لم يعد فلاديمير بيتكوفيتش يلتقط أنفاسه. فكلّما حاول ترتيب أوراقه قبل كأس أمم أفريقيا 2025، انفجرت أمامه ورقة جديدة تحمل اسمًا آخر من قائمة المصابين. وهذه المرة جاء الدور على إبراهيم مازا، الطفل الذي أصبح فجأة أحد أهم أعمدة المنتخب الجزائري.
مازا، الذي بدأ مباراة باير ليفركوزن أمام فولفسبورغ بكل حيوية الشباب، خرج قبل أن يعود اللاعبون إلى غرف الملابس مع نهاية الشوط الأول. مشهد خروجه وحده كان كافيًا لزرع الشك في قلب المدرب السويسري، الذي عانى طوال معسكر نوفمبر من موجات متتالية من الغيابات: لوكا زيدان، بن سبعيني، توغاي، بوداوي، شايبي، عمورة… وحتى أسماء لامعة مثل غويري وبلايلي غابت عن الصورة.
ومع اقتراب موعد البطولة القارية—التي ستقام في المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026—لا يبدو أن “الخضر” يعيشون أفضل ظروفهم. فالأيام تمرّ والغيوم تتكاثف في سماء المنتخب.
صدمة الجماهير… وطمأنة حذرة من ليفركوزن
إصابة مازا كانت كفيلة بإثارة ضجّة واسعة؛ فهو لاعب يبلغ 19 عامًا فقط، لكنه أصبح محط آمال الجماهير، وقطعة أساسية في مشروع المنتخب الجديد. وعندما غادر المباراة، تساءل الجميع: هل هي بداية مأساة جديدة؟
مدرب ليفركوزن، كاسبر هويلمند، حاول تهدئة الموقف قائلًا إن اللاعب شعر بـ”انزعاج” في ساقه اليمنى، وإن القرار كان احترازيًا لتجنب المخاطرة قبل مباراة مانشستر سيتي في دوري الأبطال. لكنه، رغم كل ذلك، لم يُخفِ أنه ينتظر نتائج الفحوصات ليعرف حجم الأمر.
قلقٌ يكبر… وبطولة تقترب
بيتكوفيتش يعلم أن البطولة تقترب، وأن المنتخبات الأخرى تستعد بكل قوتها. أما الجزائر، فيبدو أنها محاصرة بكابوس الإصابات التي تأتي من كل اتجاه. وكل ما يأمله المدرب الآن هو أن تكون إصابة مازا مجرد سحابة صيف، لا عاصفة جديدة تطيح بخططه.

