انطلق معسكر المنتخب الوطني الجزائري استعدادًا لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، وسط إجراءات تنظيمية صارمة فرضها الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، في خطوة تعكس رغبته في ضمان أفضل جاهزية ممكنة قبل أربعة أيام فقط من موعد السفر إلى المغرب، مع تسجيل استثناء طبي وحيد في صفوف “محاربي الصحراء”.
دخل منتخب الجزائر أجواء التحضير للعرس الإفريقي بنبرة عالية من الانضباط والصرامة، حيث باشر الطاقم الفني بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش تطبيق برنامج تحضيري محكم، يراعي ضيق الوقت وحساسية المنافسة القارية التي ستقام بين 21 ديسمبر الجاري و18 يناير 2026.
ويشارك “الخُضر” في النسخة الـ35 من كأس أمم إفريقيا ضمن المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو، غينيا الاستوائية، والسودان، حيث ستُجرى مباريات المجموعة على ملعب مولاي الحسن بالعاصمة المغربية الرباط، في مجموعة تبدو متوازنة لكنها لا تخلو من التحديات.
الهدف واضح داخل بيت المنتخب الوطني محو خيبتي الإقصاء المبكر من الدور الأول في نسختي الكاميرون 2022 وكوت ديفوار 2024، واستعادة الشخصية القوية التي لطالما ميّزت الجزائر في المواعيد الكبرى.
ومنذ الساعات الأولى لانطلاق المعسكر بمركز سيدي موسى، فرض بيتكوفيتش تعليمات صارمة على الجميع، كان أبرزها الالتزام بموعد الالتحاق المحدد سلفًا دون أي استثناءات. المدرب السويسري شدّد على ضرورة احترام البرنامج التحضيري، ورفض أي محاولات لتأخير التحاق اللاعبين، حتى من طرف أنديتهم الأوروبية، في رسالة واضحة عن حجم الجدية المفروضة داخل المجموعة.
وبالفعل، التحق جميع اللاعبين بالمعسكر في اليوم نفسه، مع تسجيل تأخر طفيف لبعض العناصر بسبب اضطرابات في الرحلات الجوية، وهو ما اعتُبر خارجًا عن إرادتهم. فور اكتمال التعداد، خضع اللاعبون لفحوص طبية شاملة بإشراف الجهاز الطبي، للتأكد من جاهزيتهم البدنية والصحية قبل الشروع في التدريبات.
النتائج كانت مطمئنة إلى حدّ بعيد، حيث أثبتت الفحوص خلو التعداد من الإصابات، باستثناء المدافع سمير شرقي، الذي لا يزال يخضع لبرنامج علاجي بسبب إصابة على مستوى أوتار الركبة، ليكون الاستثناء الوحيد في هذا المعسكر. وفضّل الطاقم الفني والطبي إعفاءه مؤقتًا من التدريبات الجماعية، في انتظار تعافيه الكامل خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأجرى المنتخب الوطني أول حصة تدريبية له مساء اليوم، بحضور جميع اللاعبين باستثناء شرقي، وسط أجواء جادة وتركيز عالٍ، عكست إدراك المجموعة لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها.
كما وضع بيتكوفيتش خطة عمل مرحلية خلال الأيام الأولى من التربص، تقوم على تقسيم العمل بين اللاعبين الذين افتقدوا نسق المنافسة مؤخرًا، وأولئك الذين خاضوا عددًا كبيرًا من المباريات مع أنديتهم، بهدف توحيد الجاهزية البدنية والفنية قبل التوجه إلى المغرب.
بهذا الانضباط الصارم والانطلاقة المدروسة، يبعث المنتخب الجزائري برسالة واضحة مفادها أن مرحلة التحضير لكأس أمم إفريقيا 2025 لا تقبل التهاون، وأن “محاربي الصحراء” عازمون على دخول المنافسة بعقلية جديدة، عنوانها الجدية، التركيز، واستعادة المكانة القارية.

