في قلب مدينة المحمدية، وتحديدًا في أكاديمية كاسترانوفا، انطلقت تحضيرات الموسم الرياضي الجديد 2025–2026 وسط أجواء مفعمة بالحيوية والتحدي. أكاديمية اشتهرت خلال السنوات الخمس الماضية بتكوين اللاعبين وإعدادهم للمستويات العليا.
تجد نفسها اليوم في منعطف جديد، بعد أن غادر كل لاعبي فئتي الأصاغر والأشبال نحو الفريق الأول للمدينة، “سريع المحمدية”، تاركين وراءهم إرثًا من الانضباط والعمل والمثابرة، ومفسحين المجال لجيل جديد يطمح إلى السير على نفس الخطى.
عملية انتقاء دقيقة و البداية من فئة أقل من 16 سنة
البداية كانت بفئة أقل من 16 سنة، مواليد 2010، 2011، و2012، حيث شهدت الأكاديمية تنظيم أولى حصص الانتقاء وسط ظروف مثالية وتنظيم محكم. عدد معتبر من الشبان توافدوا على ملعب فريق جبهة التحرير الوطني بالمحمدية، وكلّهم أمل في الظفر بمكان داخل أحد أفضل مدارس كرة القدم في المنطقة. العملية أشرف عليها شخصيًا رئيس الأكاديمية، المدرب سنينة مختار، الحاصل على شهادة كاف “د”، والذي يُعد من أقدم المدربين بالمدينة، وصاحب نظرة فنية معروفة في اكتشاف المواهب وتوجيهها.
الهدف من هذه الإنتقاءات تقليص عدد المشاركين إلى 30 لاعبًا فقط، سيكون لهم شرف تمثيل ألوان كاسترانوفا في المنافسات الرسمية المقبلة، ضمن مشروع جديد يُراهن على التكوين القاعدي كمحور أساسي.
فئة أقل من 18 سنة فرص مفتوحة والمنافسة على أشدها
أما فئة أقل من 18 سنة، فقد عرفت بدورها انطلاق عملية الانتقاء تحت إشراف المدرب القدير مهدي مجيد، المعروف بتجربته الطويلة وصبره في التعامل مع الفئات العمرية الكبرى. العملية ما تزال متواصلة، حيث تم ضبط قائمة أولية من 15 لاعبًا فقط، مع ترك بعض الأماكن شاغرة بانتظار عناصر أكثر جاهزية خلال الحصص القادمة. رؤية المدرب واضحة: “منح الفرصة للجميع، لكن الاعتماد فقط على من يملك الذهنية والإمكانات لخوض موسم تنافسي بكل تفاصيله”.
فئة أقل من 13 سنة فريق جاهز وطموحات واضحة
أما فئة أقل من 13 سنة، مواليد 2013 و2014، بقيادة المدرب حمادوش عبد القادر، فباشرت التدريبات مباشرة دون المرور على مرحلة الانتقاء، نظرًا لجاهزية الفريق منذ الموسم الماضي. ومع ذلك، ترك باب الانخراط مفتوحًا أمام اللاعبين الذين يملكون مستوى مقبولًا لتعزيز التعداد. التحضيرات تسير بشكل متوازن، تحسبًا للمشاركة في البطولة الولائية، مع عمل تكتيكي مبكر على تحقيق الانسجام داخل المجموعة لضمان انطلاقة قوية.
أقل من 11 سنة ملفات تُجمع وموسم يُرسم
وفي سياق التحضيرات لبناء القاعدة الأوسع، باشرت إدارة الأكاديمية بجمع ملفات لاعبي فئة أقل من 11 سنة، كخطوة أولى نحو ضبط القائمة الرسمية استعدادًا لانطلاق التدريبات. هذه الفئة تُعد بمثابة استثمار طويل المدى، حيث تراهن الإدارة على اكتشاف مواهب مبكرة وتكوينها ضمن مشروع يمتد لعدة سنوات، وفق برامج تكوينية مدروسة بعناية.
