اختار رالف رانغنيك، المدير الفني لمنتخب النمسا، الهروب من أي حديث يتعلق بفضيحة خيخون الشهيرة التي أخرجت الجزائر من مونديال 1982، مكتفيًا بالتركيز على قوة “محاربي الصحراء” قبل المواجهة المرتقبة بين المنتخبين في كأس العالم 2026. وجاءت تصريحات المدرب الألماني من داخل حفل سحب القرعة في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث أوقعت المجموعة العاشرة الجزائر إلى جانب الأرجنتين والأردن والنمسا.
وأوضح رانغنيك أنه يتابع الكرة الجزائرية جيدًا، مشيرًا إلى معرفته بعدد من نجوم المنتخب على غرار رامي بن سبعيني لاعب بوروسيا دورتموند ورياض محرز الذي وصفه بأنه أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في جيله. وأكد المدرب الألماني أن المنتخب الجزائري يمتلك أسلوب لعب واضحًا يعتمد على بناء الهجمة من الخلف وحيازة الكرة، معترفًا بأن هذا النهج يفرض احترام المنافسين خلال المواجهات الكبرى.
وتستعد الجزائر لخوض نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها، علمًا أن أبرز إنجازاتها كان بلوغ الدور ثمن النهائي في مونديال البرازيل 2014 قبل الإقصاء بصعوبة أمام ألمانيا. وسيستهل “الخضر” مشوارهم في النسخة المقبلة بمواجهة نارية أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، ثم لقاء عربي خالص أمام الأردن، على أن تُختتم مباريات المجموعة بصدام تاريخي أمام النمسا، في مواجهة تعود بذاكرة الجزائريين إلى أحداث مؤلمة لم تُمحَ بعد.
وعند سؤاله عن مباراة 1982 التي شهدت اتفاقًا مُخزيًا بين ألمانيا والنمسا أدى إلى إقصاء الجزائر رغم تحقيقها انتصارين تاريخيين، فضّل رانغنيك إنهاء النقاش سريعًا بقوله: “لقد مر وقت طويل… اللاعبون الحاليون لم يكونوا قد وُلدوا حينها.” وهو تعليق يؤكد إدراكه لحساسية الملف في الذاكرة الجزائرية، لكنه اختار تجاوز الحديث عنه قبل مواجهة مرتقبة تحمل طابعًا ثأريًا.
وتمنح القرعة الحالية “محاربي الصحراء” فرصة نادرة للعودة إلى تلك الصفحة التاريخية، ليس بهدف إعادة فتح الجراح، وإنما لإغلاقها بطريقة رياضية داخل الميدان، بعدما حرمتهم “مؤامرة خيخون” قبل 44 عامًا من إنجاز تاريخي مستحق. وبينما تتجه الأنظار نحو مواجهة ميسي في الجولة الأولى والديربي العربي أمام الأردن، تبقى مواجهة النمسا محطة لها طعم خاص بالنسبة للجماهير الجزائرية التي ترى في مونديال 2026 فرصة للثأر واستعادة الاعتبار.

