في ظهور إعلامي نادر حمل الكثير من الجرأة، فتح الدولي الجزائري يوسف بلايلي صفحة جديدة من اعترافاته، كاشفًا ما خفي من تقلبات مسيرته الكروية، ومسلّطًا الضوء على لحظات صنعت منه لاعبًا مثيرًا للجدل ومحاطًا بالحب في آن واحد. الحوار الذي بثّته قناة La Surface الفرنسية، تحوّل إلى جلسة مصارحة حقيقية، تجاوز فيها بلايلي لغة الدبلوماسية المعتادة ليدخل مباشرة في عمق القصص التي لازمته لسنوات.
بلايلي، الغائب عن الملاعب بسبب إصابة في الركبة، بدا أكثر هدوءًا ونضجًا، لكنه لم يتردد في إعادة سرد فصول من مسيرته بأدق التفاصيل. عاد إلى ليلة التأهل إلى المونديال، تلك التي اعتبرها “هديّة شعبية” بعد جراح الكاميرون، مؤكدًا أن المنتخب يدخل الاستحقاقات القادمة بروح جديدة وإصرار كبير.
ولم يخفِ لاعب الترجي حجم المودة التي تجمعه بالجماهير التونسية، قائلاً بثقة: “تونس مثل بلادي… الناس وقفوا معي من القلب”. وأوضح أن بقاءه في فريق كبير كالنادي التونسي يجعله يعيش “ضغط الألقاب”… وهو الضغط الذي يحبّه.
وعن طفولته، تحدّث بلايلي بشغف عن البدايات، حين كان ينام وبجانبه كرة وحذاء رياضي، مستيقظًا قبل شروق الشمس ليجري وراء حلم لم يدرِ بعد أنه سيكبر معه.
لكنّ اللحظة الأكثر حساسية في الحوار جاءت عندما فُتح ملف رحيله عن أجاكسيو. هنا تغيّرت نبرة اللاعب وهو يقول بوضوح: “تعرضت للخيانة… ومن يمثلني هناك لم يكن صادقًا معي. أثق في العدالة، والحقيقة ستظهر”. كلمات مقتضبة لكنها أرسلت رسائل قوية بأن ما عاشه لم يكن خلافًا رياضيًا فحسب.
وعلى صعيد علاقاته داخل المنتخب، كشف بلايلي أن الانسجام مع بغداد بونجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة سنوات من اللعب المشترك. واستعاد تلك اللحظة العسيرة في كأس إفريقيا 2019 عندما أضاع ضربة جزاء أمام كوت ديفوار، قبل أن ينفجر فرحًا مع باقي المجموعة بنيل اللقب: “جيل كامل رسم فرحة غابت لعشرين سنة”.
أما أجمل أهدافه في مسيرته، فلم يتردد في الإشارة إلى تصويبته الأسطورية أمام المغرب في كأس العرب، مؤكدًا أنه كان “يشعر” باللقطة قبل حدوثها.
وفي نهاية الحوار، ترك بلايلي بابًا مفتوحًا لمستقبل أكثر قوة، قائلاً: “ربي وفقني، وأنا ما زلت قادرًا على تقديم الكثير… والقادم بإذن الله أجمل”.
مقال مختلف، بلايلي مختلف… وحكاية ما زالت مستمرة.

