الشان …..أرباحنا أكبر من خسارتنا

كأس أمم إفريقيا للمحليين
90دقيقة

90دقيقة

قاعة التحرير لموقع 90دقيقة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

طويت صفحة النسخة السابعة من كأس أمم إفريقيا للمحليين سهرة السبت بتتويج مستحق لأسود التيرانغا السنغالية على حساب البلد المنظم الجزائر بركلات الترجيح، وعلى الرغم من خيبة أمل الملايين من الجزائريين بسبب تضييع لقب كان يبدو في المتناول.

إلا أن ذلك لا يمكنه أن يحجب على الإطلاق نجاحات أكبر بكثير من الصعود على منصة التتويج، فمكاسب بلادنا في هذه الدورة لا تعد و لا تحصى، وقد بينت أرض الشهداء بأنها عندما تريد فان إرادتها تبلغ عنان السماء، وما التنظيم الباهر و المميز للشان الذي كان على وشك الموت إكلينيكيا قبل أن تنتشله الجزائر من براثين الضياع و الاندثار لخير دليل على ذلك.

فقبل هذه النسخة كان يدور حديث عن وضع حد لمسابقة صممت للاعبين المحليين داخل القارة السمراء، لكن في نهاية المطاف و عند منحنا شرف هذا التنظيم فان ذلك كان بمثابة قبلة الحياة، وبعثت الروح من جديد في شان متهالك و عاجز حتى عن تسويق مبارياته.

الجزائر رفعت السقف عاليا، وتعاملت مع كأس أمم إفريقيا للمحليين باهتمام و احترام كبير، حيث هيأت لها ظروف النجاح، بشهادة كل الذين وطأت أقدامهم هذه الأرض الطاهرة، فانبهروا مما شاهدوه، وأخذوا صورة مغايرة تماما لما توقعوه، فالبنية التحتية الموجودة لدينا حاليا تصنف من بين الأفضل على مستوى إفريقيا، ولا تمتلكها سوى 4 أو 5 دول على الأكثر.

وارتفع مستوى التنظيم لدرجة غير مسبوقة على الإطلاق لم نعشها حتى عندما يتعلق الأمر بالكان، وهو ما أكده رئيس الكاف باتريس موتسيبي أينما حل و ارتحل عبر المدن الأربعة التي احتضنت الحدث، مشيرا في سياق حدثه بأن النسخة السابعة من الشان هي الأفضل على الإطلاق.

4 ملاعب من الطراز الرفيع

وهيأت الجزائر لهذا الشان المبهر بكل المقاييس 4 ملاعب من الطراز الرفيع، الأول هو الجوهرة نيلسون مانديلا بالعاصمة المصنف من بين الأجمل إن لم يكن أجملهم في إفريقيا، والثاني بوهران و هو ملعب ميلود هدفي التحفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى و الذي يعتبر حاليا أجمل ملعب أولمبي في القارة السمراء من حيث الحداثة و طريقة تشييده.

وخضع ملعب 19 ماي بعنابة لعملية ترميم واسعة أعادت الروح لهذا الملعب التاريخي بمبلغ يقدر بـ800 مليار سنتيم و بأياد و كفاءات جزائرية، ونفس الشيء لملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة الذي تم تجديده بالكامل و صار في أبهى حلة.

مطارات دولية في كل المدن

ووفرت الدولة الجزائرية إمكانيات لوجيستية كبيرة و وسائل نقل تليق بمقام أكبر بلد في إفريقيا مساحة، فكل المدن التي احتضنت الشان بها مطارات دولية، منها مطارين جديدين بالكامل و هما مطار هواري بومدين بالعاصمة و مطار أحمد بن بلة بوهران بمحطته الجوية الجديدة، مع إعادة الاعتبار لمطاري قسنطينة و عنابة، فكان أمام كل البعثات المشاركة السفر مباشرة إلى المدينة التي ستلعب فيها لقاءاتها خلال الدور الأول تحديدا، دون تكبد عناء التوقف و تغيير الرحلات.