أهداف الموسم تكوين وتدرّج لا نتائج
تضع أكاديمية كاسترانوفا في موسم 2025–2026 نصب أعينها هدفًا رئيسيًا “التكوين قبل التتويج”. فبعد تجديد بنسبة 99% في معظم الفئات، قررت الإدارة حصر الأهداف في المشاركة ضمن المنافسات الرسمية، سواء البطولة الولائية أو كأس الجمهورية، بهدف منح اللاعبين فرصة التعرف على أجواء المنافسة الحقيقية، وبناء شخصية كروية متوازنة.
اللاعبون الجدد، ومعظمهم من أبناء الأحياء و لاعبي الشوارع ، لم يسبق لهم خوض منافسات رسمية، وهو ما يجعل التحدي مضاعفًا أمام الطاقم الفني الذي يتعامل مع لاعبين في طور الاكتشاف الأول لكرة القدم المنظمة.
كاسترانوفا مدرسة تصنع الفرد الصالح قبل اللاعب
رغم مغادرة خيرة لاعبيها نحو آفاق أوسع، إلا أن أكاديمية كاسترانوفا تثبت مجددًا أنها أكثر من مجرد فضاء للتدريب، بل هي مشروع تربوي رياضي متكامل. فاللاعب هنا يتعلم أولًا قيمة الانضباط، أهمية الالتزام، احترام الزملاء والمدربين، قبل أن يتقن التمرير أو التسديد.
هي تجربة حقيقية في تحويل الموهبة الخام إلى مشروع لاعب مؤهل بدنيًا وذهنيًا وأخلاقيًا، وهي الرسالة التي يواصل المدرب سنينة مختار وطاقمه حملها رغم الصعوبات ورحيل الأجيال.
من رحم التحدي يولد الأمل من جديد
هكذا تبدأ كاسترانوفا موسمها من نقطة البداية، بروح لا تختلف عن تلك التي انطلقت بها قبل خمس سنوات. نفس الإصرار، نفس الطموح، ونفس الإيمان بأن كل نجم ساطع يبدأ بحلم صغير. الأكاديمية تكتب اليوم فصلًا جديدًا في سجلها الذهبي، مؤمنة بأن صناعة الأبطال تبدأ من حيث لا يلتفت أحد، وتنتهي حيث تُرفع الأعلام وتُخلّد القصص.
المدرب سنينة مختار لفئة أقل من 16 سنة “نبدأ من الصفر… وبنفس العزيمة”
كما اكد المدرب سنينة بانه المسؤول الاول على قائمة الإنتدابات “أشرف شخصيًا على عملية الانتقاء الخاصة بفئة أقل من 16 سنة، لأنها تمثّل نقطة الانطلاقة في مشروعنا الجديد بعد رحيل الجيل السابق. نعمل اليوم على اختيار 30 لاعبًا من بين عشرات الراغبين في الانخراط.
والأهم بالنسبة لنا هو تشكيل مجموعة منضبطة وموهوبة، نعيد معها بناء الفريق على أسس صحيحة. نعم، نبدأ من الصفر، لكن بالعزيمة ذاتها التي انطلقنا بها قبل خمس سنوات. هدفنا ليس الفوز فقط، بل إعادة غرس القيم الكروية والإنسانية في هذا الجيل الجديد.”
المدرب مهدي مجيد لفئة أقل من 18 سنة “نمنح الفرصة لكن لا مكان إلا للأقوى
كما اضاف مدرب صنف اقل من ثمانية عشرة سنة مهدي مجيد بان الفريق يسير في الطريق السليم “البداية تسير بخطى ثابتة، وقد حددنا قائمة أولية من 15 لاعبًا، مع ترك المجال مفتوحًا أمام من يثبت جاهزيته، لأننا نؤمن بضرورة منح الفرصة للجميع. المنافسة مفتوحة لكن المكان في الفريق ليس مضمونًا إلا للأكثر التزامًا وانضباطًا. نعمل على إعداد مجموعة جاهزة بدنيًا وذهنيًا للموسم الجديد، والأهم بالنسبة لنا هو غرس روح الفريق والانضباط التكتيكي في اللاعبين، حتى نؤسس لفريق قادر على تمثيل الأكاديمية بشرف في مختلف المحطات المقبلة .