تمكن المنتخب الوطني للمحليين من حجز بطاقة العبور نحو ربع نهائي شان 2022، وهذا بعد أن تمكن من الفوز في مباراته الثانية ضمن المجموعة الأولى بملعب نيلسون مانديلا ببراقي على نظيره الإثيوبي بهدف دون رد من توقيع المهاجم أيمن محيوص، وبات الخضر يجمعون في رصيدهم 6 نقاط، ويتصدرون مجموعتهم دون أي مفاجآت تذكر.
خاصة و أن كل الترشيحات قبل بداية الدورة قد صبت في صالحهم للعبور نحو الدور الموالي، وهي المهمة التي قام بها أشبال المدرب عبد المجيد بوقرة بكل نجاح، ولم يتركوا أي مجال لا للمفاجآت و لا للحسابات، وبهذا يكون رفقاء الحارس قندوز قد أنهوا مهمتهم الأولى.
في انتظار مواصلة المشوار نحو نهائي الرابع من شهر فبراير، والوصول نحو التتويج باللقب و الذي يبقى الهدف الأول و الأخير لكتيبة محاربي الصحراء.
وحتى إن كانت الانتصار بهدف يتيم بالنسبة للمنتخب الوطني المحلي، إلا أن الأهم يبقى هو التأهل، خاصة بعد أن فرض المنتخب الموزمبيقي ضغطا كبيرا على الخضر بانتصاره المثير على نظيره الليبي بثلاثية لهدفين، وصار لزاما على أشبال الماجيك الانتصار و لا شيء غيره لضمان عبور مبكر، وتجنب حسابات الجولة الأخيرة التي ستجمعهم بالموزمبيق في آخر جولة يوم السبت المقبل.
وخلافا للمباراة الافتتاحية التي كانت أمام الشقيق الليبي، حين وجد الفريق الوطني صعوبات كبيرة في فرض أسلوبه، وإيجاد حلول ناجعة للوصول نحو شباك فرسان المتوسط إلا عبر ضربة جزاء، فان أداء الخضر تحسن بشكل كبير أمام المنتخب الإثيوبي.
وسار اللاعبون في نسق تصاعدي يبشر بالخير فيما هو قادم، فالتحكم في الكرة أضحى أفضل، كما أن نسبة الاستحواذ بشكل عام مالت كفتها لمحاربي الصحراء، دون أن ننسى بأن إحصائيات اللقاء أظهرت تفوقا واضحا لمنتخبنا الوطني على كل المستويات، وذلك كفيل للتأكيد على أن الطاقم الفني للناخب الوطني مجيد بوقرة قد قام بعمل كبير خلال الفترة الماضية، ودرس الخصم جيدا.
شوط أول متوسط المستوى
ولتحليل أدق لمجريات المواجهة مع المنتخب الإثيوبي، فان المنتخب الوطني كان الطرف الأفضل من ناحية التحكم في مجريات اللعب، لكن الملاحظ هو المستوى الفني المتوسط للاعبينا، خاصة على مستوى الأظهرة التي لم تتمكن من المساهمة بالشكل المطلوب في خلق الكثافة العددية أمام مناطق الخصم، وهذا ما يفسر شح المحاولات الخطيرة.
إذ لم يتم تهديد مرمى الإثيوبيين سوى في منسابتين على مدار الـ45 دقيقة الأولى، وفي المقابل فان منتخب “الوعول” اعتمد على الهجمات المرتدة التي أقلقت نوعا ما دفاع الخضر و حارس مرماهم قندوز.
ارتفاع النسق الهجومي خلال المرحلة الثانية
وبعد التعليمات التي أسداها الماجيك لأشباله ما بين الشوطين، فان النسق الهجومي للخضر قد ارتفع خلال المرحلة الثانية، وشهدت فترات كثيرة ضغطا متواصلا على مرمى المنتخب الإثيوبي، الذي بدأ يقع تدريجيا في الأخطاء، وهذا ما كلفه تلقي هدف بعد أن ترك المهاجم محيوص من دون أي مراقبة ليسدد نحو مرماهم مسجلا الهدف الوحيد للمباراة، ولاحت عدة فرص خطيرة أخرى لزملاء ميريزاق لكن للأسف تمت إضاعتها برعونة ناجمة عن التسرع و قلة التركيز.
بعض الأسماء يجب أن تتخلى عن أنانيتها
وان كان الأداء مقنعا إلى حد بعيد مقارنة بافتتاح مباريات المجموعة، لكن النقطة السلبية التي تبقى مقلقة بالنسبة للكثير من المتتبعين و المحللين هي أنانية بعض اللاعبين، واعتمادهم على المجهود الفردي و المراوغات الزائدة التي جعلتهم يفقدون الكرة في العديد من المرات.
والسماح للخصم بشن هجمات خاطفة سريعة خطيرة، ولهذا وجب على هؤلاء التخلي عن أنانيتهم المفرطة، والاعتماد على اللعب الجماعي الذي سيبقى السبيل الأفضل من أجل رفع الغلة التهديفية مسبقا.
الخضر فقدوا التركيز في آخر اللحظات
ومن بين الأمور الملاحظة خلال لقاء الجزائر و إثيوبيا هو أن فريقنا الوطني و مع اقتراب نهاية المباراة، وفي ظل فارق الهدف الوحيد، فان أشبال بوقرة فقدوا نوعا ما تركيزهم، وظنوا بأن المباراة قد حسمت لصالحهم.
لكن و لحسن الحظ أن منتخب إثيوبيا لم ينجح في تعديل النتيجة خلال الوقت بدل الضائع بسبب تألق حارس الخضر قندوز الذي أنقذ مرمى من هدف محقق، كان سيأتي بسبب تراخي واضح في القيام بالمهام الدفاعية، وفرض حصار على منطقة الـ18.
أرقام بعد الصدام:
-وصل المهاجم أيمن محيوص لهدفه السادس رفقة المنتخب الوطني المحلي لصبح بذلك هداف الخضر في حقبة المدرب مجيد بوقرة، كما أن محيوص هو هداف المنتخب في هذه الدورة بتوقيعه على هدفين، الأول من ضربة جزاء أمام ليبيا، والثاني في شباك منتخب إثيوبيا.
-بلغ المنتخب الوطني المحلي بهدف أيمن محيوص أمس في شباك المنتخب الإثيوبي إلى عتبة الهدف الـ50 و هذا منذ تولي عبد المجيد بوقرة زمام العارضة الفنية للخضر، علما و أن المنتخب الوطني تحت قيادته تلقى 14 هدفا، وانتهت 17 مباراة من أصل 27 دون أن يتلقى محاربو الصحراء أي هدف.
-حقق منتخب المحليين أمس أمام نظيره الإثيوبي فوزه رقم 18 منذ إشرافه عبد المجيد بوقرة عليه، في حين تعادل أبناء الماجيك في 7 مباريات، وتعرضوا للهزيمة خلال مواجهتين فقط.
مزيان توج بلقب رجل المباراة
تم اختيار لاعب المنتخب الوطني عبد الرحمن مزيان كأفضل لاعب في مباراة الجزائر و إثيوبيا، بعد أن كان مصدر إزعاج و قلق للخصم طيلة التسعين دقيقة، علما و أن لقب رجل المباراة في الجولة الأولى أمام ليبيا كان قد عاد لمتوسط الميدان ميريزاق الذي كان متألقا أيضا أمس، وقدم مستوى لابأس به.
عماد.ب