الخضر أبدعوا في وهران ويغازلون لقب الشان

المنتخب الوطني للمحليين
90دقيقة

90دقيقة

قاعة التحرير لموقع 90دقيقة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

نزع المنتخب الوطني للمحليين ثوب الفريق الذي لا يفوز إلا بهدف واحد في كل مباراة، وهذا بعد أن صنع مهرجانا من الأهداف في المباراة نصف النهائية لشان 2022 و التي جرت وقائعها بملعب ميلود هدفي بوهران عشية أمس أمام النيجر، حيث أكرم أشبال المدرب مجيد بوقرة وفادة “مينا” بخماسية نظيفة مع الرأفة، وعبروا للمباراة النهائية المنتظرة بملعب نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة بداية من الساعة الثامنة و النصف ليلا.

وبهذا الانجاز يكون رفقاء بلخيثر قد وصلوا إلى هدفهم المسطر منذ بداية الدورة و هو التواجد في النهائي، لكن الحلم الأكبر بات الآن التتويج بلقب الشان لأول مرة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، ولم يعد يفضل الخضر عن معانقة الكأس سوى خطوة واحدة ستسعد الملايين من الجزائريين الواقفين وراء كتيبة المحاربين، وزاد حماسهم مع التقدم نحو المشهد الختامي الذي لا يجب إلا أن يكون جزائريا بامتياز.

أشبال الماجيك قدم أفضل مباراة لهم في هذا الشان، بل الكثير من المتتبعين أكدوا بأنها إحدى أفضل المواجهات التي خاضها المحليون منذ تسلم مجيد بوقرة زمام العارضة الفنية للمنتخب، ولا يعود ذلك فقط إلى الأهداف الخمسة التي سجلت في شباك منتخب النيجر الذي استعصى مرماه على فرق قوية على غرار الكاميرون و غانا.

وإنما الشيء الأجمل هو الأداء المميز للخضر خاصة في الشوط الأول، إذ صالوا و جالوا و انهوا الأمور مبكرا برباعية كاملة خلال 45 دقيقة فقط، وسيروا بقية أطوار اللقاء بذكاء و دون مجهود بدني احتفاظا بالمخزون اللياقة للمواجهة النهائية، وظهر الخصم عاجزا عن مجاراة وتيرة اللقاء، واكتفى بالدفاع و ارتكاب الأخطاء ليعاقب بطريقة قاسية بأرجل عبد اللاوي، أيمن محيوص في مناسبتين، بلعيد و كذا البديل بايزيد.

وهران فأل خير على كتيبة المحاربين

وانتهى العجز و الفقر الهجومي لأشبال بوقرة عند أبواب الباهية وهران التي كانت بمثابة فأل خير على المحاربين، إذ لم يخف هؤلاء راحتهم الكبيرة التي وجدوها بالملعب التحفة ميلود هدفي، ما ساعدهم على تفجير كل إمكانياتهم، خاصة مع الدعم الجماهيري الكبير في المدرجات التي أصابتها التخمة بفعل امتلائها بما يقارب 40 ألف متفرج صدحت حناجرهم لمدة 90 دقيقة بمختلف التشجيعات و الأغاني التي أعطت دفعا معنويا قوية للأفناك.

وهو ما أكده بوقرة في الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة، وتوجه بالشكر الجزيل للجماهير الوهرانية التي كانت في المستوى و ردت على كل المنتقدين بسبب قلة الحضور في لقاءات الدور الأول و ربع النهائي.

هدف عبد اللاوي فتح الشهية مبكرا

وبالعودة إلى مجريات اللعب، فان الهدف المبكر الذي سجله قائد الخضر عبد اللاوي قد فتح شهية بقية زملائه، وساهم في تفكك صلابة دفاع النيجر، وأجبرهم على الوقوع في الأخطاء، كما كان أيمن محيوص في الموعد، وأكد بأنه هداف المنتخب الوطني للمحليين دون منازع.

حين وقع على هدفين آخرين وقعا شهادة وفاة أشبال هارونا دولا، فكان تسجيل كل من بلعيد و بايزيد تحصيل حاصل لا غير، وزيادة في متعة و سعادة الجماهير فقط، لأن الأمور حسمت، وباقي أطوار اللقاء لم تحمل معها أي جديد، حين ظهر رفقاء سومايلا مستسلمين للأمر الواقع.

الجانب البدني أحدث الفارق

ومما لا شك فيه، فان أحد الأسباب التي تسبب في الخسارة الثقيلة لمنتخب النيجر هي الجانب البدني، فالخضر كانوا الأفضل بشكل واضح من منافسهم، وذلك يعود لسببين الأول هو أن النيجر قدمت كل ما لديها من مخزون أمام الكاميرون و غانا.

ووصل أشبال دولا مرهقين تماما للمربع الذهبي، ثم أن استفادة منتخبنا الوطني من يوم إضافي للراحة صنع الفارق، وأتعب كثيرا اللاعبين النيجريين، دون أن ننسى عدم تمكنهم من طي صفحة التأهل لأول مرة في تاريخهم لهذا الدور المتقدم، فبقي اللاعبون في فرحة ربع النهائي، وفقدوا كل تركيزهم و حماسهم.

