كرة اليد الجزائرية بين الخيبة و محاولة النهوض

كرة اليد الجزائرية
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

اختتمت قبل أيام  فعاليات الطبعة 25 لبطولة إفريقيا للأمم بتتويج منتخب مصر  و البلد المنظم  على حساب الرأس الأخضر بنتيجة 37 مقابل 25 و هو  أكبر فارق أهداف في تاريخ نهائيات البطولة حاصدا لقبه الثامن و متجاوزا المنتخب الجزائري في عدد الألقاب المحققة .

هذا الأخير  أنقذ ثالث أسوء  مشاركة له في هذه الدورة بإفتكاكه تأشيرة التأهل إلى كأس العالم 2023 المقرر إقامتها ببولندا و السويد مطلع جانفي القادم بحلوله خامسا ضمن الترتيب العام.

و جاء ذلك بشق الأنفس وسط أداء باهت لأشبال المدرب رابح غربي ضد منتخبات إفريقية لا تملك أي باع و تقاليد في اللعبة الأكثر شعبية في الجزائر بعد كرة القدم .

وتجدر الإشارة أن الكرة الصغيرة تعد الرياضة الجماعية  الأكثر تتويجا وطنيا بحصد سبعة ألقاب إفريقية و ب 15 مشاركة في بطولات العالم ناهيك عن التتويج بالألعاب الإفريقية 4 مرات إضافة إلى ذهبية ، فضية و برونزية في الألعاب المتوسطية دون نسيان المشاركة أربع مرات في الألعاب الأولمبية.

إلا أنها مؤخرا باتت تلفظ أنفاسها بعد صراعات كبيرة عاشتها الاتحادية الجزائرية التي تبقى بدون رئيس و صار يسيرها ديركتوار مؤقت منذ أكثر من 10 أشهر بعد إبعاد الرئيس السابق لعبان المتبوع قضائيا بتهم الفساد  .

 الوزير سبقاق يدعوا للتفاؤل و الكف عن الانتقادات

خرج وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق  مباشرة عقب تأهل المنتخب الجزائري لمونديال 2023  بإطلالة عبر الصفحة الرسمية لوصايته مهنئا فيها رفقاء الحارس خليفة غضبان ، مثلما أطلق في اليوم الموالي تصريحات لقت استحسانا لدى البعض و إستياءا عند البعض الآخر لما شدد اللهجة حاثا  بضرورة تثمين نتائج المنتخب و مواصلة العمل مع الكف من الانتقادات.

مؤكدا بأن هدف المنتقدين ما هو إلا محاولة التموقع في محيط كرة اليد و لو تم استدعائهم لمهام لتوقفوا مشيرا إلى أن هيئته بصدد مراسلة الاتحاد الدولي لعقد جمعية عامة انتخابية و وضع حد للنزاعات ، كما أنها تسعى لتفادي العقوبات  و ذلك بالسير وفق ما تنص عليه القوانين  .

الغيابات هلكت المنتخب الوطني

و بعدما سقطت سهام الانتقاد من كل جهة بخصوص  نتيجة السباعي الجزائري خلال دورة القاهرة الفارطة ، وجب أيضا عدم نسيان  بأن المنتخب الوطني لكرة اليد  عانى من عدة غيابات أثرت بشكل مباشر على نتائجه أبرزها غياب نجم الفريق عبدي أيوب بداعي الإصابة ، لتتوسع القائمة باستحالة التحاق ياسين جديد و وائل ملازم بالمنتخب بسبب مشاكل إدارية ناهيك عن إصابة كل من ساكر و حاج صدوق أثناء الكان مما زاد الطين بلة.

و كما هو معلوم فحتى مسعود بركوس لم يشارك بكامل إمكانياته نظرا لمعاناته من إصابة كان قد تلقاها خلال العاب البحر الأبيض المتوسط و هي عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار خاصة في ظل انعدام البدائل .

