عاد الخضر بانتصار معنوي من الكاميرون على حساب المنتخب الأوغندي في الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بساحل العاج، وأكد أشبال بلماضي بأنهم في الطريق الصحيح نحو العودة إلى سابق عهدهم، وهذا بعد أن فقدوا الكثير من بريقهم اثر الخروج المبكر من كان 2021 بالكاميرون و عدم التأهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022، وهو ما أدخل الخضر في أزمة كبيرة يبدو أن ملامح انفراجها قد بدأت في الظهور.
فأشبال الناخب الوطني جمال بلماضي لم يكتفوا فقط بالفوز رغم أن اللقاء شكلي بعد قدموا أداءا جيدا و مقنعا في أدغال إفريقيا رغم صعوبة الظروف المناخية، والسفرية المرهقة لرفقاء رياض محرز، إلا أن ذلك لم يقف حائلا أمام كتيبة المحاربين حتى تتصدر مجموعتها عن جدارة و استحقاق برصيد 15 نقطة، علما و أن الخضر يصنفون حاليا كأفضل منتخب في هذه التصفيات باعتبارهم الوحيدين الذين حصلوا على العلامة الكاملة و لم يخسروا أو يتعادلوا في أي مواجهة.
أداء الخضر المقنع كان بتشكيلة مكنونة في مجملها من لاعبين جدد لم يسبق لهم و أن حملوا قميص المنتخب أو آخرين عادوا إليه بعد غياب طويل، فالناخب الوطني جمال بلماضي قرر منحهم الفرصة كاملة في أدغال إفريقيا من أجل التعود على الأجواء هناك، والوقوف على مستواهم و مقدرتهم على التعامل مع مختلف الظروف.
والشيء الايجابي في ذلك هو أن اللاعبين الذين منح لهم المدرب الفرصة لم يخيبوا الثقة الموضوعة فيهم، وقدموا مباراة محترمة أكسبتهم الكثير من النقاط لصالحهم، وهذا ما سيشعل لا محالة حرب المناصب، فالأماكن أضحت غالية لتواجد العديد من الخيارات، وتقارب المستوى.
وحتى ان كان هذا في صالح المنتخب الوطني، إلا أنه في نفس الوقت سيضع الناخب الوطني في موقف محرج للغاية، وسيصعب عليه مستقبلا عملية الانتقاء، خاصة مع توقعات بانضمام أسماء أخرى في المستقبل الأخير، بداية من تربص سبتمبر المقبل.
ماندريا لم يختبر كثيرا
وبالعودة إلى الأداء الفردي لكل لاعب من اللاعبين الذين اعتمد عليهم الناخب الوطني جمال بلماضي، فان حارس المرمى أنطوني ماندريا لم يختبر كثيرا في مباراة أوغندا، وهذا بسبب ضعف المنافس الذي لم يهدد مرماه كثيرا، لكن و في الإجمال كان ماندريا موفقا في معظم تدخلاته على قلتها، وأكد لبلماضي بأنه مستعد لفرض منافسة قوية على بقية حراس المنتخب.
بن سبعيني أفضل في محور الدفاع
ومن بين الأمور التي تأكد منها بلماضي بمناسبة لقاء أوغندا هو أن توظيف المدافع رامي بن سبعيني في خط المحور عوضا عن لعبه كالعادة في مركز الظهير الأيسر هو أفضل بكثير، وأكثر نفعا للمنتخب الوطني، فبن سبعيني أدى مباراة كبيرة، وكان بمثابة صمام أمان في الخط الخلفي، وهذا ما يرشحه للاستمرار في هذا المنصب مستقبلا.
لوصيف المفاجأة الجميلة
وكان لاعب اتحاد العاصمة هيثم لوصيف هو مفاجأة هذه المباراة بامتياز، إذ و رغم بعض الهفوات التي قام بها، خاصة في لقطة الهدف المسجل من طرف الأوغنديين، حين لم يفرض مراقبة على مهاجم الخصم، لكن و بشكل عام كان فان لوصيف كان أحد أفضل العناصر فوق أرضية الميدان سواءا في الشق الهجومي أو الدفاعي.
بلعيد بإمكانه تقديم المزيد
وحتى لاعب اتحاد العاصمة الآخر زين الدين بلعيد فقد شكل ثنائيا جيدا مع رامي بن سبعيني في محور الدفاع، وقدم أداءا لابأس به، خاصة من ناحية التغطية وكذا الخروج بالكرة من الخلف، إلا أن بلعيد لا يزال بحاجة للمزيد من فرص اللعب بما أنه يمكنه تقديم الأفضل مستقبلا.
