كيف رجحت كفة مزدوجي الجنسية مع الخضر

مزدوجي الجنسية لصالح الخضر
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

يعيش بيت الخضر أكبر حركية في إطار استقطاب لاعبين جدد من مزدوجي الجنسية الذين تم تكوينهم في مختلف المدارس الكروية الأوروبية و على رأسها الفرنسية التي تبقى الخزان الأكبر الذي ستستغله الفاف بحكم قانون “الباهاماس” و الذي يسمح للاعبين بتغيير جنسياتهم الرياضية و اللعب لبلدانهم الأصلية ما لم يخوضوا أي مباراة رسمية مع الفريق الأول.

وفي هذا الإطار كانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تغط في نوع عميق على مدار سنوات طويلة، وهذا منذ رحيل الرئيس السابق للفاف محمد روراوة علما و أن هو من كان وراء اقتراح و تطبيق قانون “الباهاماس”.

وتعاقب على مبنى دالي ابراهيم 3 رؤساء، والبداية بخير الدين زطشي، مرورا بشرف الدين عمارة، ووصولا إلى جهيد زفيزف الحالي.

وإذا ما نظرنا إلى عدد مزدوجي الجنسية الذين استفدنا منها خلال الفترة الماضية فهو ضئيل للغاية و غير مقبول تماما، لكن المياه الراكدة بدأت في التحرك عقب تضييع حلم التأهل لمونديال قطر 2022، ما دفع الناخب الوطني جمال بلماضي لانتهاج سياسة تجديد و تشبيب التعداد الذي يضم أسماء بدأ يطالها خريف العمر من الناحية الرياضية، فكان الحل هو تكثيف الاتصالات و السعي بقوة لإقناع اللاعبين المغتربين بالانضمام لصفوف الخضر.

والأمور بحسب الأخبار المتداولة تسير في الطريق الصحيح و بوتيرة متسرعة و حتى متوقعة، فهناك لاعبون بالأمس القريب يرفضون تماما فكرة اللعب مع الخضر في حين يتحاشى الكثيرون الحديث عن مستقبلهم الدولي تفاديا للحرج، لكن المعطيات الآن تغيرت.

وهؤلاء المتصلبون في مواقفهم أو المترددون أيضا صاروا أكثر وضوحا، وأعطوا إما موافقة نهائية أو مبدية لتغيير جنسيتهم الرياضية، ولعل الكثيرين يتساءلون عن سبب هذا التحول الكبير، ومن خلال جريدة 90 دقيقة سنحاول سرد 3 عوامل رئيسية ساهمت بشكل كبير في ترجيح كفة مزدوجي الجنسية لصالح الخضر.

مشروع بلماضي الطموح أول العوامل

وحرص الناخب الوطني في الفترة الماضية على لقاء اللاعبين المغتربين المستهدفين بصفة مباشرة و شخصية و بتواجد عائلاتهم و المقربين منهم، حيث طرح عليهم مشروعه الطموح المتمثل في الوصول إلى المربع الذهبي خلال الكان المقبل بساحل العاج، ثم الوصول للنهائي أو التتويج باللقب في كان 2025 الذي لم يعرف هوية البلد المنظم له بعد.

وتعتبر الجزائر مترشحة بشكل رسمي لاحتضان هذه النسخة، ويبقى الهدف الأكبر هو الوصول  نحو مونديال 2026 في 3 بلدان هي الولايات المتحدة الأمريكية، كندا و المكسيك، وبحسب مصادر من الفاف فان هذه الأهداف بعثت الشغف و الرغبة لدى هؤلاء اللاعبين و الذين وجدوا فيها تحديا كبيرا يريدون الانخراط فيه و تحقيقه.

استمرار ديشان غير مخططات الجميع

وكانت الكثير من الأخبار تتحدث عن رحيل مدرب منتخب فرنسا الأول ديديه ديشان عقب مونديال قطر و عدم تمكنه من الحفاظ على لقب الديكة المحقق في مونديال روسيا سنة 2018، ورشحت حينها وسائل الإعلام النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية و مدرب ريال مدريد الاسباني السابق زين الدين زيدان ليكون على رأس العارضة الفنية، لكن في نهاية المطاف تم التجديد لديشان.

وهنا تغيرت مخططات جميع اللاعبين مزدوجي الجنسية، فالبعض منهم كان يمني النفس بأن يكون زيدان هو الناخب الوطني للديكة حتى تكون لهم فرص أكبر للعب مع المنتخب الأول، وتيقنوا بأن استمرار نفس المدرب سيجعلهم بعيدين تماما عن الحسابات.

ولهم عبرة في عدة أسماء مزدوجة الجنسية عانت التهميش على غرار نبيل فقير، أو تعرضت للمشاكل و آخرها الصراع القائم حاليا بين ديشان و مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة على خلفية استبعاده من مونديال قطر بسبب الإصابة.

تحسن كبير على مستوى البنى الرياضية

ومن بين الحوافز التي زادت من تحمس اللاعبين مزدوجي الجنسية في اختيار بلدهم الأصلي هو التحسن الكبير و الواضح الذي تشهده البلاد على مستوى المنشآت و البنى الرياضية، وتحديدا الملاعب العالمية التي باتت تزخر بها الجزائر، في صورة ملعب نيلسون ببراقي بالعاصمة، ملعب ميلود هدفي بوهران، وملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو الذي تشارف الأشغال به على نهايتها، دون أن ننسى ملعب الدويرة بالعاصمة و الذي سيسلم نهاية السنة كأقصى تقدير.

بالإضافة إلى دخول الجزائر على خط تنظيم التظاهرات القارية على غرار الشان الأخير الذي شهد نجاحا باهرا، وكأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة المنتظرة شهر أفريل المقبل، وقبلها الإبهار الذي رافق تنظيم منافسة إقليمية كبيرة مثل ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران في جوان 2022.

ولهذا فان اللاعبين المغتربين شعروا بوجود تغيير جدي من هذه الناحية، وهو ما يساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم في ملاعب محترمة و تحقيق الأهداف المسطرة.

بلقاسم علي