طائرة خاصة لموتسيبي و مساعديه

وفي سابقة لم نشاهدها سوى في مونديال قطر، فان السلطات الجزائرية وضعت تحت تصرف رئيس الكاف و مساعديه و أعضاء المكتب التنفيذي طائرة رئاسية خاصة سمحت له بمتابعة لقاءين في يوم واحد في بلد يوصف بأنه قارة نظرا لشساعته، فخلال الأدوار الاقصائية كان موتسيبي يشاهد على سبيل المثال لقاء بملعب مانديلا بالعاصمة على الساعة الخامسة، ثم يتنقل لمتابعة مواجهة أخرى على الساعة الثامنة بملعب ميلود هدفي بوهران أو ملعب 19 ماي بعنابة، وهذا ما استحسنه كثيرا الجنوب إفريقي.

وسائل نقل حديثة أبرزها الترامواي و الميترو

تفاجأ الكثير من زوار الجزائر عندما شاهدوا بأم أعينهم احتواء كل المدن المحتضنة للشان على وسيلة التنقل داخل المدينة “الترامواي”، إذ بالنسبة إليهم فان معظم الدول التي زاروها لا تملك هذا الكم من القطارات الكهربائية، والذي يصل إلى 7 في كل المدن.

مع مواصلة إنشاء أخرى في مدن شرق و وسط و غرب البلاد حتى جنوبها، وأشار الكثيرون ممن التقينا بهم في هذه الدورة بأن وسيلة الترامواي تقتصر عادة على عاصمة البلد و أحد مدنه الكبرى كأقصى تقدير، كما أشادوا بجودة ميترو الأنفاق في الجزائر العاصمة، وهو الوحيد على مستوى شمال إفريقيا.

حضور جماهيري غير مسبوق

ومن بين أكبر عوامل نجاح شان الجزائر هو الحضور الجماهيري الكبير في كل المباريات، وهو أمر غير مسبوق في منافسة لا تحظى باهتمام إعلامي و لا تسويقي معتبر، فحتى المواجهات التي لم يكن المنتخب الوطني طرفا فيها فان الأنصار تابعوها باهتمام، وفي ملاعب مثل عنابة و قسنطينة مثلا جرت مباريات لمنتخبات أخرى وسط أعداد غفيرة تجاوزت 40 ألف متفرج.

وهذا ما لم يحدث حتى في كأس أمم إفريقيا للأمم و التي تعتبر المنافسة الأضخم في القارة، وأثارت الجماهير الجزائرية إعجاب رئيس الكاف و أعضاء المكتب التنفيذي و جميع العاملين في الاتحاد الإفريقي للعبة، واكتشفوا مدى شغفهم بكرة القدم.

فنادق 5 نجوم لكل المنتخبات

ووفرت السلطات الجزائرية في كل مدينة ما لا يقل عن 5 فنادق من فئة 5 نجوم للمنتخبات و لجان الكاف المختلفة الساهرة على عملية التنظيم، فالكثير من لاعبي الفرق المشاركة أكدوا بأنهم لم يسبق لهم و أن أقاموا في فنادق بهذه الفخامة، ولم يشاهدوا خدمات بهذه الجودة، مشيدين كثيرا بحرص الجزائريين على وضعهم في أحسن الظروف، ومجمعين بأن هذا البلد قادر على احتضان حتى منافسات عالمية.

الإرادة السياسية صنعت الفارق

ومما لا شك فيه، فان توفر الإرادة السياسية، وحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على إنجاح الشان كان هو السبب الرئيسي للوصول إلى هذه الدرجة العالية من حسن التنظيم، وإبراز القدرات الكبيرة للجزائر في كل المجالات، إذ لم يتوان لا الرئيس و لا رئيس الحكومة، وحتى الوزراء كل في قطاعه عن تقديم كل ما لديه بهدف إعطاء صورة مشرفة عن قوة إقليمية تشق طريقها بثبات نحو المزيد من الانجازات و النجاحات.

الولاة كانوا أيضا في المستوى

وحتى يأخذ كل ذي حق حقه، فإن ولاة المدن الأربعة التي احتضنت الشان كانوا في المستوى المطلوب و ربما أكثر، حيث وفروا كل شيء من أجل نجاح النسخة السابعة، وبذلوا جهدا لا يمكن إنكاره، والدليل هو قيام رئيس الكاف في ختام المنافسة بتكريمهم شخصيا، موجها شكره الجزيل لهم تحديدا على ما بذلوه في سبيل إعطاء هذه الدورة بعدا آخر، فاستق الولاة بالفعل هذا الاعتراف و الشكر و التكريم.

عماد.ب

المفردات الأساسية: