أداءا مقنع للخضر يطمئن قبل الكان

المنتخب الوطني الأول لكرة القدم
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

حقق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم انتصارا عريضا بخماسية لهدف واحد في المباراة الودية التي احتضنها ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة ليلة الخميس أمام منتخب جزر الرأس الأخضر، وحتى إن كانت المباراة تحضيرية و إستعدادية إلا أن كتيبة المدرب جمال بلماضي تعاملت معها بالكثير من الجدية و الاحترام.

والتهم محاربو الصحراء أسماء القرش الزرقاء دون رحمة، وقدموا أداءا مقنعا للغاية لم نشاهده منذ فترة طويلة، وهو ما يعطي لا محالة إشارات ايجابية للغاية قبل 3 أشهر فقط عن انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بساحل العاج.

فالخضر يسيرون خلال الفترة الأخيرة بوتيرة متصاعدة على مستوى الأداء بشكل خاصة مما يبشر بالخضر، ويؤكد بأن زملاء القائد رياض محرز يسيرون في الطريق الصحيح نحو العودة إلى مستواهم المعهود رغم أن الحكم عليهم لا يزال مبكرا.

وتعامل الناخب الوطني جمال بلماضي هذه المرة بالجدية التامة مع مباراة جزر الرأس الأخضر، حيث زج بالتشكيلة الأساسية منذ البداية، عكس ما فعل في لقاء تنزانيا الشهر الماضي بملعب عنابة، وهو ما يشير بأن وقت التجريب و إعطاء الفرص قد نفذ، وحان وقت التركيز على ضبط التشكيلة و المناصب استعدادا لخوض تصفيات مونديال 2026 و كذا نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار.

لذا فان النخبة الوطنية أظهرت روحا و إرادة كبيرتين طيلة أطوار المباراة من خلال إقحام دماء جديدة لديها الرغبة في تحقيق الألقاب و الانجازات تواجدت إلى جانب لاعبين أصحاب خبرة ساهموا في إعطاء توازن أكبر لطريقة لعب و أداء محاربي الصحراء.

مباراة الخضر أمام جزر الرأس الأخضر كانت مفيدة على كل المستويات، فكتيبة بلماضي واجهت هذه المرة منافسا مختلفا من حيث طريقة اللعب، يعتمد على التكتل الدفاعي و التمريرات العرضية و الخلفية، وهي أحد الأشكال التي قد نواجهها في نهائيات الكان، ومع هذا وصل زملاء محمد الأمين عمورة إلى الشباك في 5 مناسبات، مع تضييع العديد من الفرص السانحة للتهديف و إلا لكانت النتيجة أثقل بكثير.

النتيجة مهمة للغاية خاصة على الصعيد المعنوي، فالخضر لم يفوزوا بحسب الأرقام و الإحصائيات بفارق أكثر من 3 أهداف منذ 5 جانفي سنة 2022، وهذا خلال مباراة غانا و التي انتصرنا بها بثلاثية نظيفة.

ومنذ ذلك الحين وجد محاربو الصحراء في أن ينتصروا بنتيجة عريضة على بقية المنافسين، وهو ما يعطي إشارات ايجابية حول وجود حلول هجومية مميزة ستقدم لا محالة الإضافة، وستساهم في حصد و تحقيق المزيد من الانتصارات خاصة في المنافسات الرسمية.

وأظهر بلماضي مرونة تكتيكية كبيرة بمناسبة لقاء جزر الرأس الأخضر، فقد خرج من عباءة الخطة المعتادة و هي 4/3/3 التي صارت مكشوفة لدى الخصوم، ولجأ هذه المرة للاعتماد على النهج التكتيكي الكلاسيكي و هو 4/4/2 و هو ما ساهم في التحكم أكثر بخط وسط الميدان، وتقزيم الدور الهجومي لمنتخب الرأس الأخضر و إظهاره في صورة المنافس العاجز و الضعيف.

وعكس ما يظن البعض فان المنافس لم يكن متواضعا بل قوة الخضر هي التي دفعته للظهور بذلك المستوى، وفي ظل المعطيات التكتيكية الجديدة فان منتخبنا الوطني بات يمتلك طريقتين مختلفين في اللعب الأولى عند ملاقاة المنتخبات المندفعة و التي تلعب كرة القدم دون حسابات، والأخرى أمام الخصوم الذين يكتفون بالدفاع و العودة إلى الخلف مع انتظار الهجمات المرتدة و ما أكثرهم في القارة السمراء.

وكسب العديد من اللاعبين نقاطا إضافية في صالحهم، وأكدوا بأن مكانتهم مضمونة خلال النهائيات المقبلة، وعلى رأس هؤلاء هو المهاجم محمد الأمين عمورة، فخلال 73 دقيقة خاضها أمام الكاب فاردي قدم ابن مدينة جيجل أفضل لقاء له منذ التحاقه بكتيبة الخضر، فهو الذي سهل مهمة الفوز بتسجيله الهدف الأول، كما أنه صال و جال و أقلق دفاعات المنافسات، وكان بمثابة السم القاتل، في صورة توضح التطور الرهيب لهذا اللاعب الذي أضحى رقمت صعبا على مستوى الهجوم.

ومن بين اللاعبين الذين سيقدمون إضافة نوعية للمنتخب الوطني هو نجم روما عوار حسام، هذا الأخير وقع على هدفين جميلين، وقدم مردودا مقنعا للغاية في خط الوسط، وبالنسبة للوافد الجديد أمين غويري، فهو و إن و لم يتمكن من التسجيل إلا أنه كان خطيرا في عدة لقطات و أعطى انطباعا خلال الدقائق التي شارك فيها بأنه مهاجم بإمكانيات محترمة للغاية، وهو تدعيم نوعي للخط الأمامي، ولن ينتظر طويلا من أجل تثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية للمنتخب.

وبشكل عام فان أداء بقية اللاعبين سواءا من الحرس القديم أو الأسماء الجديدة كان جيدا و محترما للغاية في انتظار خوض اختبار أكثر صعوبة أمام صاحب الرقم القياسي في عدد تحقيق لقب الكان المنتخب المصري الذي سيواجهه الخضر الاثنين المقبل بملعب هزاع بن حمد بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي.

عماد.ب