تتجه أنظار الجزائريين السبت بداية من الساعة الثالثة زوالا إلى ملعب السلام بمدينة بواكي الإيفوارية الذي سيحتضن قمة كروية تجمع بين المنتخب الوطني الجزائري بنظيره البوركينابي في إطار مواجهات الجولة الثانية عن المجموعة الرابعة في تصفيات كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بساحل العاج.
وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي لا يزال يحظى به أشبال المدرب جمال بلماضي، إلا أن الخضر سيدخلون المواجهة و هم محاطون بالكثير من الشكوك و الانتقادات التي طالتهم بعد التعادل خلال الخرجة الأولى الاثنين الماضي أمام منتخب أنغولا.
فأداء الشوط الثاني و طريقة تعامل الناخب الوطني مع اللقاء جعلت الجماهير الجزائرية قلقة للغاية من تكرر نفس السيناريو اليوم أمام الخيول البوركينابية، خاصة و أن الخروج من الدور الأول لكان الكاميرون سنة 2022 لا يزال عالقا في الأذهان.
ومن هذا المنطلق فان رفقاء القائد رياض محرز مطالبون بالاستفاقة و تحقيق الانتصار مع أداء مطمئن يعيد تلك الثقة و يطرد الشكوك التي باتت ترافق كتيبة المحاربين.
الحرارة العالية أكبر الهواجس
مباراة اليوم أمام خيول بوركينافاسو ستكون في غاية الصعوبة و التعقيد للعديد من الأسباب و الاعتبارات، فالمنافس و رغم عدم ظهوره بالشكل المطلوب من ناحية الأداء أمام منتخب موريتانيا و فوزه بهدف دون رد بشق الأنفس، إلا أنه في نهاية المطاف يتصدر المجموعة الرابعة.
وسيكون أكثر راحة من أشبال بلماضي، بما أن التعادل سيكون مرضيا للبوركينابيين، خلافا لمنتخبنا المطالب أكثر بتحصيل النقاط الثلاثة و التي ستضعه قاب قوسين أو أكثر لضمان بطاقة العبور، بالإضافة إلى أن المواجهة ستلعب وقت الزوال و تحديد الساعة الثانية في مدينة بواكي، وبحسب تنبؤات الطقس فان درجة الحرارة قد تصل إلى 38 درجة مئوية و هو أمر صعب للغاية على اللاعبين.
لكن الشيء الايجابي هو انخفاض نسبة الرطوبة المتوقع أن تكون في حدود 32 بالمائة فقط، ولطالما شكل منتخب بوركينافاسو صعوبات كبيرة لمنتخبنا الوطني، دون أن ننسى بأن دأب مؤخرا على التواجد في أدوار متقدمة من الكان، لذا فان المهمة معقدة للغاية و على لاعبي الخضر إخراج أفضل ما لديهم لتجاوز هذه العقبة بنجاح.
بلماضي أبعد لاعبيه عن ضغط الإعلام
وفرض الناخب الوطني جمال بلماضي حصارا مطبقا على لاعبيه منذ التعثر بالتعادل أمام المنتخب الأنغولي، ولم يسمح لوسائل الإعلام بالاقتراب من المجموعة بهدف الحفاظ على أقصى درجات التركيز و الهدوء، وهو ما يفسر إغلاق معظم الحصص التدريبية منذ الثلاثاء الفارط.
لكن البعض يرى بأن الأمر مبالغ فيه من طرف بلماضي و قد يتسبب في فرض المزيد من الضغوطات على زملاء الحارس ماندريا المطالبين بالتعامل مع اللقاء بشكل عادي، خاصة و أن حتى الخسارة لن تعني إقصاء منتخبنا من المنافسة بما أن الفوز أمام الأشقاء الموريتانيين قد يكون كافيا للتأهل أيضا.
الخضر مطالبون بالمبادرة و لكن…
الخضر سيكونون الطرف المطالب بصنع اللعب و الهجوم و التقدم نحو الأمام، حيث يتوقع أن يعتمد البوركينابيون على التكتل في الخلف مع استعمال الهجمات المرتدة السريعة التي يحسنون تطبيقها، وهو الأمر الذي حذر منه الناخب الوطني جمال بلماضي كثيرا خلال جلسات تحليل الفيديو، وسيكون من الجيد التعامل بذكاء مع المباراة، وعدم الاندفاع و الضغط بكل قوة على الخصم، ما سيصيب المجموعة بإرهاق بدني شديد سندفع ثمن خلال الشوط الثاني مثلما كان الحال مع الأنغوليين، فتقسيم الجهد على فترات سيكون الطريق الأمثل للفوز و تصدر هذه المجموعة.
فرصة أخيرة لبعض اللاعبين
المواجهة فرصة لبعض اللاعبين الذين ظهروا بصورة سيئة في المباراة الأولى أمام أنغولا و كانوا عرضة لسهام الانتقادات، وعلى رأسهم القائد رياض محرز، فهذا الأخير عليه أن يعود لبريقه المعتاد الغائب منذ فترة طويلة، ونفس الشيء لنبيل بن طالب، فمتوسط ميدان نادي ليل الفرنسي أدى بصورة سيئة للغاية و تسبب في هدف التعادل اثر تدخل متهور على لاعب أنغولا داخل منطقة العمليات، ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة ليوسف عطال، فنقص المنافسة الذي ظهر عليه قد يجعله احتياطيا أمام بوركينافاسو.
تغييرات طفيفة مرتقبة على التشكيلة
وينتظر أن يحدث المدرب جمال بلماضي بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية، وذلك من أجل منح الفرصة لأسماء أكثر تعطشا للانتصارات و أفضل جاهزية على الصعيد البدني، وقد تشمل هذه التغييرات كل الخطوط، خاصة على مستوى مركز الظهير الأيمن، بالإضافة لخط الوسط الاسترجاعي و الهجوم، إذ يمكن مشاهدة بعض الأسماء التي سيعتمد عليها بلماضي في صورة قيتون، زروقي، وعمورة.
بلغة الأرقام ….. الخضر يتفوقون على الخيول البوركينابية
بلغة الأرقام و الإحصائيات فان الخضر سبق لهم و أن التقوا بمنتخب بوركينافاسو 22 مرة تاريخيا، وكانت الغلبة فيها لصالح كتيبة المحاربين في 10 مناسبات فيما انتصرت الخيول في 5 لقاءات، وانتهت 7 مباريات على وقع التعادل، أما في الرسميات فقد تواجه المنتخبان 12 مرة و كان الفوز من نصيب كتيبة المحاربين 7 مرات كاملة، وفي المجموع سجل الخضر 36 هدفا مقابل 19 هدفا للخصم.
وكان أول لقاء بين المنتخبين سنة 1967 في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا المؤهلة لكان 1968 و انتصر الخضر في واغادوغو بهدفين لواحد و إيابا أيضا بثلاثة لواحد و تأهلوا حينها لدورة إثيوبيا، أما أول هزيمة لمنتخبنا الوطني على يد البوركينابيين فكانت سنة 1998 ، ولم تفز الجزائر على هذا المنتخب في آخر لقاءين و هما برسم التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر.
التشكيلة المتوقعة:
ماندريا، ماندي، بن سبعيني، آيت نوري، عطال، بن ناصر، زروقي، بلايلي، محرز، عمورة، بونجاح.
عماد.ب