في أمسية كروية كانت تُوصف قبل بدايتها بأنها فرصة مثالية لتثبيت الزئير داخل الديار، اكتفت شبيبة جيجل بالتعادل الإيجابي (1–1) أمام نجم مقرة، في لقاء الجولة السادسة من بطولة القسم الوطني الثاني – وسط شرق، الذي احتضنه ملعب الشهيد رويبح حسين. تعادل جاء في وقت كانت فيه النمرة تُسيطر على مجريات اللعب، لكنها فشلت في الحسم، لتُفرّط في نقطتين ثمينتين، وتُعيد فتح باب التساؤلات حول جاهزية الفريق للمنافسة على الصعود.
السيطرة لا تكفي… والضيوف يُعادلون في الرمق الأخير
دخلت شبيبة جيجل اللقاء بمعنويات مرتفعة، بعد الفوز الثمين أمام مولودية قسنطينة في الجولة الماضية، وكان الهدف واضحًا: تحقيق الفوز الثاني على التوالي داخل الديار، وتأكيد الصحوة. الفريق سيطر على الشوط الأول، وخلق عدة فرص، لكنه افتقد للنجاعة أمام المرمى، لينتهي النصف الأول بالتعادل السلبي. في الدقيقة 47، نجح حمري نور الدين في فك شفرة الدفاع المقراوي، وسجل هدف التقدم بعد عمل جماعي منظم، أعاد الحماس للمدرجات وأشعل فتيل التفاؤل. لكن النمرة لم تُحسن إدارة ما تبقى من اللقاء، وتراجعت بشكل غير مبرر، ما سمح للضيوف بالعودة تدريجيًا، قبل أن يُسجلوا هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، وسط ارتباك دفاعي واضح، وغياب ردة الفعل من دكة البدلاء.
تغييرات غير مفهومة… وغياب الحلول
المدرب عصمان عبد الرحمان وجد نفسه في مرمى الانتقادات، بعدما وصف الأنصار خياراته التكتيكية بـ”العشوائية”، خاصة في التشكيلة الأساسية التي شهدت تغييرات غير مبررة، وفي التبديلات التي لم تُغيّر من شكل الفريق في الشوط الثاني. الفريق بدا منهكًا بدنيًا، وافتقد للتركيز في اللحظات الحاسمة، ما جعل التعادل يبدو وكأنه خسارة حقيقية، خاصة أن نجم مقرة لم يُظهر الكثير من الخطورة طيلة اللقاء.
ترتيب البطولة بعد الجولة السادسة
رغم التعادل، رفعت شبيبة جيجل رصيدها إلى 12 نقطة، لتُواصل المنافسة في المرتبة الرابعة، خلف اتحاد بسكرة (14 نقطة)، مولودية بجاية وشباب باتنة (13 نقطة لكل منهما). أما نجم مقرة، فرفع رصيده إلى 5 نقاط، ليُغادر مؤخرة الترتيب مؤقتًا. والترتيب يُظهر تقاربًا كبيرًا بين الفرق، ما يجعل كل نقطة ثمينة، وكل تعثر يُعد مكلفًا. شبيبة جيجل كانت تملك فرصة للانفراد بالمركز الثاني، لكنها فرّطت فيها، لتُبقي نفسها في دائرة الحسابات المعقدة.
تصريح مدرب نجم مقرة:
“سعيد بالتعادل… وأشرفت على الفريق منذ عشرة أيام فقط“
في تصريح إعلامي عقب نهاية اللقاء، عبّر مدرب نجم مقرة السعيد حموش عن سعادته بنتيجة التعادل، مؤكدًا أنه لم يُشرف على الفريق سوى منذ عشرة أيام، وأنه يُثمّن ردة فعل لاعبيه أمام منافس قوي وفي ملعب صعب: “كنا نعرف أن المباراة ستكون صعبة، لكننا لعبنا بذكاء، ونجحنا في العودة في النتيجة. هذا التعادل يُعطينا دفعة معنوية، وسنُواصل العمل لتصحيح المسار.”
تصريح يُظهر أن نجم مقرة جاء إلى رويبح بنية عدم الخسارة، ونجح في تحقيق هدفه، بينما شبيبة جيجل لم تُحسن استغلال الفرصة، رغم كل الظروف المواتية.
غضب جماهيري… ورسائل واضحة للمدرب
الأنصار لم يُخفوا غضبهم، وعبّروا عبر منصات التواصل عن استيائهم من طريقة اللعب، ومن التغييرات التي وصفوها بـ”المرتبكة”، مطالبين المدرب بتحمل المسؤولية، وتصحيح المسار قبل فوات الأوان. البعض اعتبر أن الفريق يملك عناصر جيدة، لكن التوظيف الفني لا يُساعدهم على التألق، بينما رأى آخرون أن الفريق بحاجة إلى صدمة فنية تُعيد له التوازن
إصابات وغيابات… وتأثيرها على الأداء
الفريق لا يزال يُعاني من غياب بعض العناصر المؤثرة، مثل بودحيو وعميرات، وهو ما يُقلّص من الخيارات التكتيكية، ويُضعف دكة البدلاء. الطاقم الطبي يُحاول تجهيزهم للجولة المقبلة، لكن جاهزيتهم البدنية تبقى محل شك، ما يُصعّب مهمة المدرب في اختيار التشكيلة المثالية.
القادم أصعب… والردّ يجب أن يكون ميدانيًا
الجولة المقبلة ستجمع شبيبة جيجل بمولودية بجاية، في لقاء يُعد منعرجًا حقيقيًا في مسار الفريق، خاصة أن المنافس يُعد من أبرز المرشحين للصعود، ويملك مجموعة متجانسة، ومدربًا خبيرًا. النمرة مطالبة بردّ فعل قوي، يُعيد لها الهيبة، ويُثبت أن تعادل مقرة كان مجرد كبوة، لا بداية لانحدار.
التحضيرات يجب أن تكون ذهنية قبل أن تكون بدنية، لأن الفريق يُعاني من تراجع في التركيز، ومن غياب الحسم في اللحظات الحاسمة. الجماهير تنتظر أداءً يُشبه ذلك الذي ظهر أمام قسنطينة، لا ذلك الذي خيّب الآمال أمام مقرة.
ب/عبد المالك

