شهدت منافسات الجولة الثانية عشرة من البطولة الوطنية “موبيليس” لكرة القدم أمسية ساخنة، حيث لُعبت مباراتان حملتا الكثير من التوتر داخل الميادين وخارجها، خصوصاً في وهران حيث طغى الجدل التحكيمي على المشهد الرياضي.
ففي ملعب أحمد زبانة، خرجت مولودية وهران بتعادل سلبي مخيّب أمام وفاق سطيف، نتيجة لم تكن وحدها محور الحديث، بل القرارات التحكيمية التي اتُّخذت خلال اللقاء من طرف الحكم دهّار، والتي وُصفت من جانب الأنصار والطاقم الفني للوهرانيين بـ”المجحفة”. فقد احتج لاعبو المولودية وجمهور “الحمراوة” في أكثر من مناسبة على ما اعتبروه تجاوزات حرمت الفريق من فرص واضحة، سواء عبر إيقاف هجمات واعدة أو غضّ الطرف عن مخالفات مُؤثّرة داخل منطقة الجزاء. وتصاعد التوتر إلى درجة دفعت الأنصار إلى إطلاق هتافات غاضبة، مطالبين بالتحقيق في أداء الحكم وحماية النادي من ما يُسمّونه “القرارات غير العادلة” المتكررة.
هذا التعادل، الممزوج بالإحساس بالظلم، منع مولودية وهران من الصعود إلى الصدارة، ليحافظ الفريق على موقع الوصافة بفارق نقطة عن المتصدر مولودية الجزائر، الذي بقي في القمة بـ22 نقطة. وكان “الحمراوة” قد دخلوا هذه الجولة بثقة كبيرة بعد سلسلة من ثلاثة انتصارات متتالية، رفعت سقف الطموحات داخل البيت الوهراني، قبل أن تأتي صافرة دهّار لتشعل موجة من الغضب والتذمّر.
أمّا في المباراة الثانية، فقد واصل نادي بارادو فرض شخصيته، محققاً فوزاً ثميناً على مولودية البيّض بنتيجة (2-0)، ليزيد من معاناة الفريق الزائر الذي يبقى الوحيد في البطولة من دون فوز حتى الآن، الأمر الذي يضعه في وضعية معقدة داخل جدول الترتيب.
الجولة شهدت أيضاً إقامة لقاء بين ترجي مستغانم واتحاد العاصمة كافتتاح للمحطّة، على أن تُجرى مباراة أخرى هذا الجمعة وأخرى يوم السبت. بينما تم تأجيل ثلاث مباريات إلى 13 جانفي 2026، بسبب مشاركة مولودية الجزائر وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد في منافسات رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية “الكاف”.
وتأتي هذه النتائج لترسم ملامح ترتيب مؤقت بقيت فيه مولودية الجزائر على العرش، تليها مولودية وهران التي تشعر أنها خسرت نقطتين ثمينتين أكثر مما نالت نقطة، بين أداء هجومي لم يكتمل… وصافرة تحكيمية زادت الطين بلّة.
