انطلاقة موفقة للخضر نحو المونديال بأداء محير

المنتخب الوطني الأول لكرة القدم
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

تجاوز المنتخب الوطني الأول لكرة القدم اختباره الأول في تصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 بنجاح و هذا بعدما فاز مساء الخميس بثلاثية لهدف أمام المنتخب الصومالي بملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، وبهذا يكون رفقاء القائد محرز قد حصدوا أولى النقاط في طريق سعيهم نحو بلوغ كأس العالم.

كما أنهم تصدروا مجموعتهم السابعة بفارق الأهداف عن منتخب الموزمبيق الذي عاد هو الآخر بانتصار ثمين خارج الديار بثلاثية لهدفين أمام بوتسوانا، في انتظار استكمال بقية مواجهات المجموعة أمس، وفي كل الأحوال فان كتيبة المدرب جمال بلماضي حققت الأهم.

بغض النظر عن الانتقادات و حالة القلق التي خيمت على الجميع بسبب الأداء غير المقنع لمحاربي الصحراء في هذه المواجهة التي كانت تبدو سهلة على الورق منذ البداية.

أداء الخضر في لقاء الصومال ترك وراءه الكثير من علامات الاستفهام، فأشبال بلماضي وجدوا الكثير من الصعوبات، ووقعوا في أخطاء قاتلة كادت أن تكلفهم الكثير لولا تواضع المنافس الذي أدى ما عليه، وسجل هدفا على الأقل في مرمى الحارس أنطوني ماندريا.

إلا أن كتيبة المحاربين خيبت الآمال من جديدة بسبب المردود المتواضع في أطوار كثيرة من المباراة، رغم أن الهدف الأول و الأخير في التصفيات هو جمع أكبر قدر من النقاط لبلوغ المونديال، لكن حالة القلق و التوجس ارتفعت بسبب أن أداء منتخبنا كان متواضعا أمام خصم يحتل المرتبة الأخيرة في تصنيف الفيفا و في القارة السمراء أيضا، ونحن على بعد أقل من شهرين عن انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بساحل العاج.

كل هذا المعطيات دفعت الأنصار و المحبين و كل المتابعين على دق ناقوس الخطر بما أن الخضر ظهروا عاجزين في الكثير من الأوقات على فرض أسلوبهم خاصة مع المنتخبات التي تلعب بخطة التكتل في الخلف و عدم الخروج من مناطقها، ما بات يحتم على جمال بلماضي إيجاد الحلول المناسبة قبل حلول الموعد القاري.

وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فقد ظن الجميع بأن طريق الفوز بات مفتوحا لتحقيق فوز عريض بما أن الخضر افتتحوا باب التهديف قبل مرور دقيقتين فقط عن بداية المواجهة بمساهمة كبيرة من فارس شايبي الذي أجبر مدافع الصومال على التسجيل ضد مرماه.

إلا أن محاربي الصحراء وقعوا في فخ الاستسهال، وهو ما يفسر خسارتهم للكثير من الكرات في التمرير، وفشلهم في تهديد مرمى الصوماليين كثيرا، بل تمكن الضيوف من أخذ ثقة أكبر بالنفس، وكانوا قادرين على تعديل النتيجة من فرصتين خطيرتين الأولى تصدى لها الحارس ماندريا من تسديدة قوية خارج منطقة الـ18، والثانية اصطدمت بالقائم.

وهنا استشعر أشبال بلماضي خطورة الوضع، وبدؤوا يسترجعون التوازن، وهو ما مكنهم من تسجيل الثاني بأقدام المهاجم بغداد بونجاح، هذا الأخير أنهى صيامه عن التهديف استمر لأكثر من 200 يوم.

وفي الشوط الثاني أحدث الناخب الوطني بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية من خلال الاستعانة بآدم وناس، كيفين قيطون، ومحمد الأمين عمورة، وبعدهم إسلام سليماني ومع هذا لم يتحسن الأداء و ظلت حالة التيهان موجودة بين عناصر النخبة الوطنية، إلى أن وصل الصوماليون للشباك بطريقة ساذجة ناجمة عن سوء في المراقبة و التهديف، وكالعادة لعب الهداف التاريخي للخضر إسلام سليماني دور المنقذ و أضاف الهدف الثالث برأسية أعادت نوعا من الهدوء و الاطمئنان لبقية الرفقاء، ليستمر الحال على ما هو عليه مع بعض المحاولات غير المركزة من طرف لاعبي منتخبنا الوطني لغاية إعلان الحكم صافرة النهاية.

أكثر شيء كان مقلقا في مباراة الخضر أمام الصومال هو الأداء الدفاعي الذي كان بعيدا للغاية عن مستوى التطلعات، فالخط الخلفي وقع في أخطاء كثيرة لو حدثت أمام منتخب أقوى لكنا نتحدث عن نتيجة مغايرة تماما، ثنائية توقاي و ماندي لم تأت بأكلها.

وعانى كلا اللاعبين من أجل إيجاد معالم الانسجام بينهما، دون أن ننسى عدم مقدرة لعروسي على تغطية جهته بالشكل المطلوب، وكانت الحسنة الوحيدة متمثلة في يوسف عطال إذ و على الرغم من نقص المنافسة بسبب ما حدث له مع نيس الفرنسي.

لكنه استطاع أن يقوم بأدواره الدفاعية و الهجومية على حد سواء بطريقة جيدة، وشاركه في هذا التألق متوسط الميدان رامز زروقي الذي يؤكد فورمته العالية خلال الفترة الأخيرة، ونفس الحال بالنسبة لنجم فرانكفورت الألماني فارس شايبي.

فيما واصل لاعبون آخرون يعول عليهم الناخب الوطني عروضهم غير المقنعة يتقدمهم قائد المنتخب رياض محرز الذي اكتفى بشوط واحد فقط قبل أن يتم سحبه حتى يكون جاهزا للقاء الثاني أمام الموزمبيق غد الأحد.

ولم يؤد غويري هو الآخر ما هو مطلوب منه، وهو ما دفع بلماضي إلى تغييره مع بداية الشوط الثاني، وبات لزاما على كتيبة المحاربين أن تضع حدا لهذه الشكوك قبل كأس إفريقيا المقبلة من خلال العودة بانتصار آخر أمام الموزمبيق في العاصمة مابوتو مع أداء أحسن.

عماد.ب