تستمر عملية تجديد تعداد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بخطى متسارعة، وتتوالي الأخبار التي تتحدث عن منح العديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا موافقتهم النهائية أو المبدئية للناخب الوطني جمال بلماضي في انتظار استكمال إجراءات تغييرهم لجنسيتهم الرياضية، لكن الشيء الأكيد هو أن تواجد أسماء جديدة ضمن الحسابات سيخلق حرب مناصب طاحنة في 5 مراكز على الأقل.
وهذا ما سينعكس لا محالة بشكل ايجابي للغاية على أداء الفريق الوطني خلال المرحلة المقبلة، فالمناصب ستضحي غالية، ومن كانوا بالأمس غير قابلين للمس فإنهم اليوم على موعد مع إثبات أحقيتهم بالتواجد كأساسيين و دخولهم ضمن حسابات الناخب الوطني، ولهذا فان جريدة 90 دقيقة ستقوم بالشرح و التفصيل في المراكز المعنية بهذا الصراع الكروي الذي بات وشيكا.
حراسة المرمى بين التجديد و الخبرة
والبداية ستكون بحراسة المرمى، فبعد أن سيطر رايس وهاب مبولحي على المشهد تقريبا على مدار 13 سنة، فان هناك بعض المعطيات تشير إلى وجود نية في إجراء تغييرات، فحتى حارس القادسية السعودي يواجه خطر الإبعاد من مباراة النيجر.
وهو الآن في منافسة قوية مع كل من مصطفى زغبة، ألكسندر أوكيدجة، وأنتوني ماندريا هذا الأخير يمر بأفضل أحواله مع نادي كان الفرنسي الناشط في الليغ2، وهو الحارس الذي يرى بلماضي بأنه سيكون مستقبل الخضر بالنظر لإمكانياته و صغر سنه في نفس الوقت، حيث أنه لم يتجاوز 26 ربيعا.
انتعاشة في مركز الظهير الأيمن
ولعل أبرز مركز ظل المنتخب الوطني يعاني فيه من قصور واضح هو الظهير الأيمن، فكما هو معلوم يعتبر عطال الذي لا خلاف على إمكانياته أكثر اللاعبين إصابة في المنتخب الوطني، فهو يشكو من هذه المعضلة حتى مع فريقه نيس الفرنسي، ولا يكاد يجمع بين أقدامه من 3 إلى 4 مباريات حتى يعود للعيادة من أجل العلاج، لذا فان المراهنة عليه تعتبر مغامرة كبيرة.
لذا فان بلماضي سعى لتعزيز هذه الجهة في التربص الماضي بتوجيهه الدعوة للاعب ليريس مهدي، مع وجود أخبار عن قبول الظهير الأيمن لفريق فيردر بريمن الألماني ميتشيل وايزر فكرة تقمص ألوان محاربي الصحراء، فان المنافسة ستكون لا محالة حامية الوطيس، دون أن ننسى أيضا زدادكة و حسين بن عيادة هذا الأخير يبدو أنه ليس ضمن المخططات في ظل وضعيته الصعبة مع ناديه الحالي.
مكانة بن سبعيني مهددة
وبالنسبة للمنصب الثالث الذي سيشهد تنافسا كبيرا بين اللاعبين، هو الظهير الأيسر، فرامي بن سبعيني نجم بوريسيا مونشنغلادباخ الذي سيطر على المنصب لسنوات، فان أداءه منذ كأس أمم إفريقيا بالكاميرون في انحدار واضح، كما أنه أضحى كثير الاحتجاج و يتلقى بطاقات ملونة بطريقة مجانية، لذا يمكن القول بأن مكانة ابن مدينة قسنطينة باتت مهددة، في ظل ظهور خيارات جديدة سيتدعم بها المنتخب، في صورة ريان آيت نوري، وجوان حجام.
تخمة في خط وسط الميدان
ومن بين أبرز الخطوط التي تعرف ثراءا في التعداد هو خط وسط الميدان، فهو يضم لاعبين كثر، وليس من السهل إطلاقا حجز مكانة ضمن مخططات بلماضي، فباستثناء نجم ميلان الايطالي إسماعيل بن ناصر الذي يعتبر من بين أفضل اللاعبين في تشكيلة الخضر، فان البقية عليهم إثبات قدراتهم و أحقيتهم.
فمن الحرس القديم نجد كلا من هشام بوداوي المتألق مع نيس، وآدم زرقان أحد أفضل لاعبي شارل لوروا بالإضافة لصاحب الخبرة نبيل بن طالب، والنجم الصاعد في الدوري الهولندي رامز زروقي، وفيما يخص الأسماء الجديدة المنتظر التحاقها فهناك لاعب ليون الفرنسي حسام عوار، ومتوسط ميدان ميلان عدلي.
قلب هجوم هو المعضلة الأكبر
وأخيرا فان الخط الأمامي و إن كان يضم أيضا لاعبين من طراز عالي، لكن إيجاد قلب الهجوم الحقيقي القادر على قيادة قاطرة المنتخب الوطني خلال السنوات الماضية لا يزال غير معلوم، فالخط الأمامي هو عبارة عن مزيح بين أصحاب الخبرة في صورة إسلام سليماني الهداف التاريخي للخضر لكنه سنه المتقدم عائق أمام الاعتماد عليه بشكل دائم.
وبغداد بونجاح العائد بقوة مع السد هذا الموسم، إلا أنه لم ينل بعد رضا بلماضي لإعادته مجددا، في حين تتمثل الخيارات الأخرى في أندي ديلور غير الثابت في مستواه مع نانت الفرنسي، يضاف إليهم عمورة و بن عياد، وربما حتى أيمن محيوص هداف نسخة الشان الماضية.
بلقاسم علي