من بين أبرز ما أنجبت ولاية سعيدة في المجال الرياضي لذوي الهمم أو الاحتياجات الخاصة نجد خالد النظري لاعب فريق كرة السلة نادي المستقبل لبلدية الحساسنة سابقا و اللاعب الحالي لأمل بوسعادة و أحد أبرز لاعبي الفريق الوطني لكرة السلة على الكراسي المتحركة أو كما يتم تلقيبهم فريق كرة السلة على الأرائك بحيث تزامنا و اليوم العالمي لذوي الاحتياجات المصادف ل 3 ديسمبر من كل سنة أبت جريدة 90 دقيقة إلا أن تستضيف في حواراتها احد أبرز الرياضيين الذين يشرفون هذه الفئة و الجزائر على حد سواء.
خالد حدثني عن بداياتك وكيفية انضمامك إلى فريق المستقبل؟
أولا بسم الله الرحمن الرحيم أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة و الجميلة في نفس الوقت أنا عن نفسي جد سعيد بعد اتصالكم بي وهذا شرف لي أن أكون ضيفا على جريدتكم المحترمة التي ذاع صيتها في الأونة الأخيرة أولا أنا لا يخفى عليك أنني كنت أمارس رياضة الكرة الحديدية فرآني احد الأشخاص و أنا أتمتع بلياقة بدنية جيدة كونه يمكنني الحركة بالرغم من إعاقتي و استطيع ممارسة نشاطات رياضية و أنا مثال حي للتحدي بحيث نصحني باللعب مع فريق المستقبل لكرة السلة أين التحقت بهم سنة 2002.
كنت مع نادي كبير في بطولة ذوي الاحتياجات الخاصة لكن غياب الدعم و المرافقة عجل بنهايته؟
حقيقة ظهر النادي الرياضي الهاوي مستقبل الحساسنة للعيان وباشر نشاطه الرياضي 2002 ثم بعد ممارسة و خبرة أصبحنا ننافس منذ سنة 2005 برئاسة الرئيس “قرندي الرفاس” ومساعده مزوز بن حليمة الذي شغل منصب أمين المال حيث كان الفريق يضم 20 لاعب من ذوي الاحتياجات الخاصة دخل النادي غمار المنافسة بفريق شاب في تخصص كرة السلة على الكراسي المتحركة في الموسم الرياضي 2006/2007 في القسم الوطني الثاني كأول موسم احترافي للفريق لم يحصل فيه شيئا وفي الموسم الرياضي الموالي دخلنا بنفس مغاير و تمكن فريقنا مستقبل الحساسنة لكرة السلة على الكراسي المتحركة بعد رسم أهداف جد واضحة وهي تحقيق الصعود للقسم الوطني الممتاز و كان لنا ما أرادنا حيث احتل الفريق المرتبة الأولى للجهة الغربية وشارك في دورة اللقب للعب ورقة الصعود في مدينة زرالدة بالجزائر العاصمة أين احتل المرتبة الأولى وطنيا وحققنا الصعود للقسم الوطني الممتاز.
الصعود ثم فرض المنطق على الساحة الرياضية لكرة السلة كنت احد أطرافها شاركنا ذكرياتك؟
كان الموسم الرياضي 2008/2009 أول موسم لفريق الحساسنة في حظيرة الكبار هذه الأخيرة تعتبر أقوى دوري لكرة السلة على الكراسي المتحركة في القارة الإفريقية بل ويتعدى هذا ليصل إلى أقوى دوري عربي. ومنذ تحقيق الصعود إلى غاية موسم 2016/2017 أصبـح فريـق “مستقبل” الحساسنة رقما جد صعب في معادلة كرة السلة على الكراسي المتحركة حيث حقق العديد من الألقاب و شرف ولاية سعيدة بكل شيء أبرزها تحقـيق الصعود للقسم الوطني الأول موسم 2007/2008 وإحتلاله المرتبة الأولى وطنيا ثم احتلال المرتبة الثالـثة موسـم 2012/2013 في القسم الوطني الأول بعد ثلاث مواسم فقط نافس من خلالها كبرى الفرق الوطنية و أعمدة البطولة من الفرق العاصمية ثم الصعود لنصف نهائي كأس الجمهورية موسم 2013/2014 و بعدها بموسم فقط بلوغ نهائي كأس الجمهورية موسم 2015/2016 كلها ذكريات جميلة احتفظ بها في بداية مسيرتي و أنا لازلت لاعبا بالرغم من اندثار فريق المستقبل لبلدية الحساسنة.
