تدخل مولودية قسنطينة هذا المساء اختبارا جديدا في بطولة القسم الوطني الثاني هواة – وسط شرق، حين تستقبل مولودية بجاية على أرضية ملعب بن عبد المالك رمضان، في مواجهة تُعد مفصلية في مسار الفريق هذا الموسم. اللقاء يأتي بعد تعثرين متتاليين أمام شباب باتنة وشبيبة جيجل، ما جعل الضغط يتزايد على الطاقم الفني بقيادة عبد الكريم لطرش، الذي لم يُحقق بعد أي نتيجة إيجابية منذ توليه العارضة الفنية خلفا لكمال عاشوري.
لطرش يُراهن على عودة بناي وكركار
الخبر السار داخل بيت الموك هو تعافي الثنائي بناي وكركار من الإصابة، وحصولهما على الضوء الأخضر للاندماج في التدريبات الجماعية، ليكونا تحت تصرف الطاقم الفني في مواجهة الغد. المدرب فضل عدم المجازفة بهما في الجولة الماضية أمام شبيبة جيجل، تفاديًا لتجدد الإصابة، ما يجعل عودتهما الآن بمثابة دعم محوري لوسط الميدان، خاصة أمام خصم متمرس مثل الموب وعودة بناي وكركار تمنحنا التوازن في وسط الميدان، وهما عنصران أساسيان في منظومة اللعب حسب مصادر من داخل الطاقم الفني. غيابهما في اللقاء السابق كشف هشاشة الوسط، خاصة بعد الأداء غير المقنع الذي قدمه بهلول في أول ظهور له، بخلاف رويغي الذي واصل كسب النقاط لدى الطاقم الفني، والشاب كيحول الذي نال الإشادة بعد دخوله كبديل وظهوره بمستوى مشجع.
قائمة المصابين تقلق الطاقم الفني
ورغم الأجواء الجدية التي تطبع التحضيرات، إلا أن المدرب عبد الكريم لطرش وجد نفسه مجددًا في مواجهة المعضلة ذاتها: تعدد الإصابات. فقد انضم الثنائي نايت سالم وبهلول إلى قائمة المصابين، التي تضم أيضًا الظهير الأيسر بتشين، الذي سيواصل الغياب للقاء الثاني على التوالي. والغيابات تربك حسابات المدرب خاصة في ظل محدودية الخيارات على مستوى الأطراف ما قد يدفعه إلى إعادة توظيف بعض اللاعبين في مناصب غير معتادة أو الاعتماد على عناصر شابة أثبتت جدارتها في اللقاءات السابقة.
عقار خارج الحسابات… والانضباط فوق كل اعتبار
في خطوة حاسمة قررت إدارة مولودية قسنطينة بالتشاور مع المدرب طرد متوسط الميدان عقار لأسباب انضباطية عقب التصرف غير اللائق الذي بدر منه خلال التربص الذي أقيم بالعاصمة. الرئيس إلياس سليماني شدد على أن اللاعب لن يعود إلى المجموعة مستقبلًا، في خطوة تؤكد تمسك الإدارة بمبدأ الانضباط داخل الفريق. والقرار يُعد رسالة واضحة لبقية اللاعبين، بأن الالتزام السلوكي لا يقل أهمية عن الأداء الفني، خاصة في مرحلة حساسة من الموسم، تتطلب وحدة الصف وتماسك المجموعة.
خطاب تحفيزي… والهدف: الانتفاض
المدرب عبد الكريم لطرش اجتمع باللاعبين عشية اللقاء، ووجّه لهم خطابًا تحفيزيًا، طالبهم فيه بالانتفاض واستغلال عامل الأرض والجمهور لتدارك الوضع، وتفادي اتساع الفارق عن كوكبة المقدمة. اللقاء يُعد فرصة مثالية لاستعادة الثقة، خاصة أن الفريق سيخوضه على ملعبه، وبين جماهيره التي تنتظر رد فعل قوي بعد جولتين من الإحباط.
مواجهة اليوم… بين التحدي والفرصة
مولودية بجاية تُعد من الفرق القوية هذا الموسم، وتحتل مركزًا متقدمًا في جدول الترتيب، ما يجعل المواجهة صدامًا حقيقيًا بين طموح التدارك لدى الموك، ورغبة الموب في مواصلة الزحف نحو الصدارة. الفريق القسنطيني يُدرك أن أي تعثر جديد سيُعقّد الحسابات، ويُضعف الثقة داخل المجموعة، ما يجعل لقاء الغد فرصة لا تُعوّض. والأنصار، من جهتهم، يُعلّقون آمالًا كبيرة على هذا اللقاء، ويأملون أن يكون نقطة التحول في مسار الفريق، وعودة الروح إلى المجموعة، بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة.
ب/عبد المالك
