الذكرى 13 لوفاة الرئيس السابق قاسم ليمام “الراحل الذي لازال حيا”

قاسم ليمام
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

تمر ثلاثة عشرة سنة عن وفاة رمز من رموز مدينة وهران حيث في مثل يوم 26 سبتمبر من سنة  2010 فارق الأب الروحي للمولودية الوهرانية قاسم ليمام الحياة عن عمر يناهز 72 سنة بعد مسيرة حافلة رفقة  معشوقته الحمراء و البيضاء شهد فيها فترات أغلبها زاهية  تاركا بصمته على الساحة الكروية الجزائرية  ليضع إسمه ضمن خانة أحسن رؤساء النوادي في الجزائر و أفضلهم بفضل حنكته في التسيير و معرفته لخبايا اللعبة الأكثر شعبية في العالم جيدا.و هو ما جعله خالدا و راسخا في قلوب و عقول الحمراوة الذين دوما ما  يترحمون عليه.

لاعبا ، مجاهدا ، المناصر المسير ثم رئيسا للفريق

ولد بحي الحمري العتيق تحديدا مقابل المكان الذي تأسست فيه المولودية الوهرانية و هو المقر  الذي  كانت تعقد فيه اجتماعات المسيرين الأوائل في صورة محمد بصول ،  أبونا عمر و…..لينضم إلى النادي  كلاعب في صنف الأشبال و الأواسط سنوات الخمسينات  قبل أن يختار  قبلة الكفاح  ضد المستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية ما أدى به إلى الزج في سجن الأصنام بالشلف ، ليطلق سراحه عقب الإستقلال.

و تكون له عودة إلى المولودية كمسؤول عن فرع السباحة و بعدها رئيسا لأول لجنة أنصار معتمدة في الجزائر ثم عضوا بالمكتب المسير للفريق ليتربع على  رئاسة النادي سنة 1994 و هي فترة دموية عاشتها الجزائر نجح من خلالها قاسم ليمام في إدخال البهجة و رفع الراية الوطنية عاليا بإنجازات عربية تعد الأولى من نوعها في تاريخ الكرة الجزائية  قبل أن ينسحب من الفريق سنة 2000 و يرجع إليه مجددا من واسع الأبواب بعدما صار مطلبا جماهريا إثر سقوط المولودية لأول مرة في تاريخها.

حيث نجح الراحل في ردها إلى مكانتها الطبيعية في ظرف موسم واحد فقط و بالموازاة مع مسيرته مع المولودية فقد عمل قاسم رحمه الله في صفوف الحماية المدنية ضمن فرقة الغواصين  كما تجدر الإشارة أن رغم تعدد المهام إلا أن قاسم ليمام  كان مهندسا و خلف جميع إنجازات النادي منذ أول لقب سنة 1971  إلى غاية الصعود  إلى حظيرة الكبار سنة 2008 .

صال و جال ربوع الوطن مع معشوقته بالحافلة

تبقى سفريات مولودية وهران خلال نشاطها  في القسم الثاني موسم 2008\2009 من ابرز و ٱخر ذكريات الراحل فنظرا لنقص السيولة المالية و بهدف ترشيد النفقات قرر الرئيس قاسم ليمام أن تكون  تنقلات الفريق كلها برا  و هو ما يحسب لقاسم ليمام حيث بالرغم من كبر سنه  و مشقة السفر لم يضيع أي مقابلة حيث سافر رفقة أشبال بلعطوي وقتها  شرقا و جنوبا قاطعا مسافات طويلة قدرت ب 22 ألف كلم تقريبا  دون ملل أو ضيق ،  كما كان يخلق جوا مرحا في الحافلة بفضل خفة دمه و قصائده التي غالبا ما كانت تمجد الثورة و المولودية بغرض تخفيف الضغط و التعب  على لاعبيه .

فارس مغوار فوق الحصان صورة راسخة في أذهان الحمراوة

كما ستظل طريقة احتفال المرحوم قاسم ليمام بصعود  المولودية إلى القسم الوطني الأول راسخة في أذهان الحمراوة إلى يومنا هذا كيف لا و هو الذي اختارها أن تكون بالامتطاء فوق الخيل العربي الأصيل  بالألوان الحمراء و البيضاء على طريقة الفارس البطل المغوار الذي ربح المعركة ساحقا جميع  أعداءه في لقطة اهتزت لها مدرجات الحبيب بوعقل أنذاك التي تغنت بإسمه مطولا لتنشر في صبيحة الغد على جل صفحات الجرائد مرجعا البسمة و الفرحة إلى مدينة وهران بعد موسم واحد فقط من كارثة السقوط .

المرض تغلب عليه ، أوصى بصيانة الأمانة و خدمة المولودية

في سنة 2010 و بعدما  أصيب الزعيم ليمام بمرض عضال أطرحه  الفراش في موسم رياضي  شاق  أنهاه بصعوبة كبيرة متحديا ظروفه الصحية المعقدة ، كما لم يتمكن  المرحوم من  تحضير ملف دخول عالم الاحتراف نتيجة تفاقم  السقم عليه ما جعله يسلم المشعل إلى الطيب محياوي ظل قاسم ليمام يوصي بالحفاظ على المولودية و خدمتها بإخلاص واصفا إياها بالأمانة التي يجب صيانتها من بعده و هي عبارات بقيت على لسان الرجل  إلى غاية لفظ أنفاسه الأخيرة ما يدل على حبه و  تعلقه الشديد بالفريق ، ليخيم الحزن على مدينة بأكملها وسط  جو حزين و مهيب سببه أن وهران فقدت إحدى مفاخرها  .

المرحوم يستحق تسمية إحدى المنشات بإسمه

و لكي يبقى إسمه خالدا  و تتعرف عليه  الأجيال القادمة  فلا شك أن تسمية إحدى المنشٱت بإسم الراحل قاسم ليمام سيعتبر  تكريما رسميا له و عرفانا  للتضحيات و المجهودات التي قام بها الرجل  و هي الفكرة التي تتمنى عائلة المرحوم و محبيه أن تتجسد في القريب العاجل   من قبل  السلطات المحلية لولاية وهران لاسيما أن مثل هذه الخطوات تعد  ثقافة و فعل  نبيل  معمول به في العديد من الدول اتجاه أبطالهم و رموزهم بهدف ترسيخ وجودهم رغم مفارقتهم الحياة .

سيدي محمد

المفردات الأساسية: ,