تتوالي الأرقام و الإحصائيات التي تؤكد فعلا بأن شان الجزائر 2022 كان الأفضل في التاريخ ليس فقط من الجانب التنظيمي الذي كان عليه إجماع منقطع النظير، وإنما حتى على الصعيد التسويقي و التجاري، فقد أكدت مصادر مطلعة بأن الممول الأول للمنافسات الإفريقية و الشريك الرئيسي للكاف “توتال اينرجي” قد سجل أرقاما غير متوقعة على الإطلاق.
فالأرباح التي تم حصدها تجاوز التوقعات بـ200 بالمائة، وهذا رقم كبير لم تشهده حتى المنافسات الرئيسية في القارة السمراء و على رأسها الكان، ومن المنتظر أن تفصح “توتال اينرجي” عن الأرقام بالتفصيل خلال الأيام القليلة المقبلة، وعن المداخيل العامة التي بلغت سقفا عاليا سيصعب على الدول المستضيفة للشان مستقبلا تحقيقه.
الشان نقل على 80 قناة تلفزيونية
وما زاد من القيمة التسويقية لشان الجزائر هو الاهتمام الإعلامي الكبير الذي حظيت به هذه الدورة، فلأول مرة منذ إنشاء المسابقة تنقل المواجهات على المباشر في 80 قناة تلفزيونية موزعة بين إفريقيا و أوروبا و آسيا بدرجة أقل، في وقت لم تحظ دورة الكاميرون مثلا في سنة 2020 بنفس الاهتمام، ونقل الشان على 42 قناة فقط، وأغلبها داخل القارة، لكن هذه المرة تم نقل المنافسات مع الشريك الإعلامي العملاق “ميديا برو” على قنوات عالمية على غرار شبكة “بيين سبورت” القطرية و “كنال بلوس” الفرنسية الخاصة بمنطقة إفريقيا.
24 كاميرا نقل أمر غير مسبوق
وما زاد من القوة التسويقية للشان هي جودة النقل التلفزيوني أيضا، والذي كان مع عملاق و رائد في هذا المجال من اسبانيا و البرتغال، واستعملت أكبر التكنولوجيات و أحدثها، والتي توظف في نقل الدوريات الأوروبية الأكثر شعبية غرار لاليغا الاسبانية.
وكشفت لجنة الإعلام و النقل على مستوى الكاف، بأنه و لأول مرة في تاريخ الشان تتم الاستعانة بـ24 كاميرا في مختلف أرجاء الملعب من أجل نقل المباريات على المباشر و من كل الزوايا، وبأفضل دقة ممكنة، دون أن ننسى تركيب كاميرا “سبيدرمان” على مستوى ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، والتي لها خصائص كثيرة تزيد من جمالية الصورة المقدمة.
“الفار” في كل الملاعب و الأدوار
وبعدما كانت تقنية “الفار” إلى وقت قريب تستعمل في المنافسات الإفريقية إلا مع حلول الأدوار المتقدمة، أي انطلاقا من ربع النهائي، فان الأمر كان مغايرا في النسخة السابعة من الشان، إذ كان الفار حاضرا في كل المباريات، بداية من الافتتاح بملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، إلى مختلف اللقاء في ملاعب 19 ماي بعنابة، الشهيد حملاوي بقسنطينة، وميلود هدفي بوهران و من الدور الأول، ووصلا للمباراة النهائية بملعب نيلسون مانديلا، وساهمت هذه التقنية في إنقاذ العديد من المنتخبات من الأخطاء التحكيمية، كما رفع ذلك من مستوى الأداء التحكيمي الذي لم يلق جدلا كبيرا.
الجانب التسويقي حاسم لاختيار المنظم لكان 2025
ومن خلال كل المعطيات المذكورة آنفا، فان الجانب التسويقي كما هو معروف له دور كبير داخل دواليب إدارة الأمور بين أروقة الكاف، ففي نهاية المطاف نجاح توتال اينرجي و تحقيقها لأكثر من الأرباح المتوقعة في منافسة كانت تعتبر ثانوية و هامشية قبل احتضان الجزائر لها، ستجعل الصراع محتدما للغاية بين لوبيات المال لتحديد هوية البلد المنظم لكان 2025، والجزائر في رواق جيد للغاية للظفر بهذا الشرف، بما أن كأس أمم إفريقيا للمحليين نجحت تسويقيا، وجماهيريا، وتنظيميا، دون الحديث عن البنى التحتية و الملاعب العالمية التي احتضنت المنافسة.