نهاية أسبوع حافة عاشتها مدينة وهران مع رياضة الكاراتي ، باستضافتها لثلاث فعاليات دفعة واحدة ، تمثلت في التربص الوطني للحكام والمجمع التقني ، وخصوصا البطولة الوطنية للبراعم والأصاغر التي احتضنتها قاعة قصر الرياضات “حمو بوتليليس” ، التي احتفت باستقبال أكثر من 2000 مصارع ومصارعة ممثلين لـ45 رابطة ولائية عبر تراب الوطن ، بثوا حماسا كبيرا، وإثارة مشوقة طيلة يومي المنافسة، وما زادها التنظيم الجيد الذي تكفلت به الاتحادية الجزائرية للكاراتي بالتنسيق مع رابطة وهران للعبة ومديرية الشباب والرياضة لولاية وهران .
أجمع الحضور الغفير الذي قصد قاعة المنافسة ، أن وهران عاشت عرسا رياضيا حقيقيا ، خاصة وأن النيّة وفضلا عن نيل الألقاب وما تمثلها من مكافأت وتحفيز لانطلاقة واعدة في مشوار المصارعين اليافعين الواعدين ، ومزيدا من الاجتهاد لدى المدربين والمؤطرين ، كانت سعيا لتمتين قاعدة الكاراتي الجزائري ، وبعث خزان نوعي لا ينضب من العناصر الواعدين ، وكل ذلك خدمة للهدف الأسمي، وهو العودة بالكاراتي الجزائري إلى الواجهة العالمية ،وليس العربية والإقليمية فحسب .
وما حفزّ الجميع من تقنيين ومدربين ومسيرين في الرابطات الجهوية والولائية، الاستعداد التام الذي أبدته الاتحادية لخدمة مستوى اللعبة، ومن القاعدة في الجزائر ، وشد أزر الأندية ومسيريها وتقنييها ، والدفع بهم للانخراط في هذا المسعى بكل قوة وعزيمة ، رغم نقص إمكانياتها وعوزها المالي حسب تصريحات العديد منهم خلال يومي البطولة الوطنية .
هذه المشاركة القياسية للرياضيين والرياضيات وأنديتهم برهنت بما لا يدع مجالا للشك على الأهمية المخصصة لهذه الرياضة بين فئة الشباب ، كما ميز هذه البطولة الوطنية تلك المشاركة القوية للأندية الممثلة لولايات جنوب البلاد والهضاب العليا ، ما يدّل على التطور المستمر بفضل الجهود المشتركة للاتحادية الجزائرية للكاراتي والمدربين المحليين، والهيئات الرياضية الجهوية .
كما أن رابطات مثل وهران والجزائر العاصمة وسطيف وتيزي وزو والبويرة ، سجلت حضورها وأعطت للبطولة قيمة وطنيا أكبر ولإثارة تنافسية لافتة، زادت من رقي المستوى الفني الذي احتفى به الجميع وخاصة التقنيين والمؤطرين .
*سيطرة رابطة سطيف ونادي ساموراي بطيوة يتألق
بالنسبة للنتائج الفنية النهائية ،فقد تألقت رابطة سطيف باحتلالها الرتبة الأولى في جدول الترتيب العام للرابطات المتوجة ، بعدما جمعت11ميدالية ذهبية، وذلك بواسطة أندية نجيبة كعين لفراج وجمعية شباب سطيف ونادي مستقبل سطيف ، متبوعة برابطة البويرة بمجموع 10 ميداليات ذهبية بفضل أندية كشباب تاغزورت ورائد بلدية البويرة والشباب الرياضي المزدور وشباب البويرة وأهل قصر ، ثم رابطتي وهران بـ03 ميداليات ذهبية بفضل نادي ساموراي بطيوة ، والجزائر العاصمة بنفس مجموع الميداليات ( 03 ذهبية ) عن طريق رائد شباب العاصمة وأولمبيك الجزائر وشباب العاصمة . مع العلم أن تتويجات نادي ساموراي بطيوة تجسدت في صنف الإناث، حيث نجح هذا النادي في رفع لواء رابطة وهران، بإهدائها لثلاث ميداليات ذهبية، نالتها المصارعات إنصاف دحو ( أقل من 35 كلغ ) ، وقدور مليكة ( أقل من 40 كلغ ) ، ورحموني ريهام ( أقل من 45 كلغ ) .
هذه النتائج المحققة، كانت تحت مجهر التقنيين الوطنيين، والمديرية الفنية الوطنية، التي ستجعل من هذه النتائج قاعدة بيانات من أجل متابعة عن قرب للمواهب الشابة ، وإدماجهم تدريجيا في المنتخبات الجهوية ، تحسبا لتكوين منتخبات وطنية قوية في الأصناف الدنيا ، مع العلم أن هذه البطولة الوطنية شهدت تطبيق قوانين منصوص عليها من قبل الاتحاد الدولي للكاراتي، ويعني ذلك إلزامية حمل المصارعين والمصارعات اليافعين لخوذ وواقيات الصدور ، وهنا ثمن الحضور ماقامت به الهيئة الفيدرالية باقتنائها لتجهيزات جديدة مخصصة للأصناف الدنيا ، تشمل الخوذ وواقيات الصدر ،في خطوة ترمي إلى تعزيز سلامة وأمن المصارعين فوق البساط ، وخلال المنافسات .