الفريق قدم أبطال ورياضيي للفريق الوطني
من بين المواهب التي تدرجت في نادي المستقبل رجال وحتى في الفريق النسوي و الذين تألقوا كثيرا و تم استدعائهم للفريق الوطني نجد كل من اللاعب مخفي و اللاعبة زايري خيرة الذين يتألقون في صفوف الفريق الوطني حيث تم إنضمام اللاعب مخفي أحمد للفريق الوطني منذ سنة 2010 إلى غاية سنة 2019 ونيله لكأس أمم إفريقيا المقامة بأوغندا. موسم 2012/2013 في حين كانت اللاعبة زايري خيرة المتوجة ببطولة إفريقيا سنة 2015 ثم مشاركتها مع الجزائر للعب حول اللقب المؤهـل للمشاركة الاولمبية في “ريو دي جانيرو ” 2016 كما لا نستثني اللاعبة أيضا “بلهادف حفيظة التي شاركت مع المنتخب الوطني رفقة زميلتها في فريق المستقبل زايري و كانتا بطلات إفريقيا 2017 ثم التوجه مكان منتخب جنوب إفريقيا في الألعاب المؤهلة للألعاب العالمية بألمانيا 2018بمدينة هامبورغ كما واصلتا المشوار بتألق مع الفريق الوطني حيث توجتا كبطلات إفريقيا 2020بجوهانسبورغ جنوب إفريقيا مؤهلة للألعاب أولمبية طوكيو2021 مشرفين الوطن و حاملين راية رياضيي ولاية سعيدة.
أنت أيضا لاعب في الفريق الوطني متى تم دعوتك و كيف كانت مشاركاتك؟
بعد مواسم ناجحة و مثمرة بالألقاب مع فريق المستقبل لبلدية الحساسنة تم بفصلها دعوتي أنا وثلاثة من زملائي على غرار اللاعب الممتاز مخفي الذي كان أول الملتحقين بالفريق الوطني لتشريف الراية الوطنية ثم نحن ليكتمل التعداد ب ثلاثة لاعبين من سعيدة نافسوا على مختلف الألقاب القارية و الدولية في هذه اللعبة و لازلت مواصلا مع الفريق الوطني و أنا رهن إشارة الطاقم الفني و أيضا في إنتظار أن تعود الأمور و الحياة إلى طبيعتها لممارسة نشاطنا و استئناف البطولة و الدورات الدولية أيضا.
إذن بعد أزمة الفريق أين كانت وجهة اللاعب خالد؟
لا يخفى عليك أن فريق الحساسنة تعرض لازمة كبيرة عصفت بالفريق الذي كان رغم قلة الإمكانيات ولا مبالاة المسؤولين لرياضة ذوي الإحتياجات الخاصة بصفة عامة وكرة السلة على الكراسي المتحركة بصفة خاصة لم يثنني هذا من رفع التحدي وفرض أنفسنا في الساحة الرياضية وتمثيل الولاية والنادي أحسن تمثيل طيلة 09 سنوات إلا أن الواقع المرير الذي أصبحنا نعيشه في الآونة الأخيرة وخاصة غياب الدعم المالي وإهتراء الكرسي المتحرك الخاص بنا جعل المدرب الوطني يسحب اسمي من القائمة النهائية للاعبين في مختلف المنافسات دولية كانت أو قارية عشنا أزمة خانقة نتيجة لتنحية الرئيس القديم وتنصيب رئيس جديد تراجع دعم المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحساسنة بأكثر من 95% ولم نتقاضى حتى منح المباريات منذ 2017 ورغم معاناتنا الصحية نتيجة للإعاقة لم نسلم من تهميش المسؤولين رغم العديد من مراسلاتنا للمسؤول الأول على مستوى الولاية “سيف الإسلام لوح” في تلك الفترة لم نحظى حتى بمقابلة أي على عكس باقي رياضيي النخبة في مختلف ولايات الوطن يحظون بالرعاية التامة من عتاد رياضي أو دعم مادي لذلك تلاشى الفريق و ذهب كل منا يبحث عن مكان لإعادة بعث مشواره الرياضي.
توجهت إلى فريق تموشنت وأنا حاليا لاعب مع فريق بوسعادة حدثنا عن تجاربك الجديدة؟
بعد تفكك فريق المستقبل لبلدية الحساسنة نتيجة المعاناة الكبيرة و الأزمة المالية الخانقة كانت لي عدة عروض حيث توجهت إلى فريق ولاية عين تموشنت أين قضيت موسما جميلا في درجة النخبة نافسنا فيها على اللقب لكن لم يحالفنا الحظ وبعد موسم واحد تنقلت إلى نادي بوسعادة في تجربة جديدة بالجهة الشرقية من أرض الوطن أنا في موسمي الثالث حاليا بحيث حققت الصعود معهم إلى درجة النخبة في أول موسم ثم في الموسم الماضي كنا من بين أبرز الفرق التي تلعب على التتويج لكن انتشار الوباء عجل بإيقاف البطولة و تعليقها ولولا هذه للجائحة الوبائية ربما كنا الفريق المتوج ونحضر حاليا للدفاع عن اللقب في الموسم الجديد.
