قدّم هشام بلقروي استقالته من منصبه كمدير عام في جمعية وهران، في خطوة مفاجئة هزت محيط النادي وأثارت موجة واسعة من ردود الفعل بين الأنصار والمتابعين. وجاء إعلان الاستقالة عبر منشور على حسابه في موقع فيسبوك، أكد فيه أنه لم يعد يشغل منصب المدير العام، مبرزًا أن الشرف بالنسبة له فوق كل اعتبار. ووجّه بلقروي شكره لرئيس النادي والأنصار الأوفياء، مفصحًا عن السبب الرئيسي لاستقالته وهو الاتهامات التي وُجهت إليه من قبل بعض المشجعين والصفحات الرياضية عقب الخسارة الأخيرة أمام اتحاد الحراش.
هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام، إذ خلقت صدمة داخل أسوار الجمعية، خاصة أن بلقروي كان يُنظر إليه كأحد الوجوه التي ساهمت في إعادة ترتيب البيت الوهراني خلال الفترة الماضية. وبفضل خبرته وانضباطه، لعب دورًا مهمًا في استعادة جزء من استقرار الفريق، ما جعل قرار رحيله يبدو غير متوقع لدى الكثيرين.
ورغم أن بلقروي ربط استقالته بشكل مباشر بحملة الانتقادات التي طالته، إلا أن بعض المراقبين يعتقدون أن هناك أسبابًا إضافية غير معلنة قد تكون ساهمت في اتخاذ هذا القرار. من بين تلك الأسباب المحتملة وجود خلافات داخلية في التسيير، أو اختلاف في الرؤى حول مستقبل الفريق، أو شعوره بأن صلاحياته لم تعد كما كانت في السابق. ومع ذلك، تبقى هذه مجرد تحليلات في انتظار تأكيد أو نفي رسمي من إدارة النادي.
وينتظر الشارع الرياضي الوهراني ردّ رئيس جمعية وهران، السيد براهيمي مهدي، الذي لم يُدل بأي تصريح إلى غاية اللحظة. ومن المنتظر أن يوضح موقفه من الاستقالة، سواء بتأكيدها رسميًا أو بمحاولة إقناع بلقروي بالعدول عنها، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الفريق.
ردود فعل الأنصار جاءت متباينة، بين من عبّر عن تفهمه لقرار بلقروي معتبرًا أن الضغوطات باتت كبيرة، ومن رأى أن المسؤوليات في الأندية الكبيرة تتطلب قدرة على تحمل الانتقادات مهما كانت حدّتها. لكن الغالبية اتفقت على أن رحيل رجل عمل بإخلاص قد يؤثر على استقرار الفريق إذا لم يتم التعامل مع الوضع بحكمة وسرعة.
في المحصلة، استقالة هشام بلقروي تفتح بابًا واسعًا من الجدل داخل جمعية وهران، وتضع الإدارة أمام تحديات جديدة لضمان استقرار النادي واستكمال مشروع إعادة البناء. ويبقى السؤال المطروح اليوم: هل هي استقالة نهائية أم مقدمة لتغييرات أكبر داخل الفريق؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الحقيقة الكاملة.