بالنسبة للمستوى الفني ، فقد لقي الرضا لدى الحاضرين الذين استبشروا بمستقبل زاهر للمصارعين اليافعين ، ومعهم الكاراتي الجزائري المقبل – حسبهم – على قادم وضاء يؤشر بعودة هذه اللعبة إلى أمجادها في الجزائر .
*تنظيم في المستوى و إشادة باحترافية رابطة وهران
استفادت البطولة الوطنية للبراعم و الأصاغر المنظمة بوهران من تنظيم جيد ،وبمشاركة قياسية للرياضيين والأندية ، والمستوى العالي للمصارعين المشاركين يعد أملا كبيرا لمستقبل مشرق للكاراتي الجزائري . وقد عرف حفل الافتتاح حضور شخصيات رياضية عديدة ، وقد أشار رضا بن قدور رئيس الاتحادية الجزائرية للكاراتي في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة إلى الأهمية القصوى التي توليها الاتحادية للتكوين القاعدي، وتشجيع الأندية ومدربيها ،مثّمنا الجهود التي بذلتها رابطة وهران برئاسة الهواري فاتح الذي قاد باحترافية تنظيم هذه المنافسة الوطنية . كما شكر رئيس الهيئة الفيدرالية كل الذين ساهموا في نجاح الحدث الرياضي، خاصة لجنة التنظيم ولجنة الحكام والجهاز الففني، وهذا لاحترافيتهم الكبيرة، كل في مجال اختصاصه خلال فعاليات هذه الفعالية الرياضية .
*تربص الحكام والمدربين كان ناجحا ومثاليا
نظمت الاتحادية الجزائرية للكاراتي قبل انطلاق البطولة الوطنية للبراعم والأصاغر تربصا وطنيا لتكوين الحكام والمدربين تحت قيادة اللجنة الوطنية للتحكيم ، تم فيه استعراض آخر تقنيات اللعبة عالميا ، وكانت أيضا فرصة للارتقاء في الرتب ، وكذلك لضبط القائمة النهائية التي سيتم اعتمادها خلال الموسم الرياضي الجديد ، وقد تكفل 140 منهم بتأطير المنافسة الوطنية . وقد عرف هذا التربص حضور أعضاء الاتحادية خالد بوكرش وكبير مجدوب وياسين خلف الله وسمير كريم وسايجي عبد الله وبلهواري ناريمان، ورئيس رابطة وهران فاتح الهواري وزهير حي .
وقد حيا رئيس اللجنة الوطنية للتحكيم الحكام الأفارقة والدوليين الذين تحصلوا على شاراتهم الدولية مؤخرا ، وشهادات الاعتراف نظير جهودهم الكبيرة .
وقد تحدث خالد بوكرش الحكم الدولي وعضو اللجنة الوطنية للتحكيم عن تفاصيل هذا التربص، فقال :” رابطة وهران هذه المرة رفعت تحديا كبيرا ، بتنظيم ثلاث تظاهرات كبرى في نهاية أسبوع واحد . اجتاز 400 حكما الامتحان الخاص بهم ، ومثلوا تقريبا 50 ولاية ، والبطولة الوطنية كانت تأكيدا لهؤلاء المتربصين ، وكانت الفرصة وأن وضعناهم في وضعية حقيقية وواقعية بالبطولة ، وليس وضعية تمويه ، وكل شيئ مر جيدا وبسلا م ، وبنسبة نجاح فاقت 60في المائة، والتي تعتبر نسبة جيدة ، ونحن نبارك لهم جميعا ، ويمكن القول بأن التحكيم الجزائري بخير ولا خوف عليه ، الآن لنا 14 حكما عالميا ،و56 حكما قاريا ، ونحن من أوائل البلدان في العالم في عدد الحكام المميزين . ”
*تنظيم المجمع التقني لتسطير خارطة موسمية ناجحة
كما نظمت الاتحادية الجزائرية للكاراتي المجمع التقني الخاص بها ، وبحضور مكثف للتقنيين ورؤساء الرابطات ، وتناول سبل تطوير العمل الميداني ، وتنسيق الجهود تحضيرا للموسم الجديد .
وقال المدير التقني الوطني عبد الله سايجي عن حيثيات هذا اللقاء :” قلت في كلمة لي في بداية انطلاق المجمع بأن هذا المجمع اختياري من الجانب القانوني ، لكن الرئيس أصر على تنظيمه من أجل لم شمل عائلة الكاراتي ، ودراسة النقائص وتعديل ما يجب تعديله . أغلب الرابطات حضرت ومنها رابطات الجنوب، التي أبدت اهتماما كبيرا بكل الفعاليات الخاصة بالكاراتي ، وكنا نتمنى توسيع المناقشات من أجل المصلحة العامة .
وضعنا برنامجا ثريا ودرسناه في المكان وحينه ، وبعد ذلك سيعاد دراسته في المكتب التنفيذي ، والحقيقة لم أر من قبل اتحادية أنجزت حدثا ثريا ، وبأربعة تظاهرات دفعة واحدة . وهناك نقطة يصر عليها رئيس الاتحادية، وهي انتقاء مصارعين ببنية جسمانية قوية ، وهذا للمدى الطويل وتهييئ الخلف لمنتخب الأكابر . ”