إذن الأزمة الخانقة عجلت بتشتت كل من الفريقين الرجالي و النسوي بسعيدة؟
يحتاج فريق المستقبل لكرة السلة على الكراسي المتحركة لدعم و التفاتة من قبل السلطات المحلية قصد إنهاء جزء من مشاكله حيث يعاني النادي من مشاكل عدة أبرزها : نـقـص الدعم المالي من قبل السلطات المحلية البلدية والولائية أن لم نقل منـعدم و كذلك وإهتراء الكراسي المتحركة الخاصة بكرة السلة التي تقدر بثمن 70 مليون سنتيم للكرسي المتحرك الواحد تراكم الديون على عاتـق النادي خاصة اللاعبين والنقـل هذه المشاكل عجلت بفـقدان تأشيرة الصعود للقـسم الأول الموسم الماضي نظرا لعدم مبالاة كل السلطات المحلية بوصولنا لدورة الصعود وغياب التحفيز الذي كان يتلقى ما قيمته 500 مليون رغم أنها غير كافية إلا أنها كانت تساهم في تغطية بعض النفقات حتى أصبحت قيمة المنحة 100 مليون على شكل دفعات لفريق متوج وطنيا وله مشاركة دولية ؟ لا تغطي حتى مصاريف البدلات والمعدات رياضية ولا تغطي 15 تنقل للفريق خارج الديار لمشاركـة في تصفيات الرياضية بين فرق,مع العلم أن جل المباريات خارج الديار تتم في ولايات بعيدة جدا عن ولاية سعيدة منها (وهران بشار العلمة بسكرة مسيلة الجزائر البليدة ..الخ مما يزيد مصاريف والمشقة بسبب ضعف الإمكانيات وانعدام الميزانية ضف إلى ذالك الحالة التي وصل إليها حال الفريق واللاعبين حتى بدلات الرياضية الرسمية الخاصة بمشاركات الرسمية وخاصة بالتدريب غير متوفرة لغياب ميزانية وفي الأغلب يقتنيها اللاعبون من مالهم الخاص ,ويتساءل رئيس الفريق “لراب “وبقية الفريق هل يعقل أن تؤول الحالة بفريق شرف وحمل ألقابا وطنية وله مشاركات دولية أن تصل به إلى مرحلة عدم القدرة على توفير بدلات رياضية للاعبيه دون الحديث عن بقية متطلبات تسيير فريق كمنح و غيرها من الموارد التي لم تعطى لهم منذ فترة كما يضيف لاعبو الفريق أنه رغم أنهم أودعوا عدة طلبات ومراسلات لدى الوزارة (الشبيبة والرياضة) إلا أنه لم يلقـوا استجابة ولا رد رسمي بالإضافة إلى تغـير الوزراء المتعاقـبين على الوزارة وعـدم الاستقرار لم تؤخذ مطالبهم بعين الاعتبار. أنا عن نفسي لم أعد أتتبع بشكل مباشر لكن يمكن للوالي الحالي سعيد سعيود أن يقدم يد العون لهذه الفئة و تحريك ملفهم خصوصا بعد التفاتته لفريق القلب مولودية سعيدة الذي يعيش ظروفا صعبة لكن حسب متابعتي للشأن المحلي أرى فيه الشخص المناسب لفتح هذا الملف و إعادة الاعتبار لنادي قدم الكثير في ظرف وجيز هو و الفريق النسوي الذي لا يقل أهمية عن الفريق الرجالي من ناحية الألقاب أو لاعبات المنتخب الوطني.
قلت انك مناصر وفي للصادة كيف ترى الوضع؟
كل ولاية سعيدة تعرف أن خالد من بين أقدم الأنصار و أوفاهم للنادي العنيد مولودية سعيدة حقيقة الوضع مبهم ولا يبشر بالخير من جانب الشركة التي تظل مجمدة الأفعال بالرغم من تحرك السلطات المحلية بعد منحهم مبلغ معتبر قد يحل مشكلة من بين المشاكل الكبيرة التي تعيق انطلاقة النادي أنا عن نفسي أتمنى أن يتجند الجميع لإعادة الهيبة و الاعتبار لفريقنا و إعادته إلى مكانته الحقيقة ورسالتي كمناصر هي الأنصار السعيدين يجب أن نعود بقوة في المدرجات و نساند الفريق مثلما كنا في ملعب الأخوة براسي وسط المدينة أو حتى بملعب 13 أفريل عندما كنا نملئ الملعب لان القوة الحقيقية للفريق هي الأنصار لذلك يجب العودة و مساندة الفريق لان البطولة بصيغتها الجديدة تتطلب عودة الأنصار و إلا الفريق سيعد في خبر كان.
كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار الشيق؟
أجدد شكري لكم على هذه الالتفاتة الطيبة لي و لكل الفئة إلى انتمي إليها أتمنى من الله أن يرفع عنا الوباء و أن تعود حياتنا إلى مجراها الطبيعي كما أتمنى من والي الولاية سعيد سعيود أن يلتفت إلى الناديين لحل مشاكلهم أو الاستماع لهم على الأقل لان السلطات السابقة لم تكن عند حسن ظننا و كانوا سببا في تشتت الفريق أنا أتمرن بشكل مستمر أتمنى العودة قريبا و أعدكم بالتألق مع الفريق الوطني و سأسعى لتشريف الراية و ولاية سعيدة في كل مناسبة دولية مستقبلا.
ب. عبدو