ملفات ثقيلة في انتظار الاتحادية الجديدة

مما لا شك فيه أنه عاجلا أم آجلا سيتم انتخاب تشكيلة مكتب فيدرالي  بقيادة رئيس جديد على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد لاسيما و أن مهمة الديركتوار المؤقت بقيادة اللاعب الدولي السابق عبد الكريم بن جميل لن  تدوم طويلا كما أنها تجاوزت مدة 90 يوما المخولة لها قانونا.

و بذلك لا تنتظر أن تكون مهمة الرئيس المعين سهلة نظرا للملفات الشائكة التي سيجدها فوق طاولته أبرزها إعادة ترتيب نظام المنافسة في البطولات المحلية ، ناهيك عن التعجيل بإيجاد  حلول حول  أجور الحكام و كذلك تسخير كافة الإمكانيات للمنتخبات الوطنية بجميع فئاتها مع تعيين مدربين أكفاء لقيادتها.

إضافة إلى محاولة التموقع على مستوى الهيئات  الدولية و استرجاع هيبة الجزائر في عالم الكرة الصغيرة ،مما يتوجب على أعضاء الجمعية العامة هذه المرة  تحمل مسؤولياتهم  بانتخاب الرجل المناسب القادر على النهوض بكرة اليد الجزائرية و قيادتها إلى بر الأمان مع وضع الخلافات جانبا و الابتعاد عن  مراعاة المصالح الشخصية .

نقص التغطية و كرة القدم سببين مباشرين في تراجع كرة اليد

اجمع كل متابعي الكرة الصغيرة بأن التعتيم الإعلامي الذي تعيشه كرة اليد الجزائرية يعد أحد  الأسباب المباشرة التي أدت بتراجع  هذه الرياضة بعدما كانت في وقت مضى تحظى بشعبية كبيرة ، فلا مباريات صارت تنقل على القنوات الرسمية و حتى أخبار الأندية و اللاعبين نادرا ما تحصل على  حيز صغير في مختلف وسائل الإعلام مما دفع بتلاشي الشغف لهذه اللعبة و اجبره على الزوال  تدريجيا.

مثلما يرى البعض الآخر بأن الاهتمام المفرط من طرف المسؤولين بكرة القدم فقط راح ضحيته العديد من الاختصاصات و من بينها كرة اليد حيث أن جل إعانات الدولة و معظم عقود التمويل باتت تضخ  لفروع كرة القدم.

و هو ما جعل الرياضات الأخرى تعاني من قلة الإمكانيات و انعدام السيولة المالية لتسيير يومياتها و توفير أبسط الحاجيات و الدليل يمكن رؤيته في المقارنة بين أجور لاعبي ومدربي الكرة الصغيرة ونظراءهم ممن يمارسون كرة القدم .

ستة  أشهر لتدارك الأخطاء و التحضير الجيد لكأس العالم

سيستفيد المسؤولين على اليد الجزائرية من فترة متوسطة لترتيب البيت و إعداد منتخب وطني قوي بإمكانه مقارعة المنتخبات العالمية لاسيما و أن الاستحقاق القادم سيكون ذا مستوى عالي و يتعلق الأمر ببطولة العالم المقرر إقامتها ببولندا و السويد مطلع شهر جانفي 2023 خاصة و أن القرعة أوقعت رفقاء نعيم في مجموعة صعبة بجانب  كل من صربيا ، قطر ، و ألمانيا وهي منتخبات قوية لا يجب أن تكون النتائج أمامها كارثية أو تاريخية مثلما حدث مع مصر في بطولة إفريقيا الأخيرة.

لذلك وجب على القائمين على هذه الرياضة وضع خارطة طريق جيدة و التكثيف من التحضيرات ذات المستوى العالي لتفادي الإنهزامات بفوارق كبيرة و الذهاب من أجل المشاركة و فقط و مدة 6 أشهر قد تكفي الناخب الوطني نسبيا  لتدارك الأخطاء و تجهيز منتخب محترم .

سيدي محمد

المفردات الأساسية: