تحوّلت المنافسات الأفريقية هذا الأسبوع إلى مسلسل ساخر بالنسبة للأندية الجزائرية، بعد أن قدّمت ثلاثة منها عروضًا باهتة أثارت موجة واسعة من السخرية والتنمّر على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما ظهر اتحاد الجزائر كالنقطة المضيئة الوحيدة في مشهد قاتم.
شباب بلوزداد كان أوّل من أشعل غضب الجماهير، بعدما تلقّى هزيمة موجعة برباعية أمام أوتوهو الكونغولي، أداءً ونتيجةً أربكت فريقًا اعتاد الظهور القاري دون أن يترك بصمة تُذكر. ولم يكن شبيبة القبائل أفضل حالًا، إذ اكتفى بتعادل سلبي على أرضه أمام يانغ أفريكانز، أيّامًا فقط بعد سقوطه المدويّ أمام الأهلي المصري برباعية. أمّا مولودية الجزائر، فقد أضاف حلقة أخرى إلى مسلسل الإحباط، بتعادله مع صن داونز رغم خسارته السابقة أمام الهلال السوداني، ليزيد من تعقيد مهمته نحو ربع النهائي.
وعلى النقيض من هذا الانهيار الجماعي، خطّ اتحاد الجزائر مسارًا مختلفًا تمامًا، بعدما عاد بفوز مهم من المغرب أمام أولمبيك آسفي، مكمّلًا بداية مثالية سبقتها انتصار في الجولة الأولى على سان بيدرو الإيفواري، ليكون الفريق الجزائري الوحيد الذي حافظ على ماء الوجه.
منصّات التواصل لم ترحم المشاركين… فالتعليقات الساخرة انهالت بكثافة، لتتحول النتائج إلى مادة للتنمر المتبادل بين الجماهير. أحدهم وصف هزيمة بلوزداد بأنها “معدل هزة أرضية لا نتيجة مباراة”، وآخر سخر من مولودية الجزائر بقوله: “أسد في البطولة… أرنب في أفريقيا”. أما شبيبة القبائل، فكان نصيبه تذكير ساخر بشعاره التاريخي: “أفريقيا عندها ناسها”… لكن على سبيل المفارقة هذه المرة.
السخرية، كما يبدو، لم تكن سوى انعكاس لواقع كرة القدم الجزائرية: أزمة نتائج، غياب تخطيط، وفوضى تسيير لا تتوقف… بينما يواصل الجمهور دفع الثمن بين خيبة وأخرى، بانتظار صحوة قد تتأخر كثيرًا.

