تستعد أندية الدوري الجزائري للمحترفين لدخول ميركاتو شتوي غير مسبوق، بعدما صادق المكتب التنفيذي للاتحاد الجزائري لكرة القدم على قرار استثنائي يقضي برفع عدد الصفقات الشتوية المسموح بها إلى سبعة (7) لاعبين بدل خمسة، استجابة لطلب قدمته الأندية عبر الرابطة المحترفة لكرة القدم.
هذا التحوّل يُرتقب أن يُحدث حركية غير عادية في سوق الانتقالات، في وقت تبحث فيه كثير من الأندية عن إعادة ترتيب أوراقها وتصحيح أخطاء ميركاتو الصيف، الذي خلّف موجة من الانتقادات والخيبات، نتيجة الصفقات غير الموفقة والإنفاق الكبير الذي لم يُترجم إلى نتائج داخل الملعب.
سوق انتقالات مثقل بالجدل… والرابطة تشدد قبضته
لا تزال قضية الاستقدامات تشكّل أحد أكثر الملفات حساسية في الكرة الجزائرية، بعدما غرقت العديد من الفرق في تعاقدات لم تُثمر إلا أزمات مالية، وعقوبات من الهيئات الدولية، وتراجعًا في الأداء الرياضي. وقد دفع هذا الوضع اتحاد الكرة إلى تشديد الرقابة منذ الموسم الماضي، عبر فرض إجراءات مالية صارمة، ودعوة الأندية إلى ترشيد الإنفاق والاعتماد بشكل أكبر على تكوين المواهب داخل الأكاديميات.
ورغم هذه الخطوات، فإن ضغط المنافسة وتعدد الالتزامات القارية والدولية وضع الأندية أمام ضرورة التعديل خلال الشتاء، وهو ما أدى إلى رفع سقف المطالبات بزيادة عدد الصفقات، إلى أن جاء القرار الرسمي مؤخرًا.
قرار استثنائي لموسم استثنائي
وفي بيان رسمي، أعلن الاتحاد الجزائري أن فترة التسجيل الثانية للموسم 2025-2026 ستُفتح من 1 إلى 31 جانفي 2026، مع السماح للأندية بضم سبعة لاعبين خلال الميركاتو الشتوي. وأوضح أن هذا الإجراء جاء “استجابة لخصوصية موسم حافل بالبطولات الدولية”، بداية من كأس أمم أفريقيا للمحليين، مرورًا بـ كأس الأمم الأفريقية وكأس العرب، وصولًا إلى مسابقات الأندية وحتى كأس العالم.
كما حدّد البيان شروطًا تنظيمية صارمة، من بينها احترام العدد الأقصى للإجازات (27 لاعبا)، إضافة إلى إلزامية توفر خمسة لاعبين من مواليد 2005 ضمن التركيبة البشرية لكل فريق.
أندية تبحث عن إنعاش… وأخرى عن تعزيز السيطرة
سيكون هذا الميركاتو بمثابة “نافذة نجدة” للعديد من الأندية الكبيرة، وعلى رأسها وفاق سطيف الذي يبحث عن إعادة هيكلة صفوفه للخروج من أزمة النتائج، إلى جانب مولودية الجزائر ومولودية وهران اللتين تعتزمان تعزيز عدة مراكز لتحقيق التوازن المطلوب في مرحلة الإياب.
أما الأندية التي أخفقت في استقدامات الصيف، فستسعى إلى استغلال سقف الصفقات المرفوع لتدارك أخطائها وتصحيح مسارها قبل فوات الأوان.
الرابطة المحترفة تتعهد… والرزنامة تحت المجهر
وفي السياق ذاته، أكد أمين مسلوق، رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، أن الهيئة اتخذت كل الإجراءات اللازمة لضبط رزنامة المباريات المتأخرة، مشيرًا إلى أن تسعة لقاءات ستتم برمجتها قريبًا، مع التشديد على أن التأجيلات المسجلة جاءت بطلب من الأندية المشاركة في المنافسات الأفريقية.
هذا الالتزام يُفترض أن يخفف الضغط عن الأندية، ويضمن نهاية موسم أكثر انتظامًا، رغم كثافة الروزنامة والتحديات التنظيمية التي فرضتها المشاركات الدولية.
ميركاتو واعد… وبوادر شتاء مشتعل
كل المؤشرات تؤكد أن الانتقالات الشتوية لهذا الموسم ستكون الأكثر سخونة منذ سنوات، في ظل ارتفاع سقف الاستقدامات، واحتياجات الأندية التقنية، ورغبة الكثير من المدربين في تعديل مجموعاتهم قبل مرحلة الإياب الحاسمة.
الكرة الآن في ملعب الأندية؛ فإما أن تستثمر بحكمة في هذا القرار الاستثنائي، أو تكرر أخطاء الماضي وتدفع ثمن الاندفاع مجددًا.

