في الكواليس، تتحدث مصادر مقربة من المنتخب الجزائري عن تغيير واضح في لهجة فلاديمير بيتكوفيتش، الذي بدا أكثر حزمًا بعد نهاية معسكر جدة الأخير، وذلك على خلفية موجة الإصابات التي أربكت برامجه الفنية قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس أمم أفريقيا 2025.
وكان المنتخب قد خاض وديتين ناجحتين من حيث النتائج—فوز على زيمبابوي بثلاثية لواحد، ثم انتصار مقنع أمام المنتخب السعودي بهدفين دون رد—لكن الصورة خلف النتائج لم تكن مطمئنة للمدرب السويسري، خاصة مع العدد الكبير من الغائبين الذين خرجوا من حساباته اضطراريًا.
وتعرض الفريق خلال المعسكر لسيل من الإصابات طال لاعبين يعتبرون ركائز أساسية، ما جعل بيتكوفيتش يغيّر خياراته ويستدعي أسماء جديدة لملء الفراغ، مثل رفيق بلغالي وسمير شرقي ومهدي دورفال وزين الدين بلعيد. ورغم مردودهم الجيد، فإن المدرب يدرك أن الاعتماد الاضطراري على البدائل قبل بطولة قارية أمر يحمل مخاطرة كبيرة.
ووفقًا لما توصلت إليه المصادر، فقد جمع بيتكوفيتش لاعبيه عقب مواجهة السعودية وخاطبهم بنبرة غير معتادة، مؤكدًا أن المرحلة القادمة تتطلب أقصى درجات الانضباط، وأن أي إصابة قد تعني خروج اللاعب من سباق الكان دون نقاش. ولم يخفِ تخوفه من “شهر نوفمبر”، الذي يلقبه المدربون عادةً بـ”شهر الإصابات”، بسبب ضغط المباريات وارتفاع منسوب الإجهاد البدني لدى اللاعبين.
وذكّرهم بأن الموسم يدخل منعرجًا حساسًا تتضاعف فيه نسبة الإصابة بفعل تراكم الجهد، مطالبًا كل عنصر بالالتزام ببرامج العمل في ناديه، والاهتمام بالاسترجاع، وتجنب التراخي أو المجازفة. وأشار إلى أن خسارة لاعب واحد من الأعمدة الأساسية قبل البطولة يمكن أن تقلب حساباته رأسًا على عقب، تمامًا كما حدث في التجمع الأخير.
بيتكوفيتش، الذي صرّح سابقًا بأن “كابوس الإصابة” هو أكثر ما يشغله قبل كأس أمم أفريقيا، بدا هذه المرة أكثر صراحة:
لن يُسمح بتكرار سيناريو نوفمبر… والجاهزية شرط غير قابل للتفاوض.
