمن

ويمكن القول بأن الحارس أنطوني ماندريا كان رجل اللقاء بامتياز، ففي الوقت الذي عانى المنتخب من هجمات و خطورة الموزمبيق، فان حارس كان الفرنسي كان متواجدا و أنقذ مرماه من أهداف محققة كانت لتغير مجرى المواجهة تماما، وبات ماندريا أكثر ثقة بنفسه و بإمكانياته، وهو ما انعكس بشكل ايجابي للغاية على أدائه في آخر مباريات الخضر، كما أكد بأن مركز حراسة المرمى يتواجد في مأمن معه.

الخط الخلفي يحتاج للمزيد من الانسجام

وظهر جليا بأن أحد نقاط الضعف التي ينبغي على الناخب الوطني العمل عليها هي الخط الخلفي، فمستوى بن سبعيني الجيد قابله تدني مستوى ماندي و كذا نقص خبرة توقاي، وهو ما يجعل دفاع الخضر مهزوزا، والأمر لن يكون سهلا أمام المنتخبات الكبيرة في الكان، في حين تألق يوسف عطال على الجهة اليمنى رغم نقص المنافسة شأنه في ذلك شأن الظهير الأيسر ريان آيت نوري الذي أدى مباراة جيدة، لكن على الظهيرين تحسين أنفسهما على الصعيد الدفاعي خاصة عندما يصعدان لمساندة الهجوم و خلق التفوق العددي.

ثنائية زروقي و بوداوي تلوح في الأفق

ومن بين الأمور التي أبرزتها مباراة الموزمبيق هي ثنائية زروقي و بوداوي في خط الوسط، فاللاعبان قلبا موازين اللقاء، ومكنا المنتخب من فرض سيطرته بمجرد دخولهما في الشوط الثاني، ومن عجائب الصدف فان هذين اللاعبين كانا على مدار عدة لقاءات سابقة سيئين، وتعالت الأصوات المطالبة بعدم استدعائهما مجددا، إلا أنهما باتا الآن رقما صعبا، وهما مرشحان لأن يقودا خط الوسط رفقة نبيل بن طالب في الكان المقبل.

عمورة يؤكد علو كعبه في كل مرة

ومن اللاعبين الذين يستحقون الثناء و يمكن تصنيفه على أنه ثاني أفضل لاعب في لقاء الموزمبيق بعد الحارس ماندريا هو محمد الأمين عمورة، فابن مدينة جيجل و في كل مرة يثبت علو كعبه، وبأنه مهاجم ممتاز رغم قصر قامته، إلا أنه مزعج إلى درجة كبيرة، ويصعب على المدافعين مراقبته باستمرار، والدليل هو خطف الكرة و تسببه بشكل مباشر في هدفي اللقاء.

شايبي جوهرة حقيقية

ومن مكاسب الخضر ليس في لقاء الموزمبيق فقط بل منذ مجيئه هو نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني فارس شايبي، فهذا الأخير يقدم مستويات ثابتة منذ أو وطأت أقدامه بين المنتخب الوطني، ويؤكد مجددا بأنه سيكون أحد أسس الخضر خلال السنوات المقبلة.

اختفاء محير لمحرز و غويري

ومن بين الأسماء التي لم تقدم ما هو منتظر منها، نجد القائد رياض محرز الذي كان مختفيا تماما طيلة الدقائق التي خاضها، بل إن مستوى اللعب ارتفع و تحسن بعد مغادرته لأرضية الميدان أمام الموزمبيق، وشاركه في الأداء السيئ مهاجم رين أمين غويري الذي لم يجد معالمه بعد مع جمال بلماضي، وهو مطالب بالمزيد من الجرأة و العمل، ما قد يتحقق بمرور الوقت.

عماد.ب