ظهور محتشم لحجام
أما بالنسبة للظهير الأيسر جوان حجام فان وجد صعوبات كبيرة في أول مباراة له مع الخضر في أدغال إفريقيا، خاصة في الشوط الأول أين اكتفى بمحاولة إيقاف مهاجمي رواق المنتخب الأوغندي دون المشاركة في الشق الهجومي، كما شعر لاعب نانت بالتعب في الشوط الثاني و رغم ذلك أبقاه الناخب الوطني من أجل منحه الفرصة كاملة للتعود.
شيتة لاعب أنيق يهدد مكانة لاعبي الوسط
ومن بين ايجابيات مباراة أوغندا هو لاعب اتحاد العاصمة أسامة شيتة، فرغم أن استدعاءه لتربص جوان جاء متأخرا لتعويض فيكتور لكحل المصاب، إلا أن شيتة أثبت بأن ثقة الناخب الوطني جمال بلماضي فيه كانت في محلها، أين أدى شيتة مباراة كبيرة، وتألق و كأنه يلعب لسنوات مع الفريق الوطني، فهذا الأخير لاعب أنيق، ويحسن التصرف بالكرة و بات يهدد فعلا مكانة الأسماء الموجودة في مركزه.
بلقبلة أدى ما عليه
ومن بين اللاعبين الذين تركوا بصمتهم في مباراة أوغندا هو اللاعب هاريس بلقبلة فهو أيضا جاء لتربص سيدي موسى معوضا لهشام بوداوي المصاب، ومع ذلك ظهر بمستوى جيد للغاية بملعب جابوما، وتمكن من تفكيك خطوط الأوغنديين، كما أنهم لعب دورا كبيرا في لقطة الهدف الأول حين سدد مرة قوية من خارج منطقة العمليات لتعود الكرة إلى عمورة الذي وضعها في الشباك.
عبدلي لاعب مميز و واعد
ومن بين اللاعبين الجدد الذين وظفهم الناخب الوطني جمال بلماضي هو لاعب أنجي الفرنسي حيماد عبدلي، هذا الأخير قدم مستوى رفيع للغاية، وظهر كأنه لاعب في صفوف النخبة الوطنية منذ عدة سنوات، وأكد عبدلي بأنه خيار و مكسب جديد للنخبة الوطنية.
بوعناني بحاجة للمزيد من الوقت
ولا اختلاف على أن اللاعب بدر الدين بوعناني هو جوهرة حقيقية و موهبة قادمة بقوة مستقبلا، وهو ما ظهر خلال بعض اللقطات الجميلة التي أداها خاصة في الشوط الأول، لكن و باعتبارها أول مباراة له في أدغال إفريقيا و نظرا لصغر سنه فان لاعب نيس الفرنسي بحاجة للمزيد من الوقت و الخبرة لتقديم أفضل ما لديه.
محيوص لم يقدم الكثير
وكانت الأنظار مركزة أيضا على مهاجم اتحاد العاصمة أيمن محيوص كخيار هجومي جديد، إلا أن هذا الأخير لم يقدم الكثير خلال الوقت الذي شارك فيه، وشعر نوعا ما بالعزلة، كما أنه لم يفلح في الإفلات من رقابة مدافعي المنتخب الأوغندي، ومع ذلك فان الحكم عليه من لقاء واحد ليس عادلا.
عمورة رجل المباراة بامتياز
واستحق اللاعب محمد الأمين عمورة لقب رجل المباراة، فقد قدم ابن مدينة جيجل أفضل مباراة له بقميص الخضر، وتمكن من التوقيع على ثنائية هي الأولى له مع المنتخب الوطني قاد بها رفقاءه إلى انتصار معنوي هام، وشكل عمورة خطورة كبيرة على دفاع منتخب أوغندا و أرهقهم كثيرا بانطلاقاته السريعة، حيث كان قريبا من إضافة المزيد من الأهداف، كما أنه دخل بقوة ضمن حسابات الناخب الوطني.
أول ظهور لعوار
وعرفت مباراة الخضر أمام أوغندا أول ظهور للوافد الجديد حسام عوار، هذا الأخير قام بلماضي بالاعتماد عليه في الـ25 دقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وهو وقت ليس كبيرا لتقييم مستواه، إلا أن عوار في كل الأحوال أظهر بعض اللمسات الجميلة التي تؤكد بأنه سيكون بمثابة إضافة حقيقية للمنتخب.
عماد.ب