ودعت مدينة السوقر بتيارت قامة من قامات كرة القدم التي سطع نجمها سنوات قبل استقلال وواصلت المشوار بعد استقلال الجزائر بمهمتين معلما مربيا للأجيال في الفترة التي كانت البلاد فيها في حاجة لأبنائها من أجل محو آثار المستعمر من خلال المدرسة ،ولاعبا لكرة القدم في فريق المدينة هدافا ومبدعا للفريق أفنى حياته في خدمة قطاعين التربية والرياضة معا.
بداية الأستاذ يحي آيت سعيد في مجال كرة القدم كانت في سنة 1958 وكان عمره آنذاك 18 سنة أين أمضى مع فريق راد ستار لمدينة السوقر ليواصل مع هذا الفريق لغاية الأستقلال أين أمضى في فريق الإتحاد الرياضي الإسلامي بتريزال السوقر سابقا بداية من سنة 1962 ولعب أول بطولة للجزائر المستقلة رفقة العديد من الفرق في الجهة الغربية في القسم الشرفي.
نال شرف لقب أحسن هداف سنة 1965 ليعتزل مداعبة الكرة كلاعب سنة 1972 في آخر مباراة له أمام فريق سيدي علي مستغانم متفوقا في النتيجة بهدفين دون.مقولته المشهورة لازالت تذكر عند المربيين اليوم ربحنا أو خسرنا هذه هي لعبة كرة القدم سعيا منه لنبذ جميع أشكال العنف.
كان معجبا كثيرا بزميله حارس المرمى لعرج بلقيصارية المدعو ” رافاياك ” الذي وصفه بالحارس الكبير في الجزائر ودليله في ذلك الوصف الذي أعطاه إياه المجاهد المرحوم سعيد عمارة لكن ظروف تلك الفترة لم تسعفه ليلتحق بكبرى الفرق الوطنية والفريق الوطني الحاجة الماسة لفريق إتحاد السوقر في بداية سبعينيات القرن الماضي للإطارات الفنية خاصة لدى الفئات العمرية قصد تكوين الفرق المستقبلية جعلته يطلب خدماته حيث تكفل بتدريب الفئات العمرية الصغرى لمدة فاقت عقد من الزمن.
المدرب يحي آيت سعيد اشتهر بحبه لعمله كمربي ومكون للأجيال في كرة القدم وبالصرامة التي اتسم فيها طيلة مشواره بهذه الصفة إلى أن اعتزل مهنة التدريب منتصف ثمانينات القرن الماضي ليتفرغ لإيصال مهنته الأصلية المتمثلة في رسالة التربية والتعليم التي فاقت ثلاثة عقود.
وبقي متمسكا بمهنة التدريس الفعلي رغم العروض التي قدمت له من طرف مسؤوليه لتولي مهمة إدارية بصفة مدير مدرسة أو بيداغوجية كمفتش في الطور الإبتدائي. تخرجت على يده العديد من الإطارات والإطارات السامية تزخر بها الجزائر اليوم.وبقي ملما بالأحداث الرياضية على المستوى الوطني والدولي إلى أن وافته المنية عن عمر ناهز الثمانين سنة.الأستاذ يحي عاش رياضيا ، معلما ، مربيا ومكونا.
م.بوعكاز