مكاسب الخضر في ودية السنغال غطت على السلبيات

المنتخب الوطني الأول لكرة القدم
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

قدم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أحد أفضل مستوياته أمام المنتخب السنغالي وديا و هذا  منذ الإقصاء على يد الكاميرون في المباراة الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر و التي لعبت شهر مارس، وقد وجد أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي الكثير من الإشادة بعدما أسقطوا بطل إفريقيا بهدف دون رد في عقر داره بالعاصمة داكار و أمام 50 ألف متفرج.

مما أعطى الكثير من الثقة و التفاؤل بخصوص مقدرو رفقاء القائد رياض محرز على تأدية مشوار كبير و مميز في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بساحل العاج و التي لم يعد يفصلنا عن موعد انطلاقتها سوى 4 أشهر، فمكاسب هذا الصدام الإفريقي كانت كبيرة جدا خاصة على الصعيد المعنوي، إذ ليس من السهل أن تطيح بأفضل منتخب حاليا في القارة السمراء، والذي فاز على عمالقة كرة القدم المنتخب البرازيلي منذ فترة ليست بالبعيدة بالعاصمة بالبرتغالية لشبونة.

ومن بين المكاسب المحققة و الهامة هو أن الخضر لعبوا من دون عقدة خارج الديار و كانوا ندا قويا لأسود التيرانغا على مدار 90 دقيقة، كما أنهم لم يتأثروا بالأجواء المناخية و تأقلموا معها بسرعة رغم أنهم وصلوا الى السنغال قبل 24 ساعة فقط عن موعد المواجهة، وهو ما يعني بأن طريقة التحضير و التعامل مع هذه الظروف تمت بطريقة احترافية لأبعد الحدود و لن تكون عائقا أمام كتيبة المدرب جمال بلماضي بمناسبة كان ساحل العاج 2024.

وتتمثل الايجابيات أيضا في أن الناخب الوطني قد بذل جهدا في إحداث بعض التغييرات على الخط الخلفي، وأعطى لمحة عن ثنائي محور الدفاع و الذي سيتكون بنسبة كبيرة من عيسى ماندي و رامي بن سبعيني الذي ترك مكانه في الجهة اليسرى للدفاع لصالح ريان آيت نوري، فيما آلت الجهة اليمنى للعائد إلى مستواه لاعب نيس الفرنسي يوسف عطال، حيث يمني الأخير النفس أن تبتعد عنه لعنة الإصابات حتى يكون الخيار الأول في هذا المركز بالنسبة لبلماضي، ويعتبر عطال و آيت نوري هما الآخرين مكسبا للنخبة الوطنية.

واطمأن الناخب الوطني أيضا على حراسة المرمى و هي من النقاط التي تسبب له في حيرة كبيرة، فقبل موقعة داكار كانت هناك شكوك كبيرة حول من سيحرس عرين الخضر في تصفيات كأس العالم 2026 شهر نوفمبر المقبل و كذا كان دوت ديفوار، بل ذهب التفكير لغاية إعادة رايس وهاب مبولحي بعد غياب طويل، ومحاولة إقناع أيضا أوكيدجة بالتراجع عن قرار اعتزاله دوليا، إلا أن ما قدمه أنطوني ماندريا بعث نوعا من الارتياح لدى جمال بلماضي رغم أن ماندريا بحاجة للمزيد من العمل و إثبات النفس.

وسادت مخاوف كبيرة قبل لقاء السنغال بخصوص خط الوسط، بالنظر إلى غياب أسماء وازنة بسبب الإصابة أو نقس المنافسة، ويتقدمهم نجم ميلان إسماعيل بن ناصر الذي يواصل العلاج من إصابة تعرض لها على مستوى الركبة، كما أن عوار حسام نجم روما الايطالي غاب أيضا بسبب الإصابة لكنه استأنف التدريبات مؤخرا، فيما لم يتواجد نبيل بن طالب نظرا لالتحاقه المتأخر بناديه الجديد ليل الفرنسي على خلفية قضيته الصحية التي أسالت الكثير من الحبر.

وظن الكثير من المتتبعين بأن ذلك سيؤثر بشكل كبير على جودة خط الوسط، وهو ما لم يحدث في نهاية المطاف، إذ كان العمل الجماعي لكل من رامز زروقي و فارس شعيبي و سفيان فيغولي مميزا للغاية، وغطوا كل المساحات الممكنة، ليؤكدوا بأنهم بدائل أو خيارات يمكن التعويل عليها، مع بعض التحفظ على الأداء الفردي لزروقي.

وتبقى سلبيات مباراة السنغال قليلة للغاية، وغطت عليها المكاسب التي خرج بها محاربو الصحراء من هذه المباراة الكبيرة و حتى إن كانت ودية، ومن بين الأمور التي لن تسر على ما يرام هو الخط الأمامي فمحرز لم يكن غزير العطاء على مستوى الهجوم رغم أنه كان وراء المخالفة التي نفذها و سجل منها شايبي هدف الانتصار الوحيد، كما أن بغداد بونجاح لم يزهر بالمستوى المطلوب، وهو ما يؤكد بأن قدوم لاعبين جدد على غرار غويري و ريان شرقي بات أكثر من ضروري، إضافة للاستعانة بخبرة إسلام سليماني المنتقل حديثا لصفوف كوريتيبا البرازيلي.

ولا يجب أن يحجب الفوز تلك الأخطاء المرتكبة في الخط الدفاعي خاصة في العمق، والذي كاد أن يكلف شباك الخضر تلقي 3 أهداف محققة لولا تألق الحارس ماندريا، ولهذا فان ورشة العمل يجب أن تفتح على مستوى الدفاع في قادم التربصات على أمل أن تصبح المنظومة الدفاعية أفضل مع حلول العرس الكروي الإفريقي.

عماد.ب