محيوص يتجه لأن يكون هداف الدورة

بات مهاجم الخضر أيمن محيوص قريبا من الفوز بلقب هداف شان 2022، وهذا بعد أن سجل لحد الآن 5 أهداف في 5 مباريات منها ثنائية في شباك النيجر، وبخروج منافسه الأول من منتخب مدغشقر فان محيوص في طريق مفتوح لحصد هذا اللقب الفردي الذي يستحقه عن جدارة، وغلته مرشحة للارتفاع في حال تمكن من الوصول إلى مرمى المنتخب السنغالي في المباراة النهائية هذا السبت.

الخضر كأفضل دفاع و أحسن هجوم

صنعت مباراة النيجر بوهران الفارق بالنسبة للخضر في هذه الدورة، فبعد خماسيتهم في شباك مينا باتوا حاليا أفضل هجوم بـ9 أهداف كاملة، وحافظوا على تصنيفهم كأحسن دفاع أيضا لغاية المباراة النهائية، ويبقى الهدف الآن هو زيادة الحصيلة التهديفية في لقاء أسود التيرانغا السنغالية مع المحافظة على عذرية الشباك لغابة التتويج بلقب هذه النسخة، وتجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق لأي منتخب في الشان و أن وصل للنهائي دون أن تهتز شباكه و لو لمرة واحدة، لكن الاستثناء صنعه أشبال بوقرة.

سبقاق و سعيود تابعا اللقاء مع الجماهير

صنع وزير الشبيبة و الرياضة عبد الرزاق سبقاق و والي وهران سعيد سعيود الحدث بملعب ميلود هدفي الذي احتضن مواجهة نصف النهائي في شان 2022 بين الجزائر و النيجر، إذ فضلا متابعة اللقاء في المدرجات بجانب الأنصار دون أي برتوكولات، وتفاعلا مع الأهداف الخمسة التي سجلها أشبال مجيد بوقرة و حملتهم إلى النهائي عن جدارة و استحقاق، وعلى الرغم من تخصيص مكان لهما على مستوى مقصورة الشخصيات الهامة مثلما تجري العادة مع كل المسؤولين، إلا أنهما فضلا الشعور بحماس الجماهير الغفيرة التي عجت بها المدرجات، وعيش الأجواء الحقيقية لكرة القدم بعيدا عن أي بروتوكولات، وهو ما استحسنه الأنصار المتواجدون بالقرب منهما، ولم يتوقفوا عن التقاط الصور معهما.

الطاهر و بلخيثر احتفل بالتأهل مع عائلتيهما

عاش ملعب ميلود هدفي بوهران  مشاهد جميلة تتمثل  في حضور أمهات و عائلات بعض لاعبي المنتخب الوطني المحلي لمشاهدة أبنائهم بكل فخر و هم يصلون لنهائي الشان، وكم كانت فرحتهم كبيرة بعد الوصول إلى الهدف المنشود، إذ كانت الفرحة بادية على وجه والدة اللاعب الطاهر فتح الله البديل في الشوط الثاني،  والتي عانقت ابنها و قبلته.

وتمنت له أن يرفع الكأس مع المحليين يوم السبت المقبل، ونفس المشهد تكرر مع اللاعب بلخيثر الذي شارك سعادته بالتأهل مع أسرته التي نزلت إليه بعد نهاية لقاء النيجر و هنأته على الانجاز، وكذا تألقه الكبير في هذه الدورة، وأعطى ذلك رونقا و بعدا آخر للشان.

بما أننا لن نتعود على تواجد أمهات اللاعبين في الملاعب لتشجيع أبنائهم، علما و أن هذا الأمر حدث أيضا بملعب نيسلون مانديلا بالعاصمة بحضور والدة اللاعب لعوافي، وكذا والدة الناخب الوطني مجيد بوقرة.

39 ألف مناصر في مدرجات ميلود هدفي

كشفت اللجنة المحلية لتنظيم الشان بأن عدد الأنصار الذين تواجدوا في مدرجات ملعب ميلود هدفي بوهران لمتابعة لقاء الخضر أمام النيجر في نصف النهائي قد بلغ 39 ألف مشجع، أي أن الملعب كان قريبا جدا من سعته الإجمالية المقدرة بـ40 ألف متفرج، ويعتبر هذا الرقم الأكبر في ملعب وهران منذ بداية كأس أمم إفريقيا للمحليين، حيث كان عدد الأنصار في المباريات السابقة محتشما للعديد من المعطيات و الظروف، لكن عندما تعلق الأمر بمباراة مصيرية و حاسمة للمنتخب الوطني، فان الجمهور الوهراني لبى النداء، وجاء بقوة للدفع بأشبال مجيد بوقرة نحو بلوغ النهائي الحلم.

عماد.ب

المفردات الأساسية: