حجج واهية لأسوأ مشاركة أولمبية – الجزء الأول-

Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

اختتمت الألعاب الأولمبية التي جرت وقائعها بمدينة طوكيو اليابانية مؤخرا و عادت البعثة الجزائرية المشاركة فيها خالية  الوفاض بعدما فشل سفراء الجزائر  في تشريف الراية الوطنية سواء باعتلاء  البوديوم  أو على الأقل التأهل إلى أدوار متقدمة في مختلف الاختصاصات باستثناء الرياضي ياسر  تريكي الذي حل خامسا في مسابقة القفز الثلاثي ، بينما كانت الأمال معلقة على آخر عنصر جزائري شارك في هذه الدورة و يتعلق الأمر بالمصارعة لامية معطوب في رياضة الكاراتي دو إلا أن صاحبة برونزية بطولة العالم سنة 2019 سارت بنفس خطى سابقيها بإقصائها مبكرا.

ليتحول اولمبياد طوكيو 2021 إلى كابوس بالنسبة للمشرفين على مختلف  الرياضات الجزائرية التي يمكن وصف مشاركتها بالأسوأ على مر  التاريخ ، علما ان الجزائر احتلت المركز الأخير خلف بلدان مغمورة ليس لها أي باع تاريخي و لا تقاليد  في الأولمبياد إلا أنها تجاوزتنا في الترتيب العام على غرار سوريا و مولدافيا بعد أن نجحت في الظفر بميدالية برونزية ،للتذكير  تنقل الوفد الجزائري ب 44 رياضيا و رياضية مثلوا 14 تخصص.

أسوء مشاركة للجزائر خلال السنوات الأخيرة

تعد المشاركة الوطنية  في الألعاب الأولمبية المنقضية حديثا الأسوأ في تاريخ الرياضة الجزائرية  و ذلك  حسب لغة الأرقام مقارنة بالدورات السابقة فناهيك عن فشل رياضيي النخبة في تشريف الراية الوطنية و الصعود على البوديوم لم يتمكنوا حتى من تجاوز الأدوار الأولى  في مختلف المنافسات ، أي صحيح أنه سبق للجزائر الخروج بدون ميداليات مثلما حدث في  أولمبباد أثينا سنة 2004  إلا أن سفراءها وقتها تمكنوا على الأقل  من حجز مقاعد في الأدوار النهائية إضافة إلى  تحطيم و تحسين  أرقامهم الشخصية و الوطنية و هو ما لم يحدث خلال اولمبياد 2021 بطوكيو  أين كان الفشل ذريعا.

الفن النبيل خيب متابعيه مجددا

كعادتها  تنقلت البعثة  الممثلة للفن النبيل الجزائري  بثوب المرشح لنيل  على الأقل ميدالية واحدة و إنقاذ المشاركة الجزائرية إلا أنهم فشلوا في ذلك  مخيبين  ظن الجمهور الجزائري ، الذي كان  يسلط آماله على محمد  فليسي في وزن  52 كلغ إلا أن هذا الأخير  أقصي بنتيجة ساحقة على يد الفليبيني شأنه شأن  بن شبلة الذي لم تشفع له خبرته  بالمشاركة في 4 اولمبياد في الظفر بميدالية ليستمر حرمان  الملاكمة الجزائرية من تحقيق  ميدالية أولمبية منذ دورة سيدني 2000 بقيادة محمد علالو المتحصل على برونزية وقتها ، للتذكير فلقد ضم الوفد  الجزائري في قائمته 8 ملاكمين من بينهم 3 رياضيات مثلن العنصر النسوي.

مخلوفي يغيب….أم الرياضات تغيب عن منصات التتويج

الكل أجزم  أن الضربة الموجعة  التي قسمت ظهر المشاركة الجزائرية في أولمبياد طوكيو 2021  هي  غياب العداء مخلوفي في آخر لحظة بسبب الإصابة و نقص الجاهزية  حيث طالما ما  عودتنا  الجزائر على التألق في ألعاب القوى  بحصد الميداليات مثلما حدث في النسختين الماضيتين  إلا أن هذه المرة لم ينجح رياضيو النخبة  في تحقيق أي شيء يذكر و جعلها تغادر مبكرا وسط  حسرة و تأسف الجمهور الجزائري حول ما وصلت إليه ام الألعاب الجزائرية  التي  دوما ما كانت الشجرة التي تغطي الغابة في الدورات السابقة.

ياسر تريكي مشروع بطل أولمبي قادم

يبقى ياسر تريكي  الوحيد الذي نال الثناء من قبل المتابعين و ذلك ببلوغه الدور النهائي ضمن منافسة القفز الثلاثي و احتلاله المرتبة الخامسة ،  حيث ضيع ابن قسنطينة البرونزية بقليل و التي أبعدته عنها سوى 4 سنتيمترات  فقط ، علما أن تريكي حقق قفزة قدرت ب 17 متر و 43 سنتيم محطما رقمه القياسي الوطني بفارق 10 سنتيمترات مؤشرات إيجابية و إمكانيات كبيرة أبان عنها البالغ من العمر 24 سنة  وجب  على المسؤولين الوقوف عليها و دعمها لعلها تكون رب ضارة نافعة في دورة باريس 2024 و قد تثمر بإحدى الميداليات.

نورين يحظى بإحترام الشعبين الجزائري و الفلسطيني

بعيدا عن الإخفاقات و المنافسة فوق البساط شهدت  المشاركة الجزائرية خلال ألعاب طوكيو حادثة أثارت  ضجة إعلامية واسعة و هي انسحاب المصارع الجزائري في رياضة الجيدو لوزن 73 كلغ فتحي نورين رافضا مواجهة الإسرائيلي توهار بوتبول  معلنا موقفه من القضية الفلسطينية التي وصفها بالمقدسة و أن صراعه يعتبر تطبيعا مباشرا و الكيان الصهيوني  ضاربا عرض الحائط عقوبات اللجان الدولية  مما جعله يحظى بتعاطف و تشجيع كبيرين من طرف الشعب الجزائري و الفلسطيني معا أين تم تكريمه من طرف رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب بالقرية الأولمبية بطوكيو الذي ثمن و أشاد  بموقف ابن الباهية وهران.

المهم المشاركة بالنسبة لبعض الإختصاصات

يرى بعض المتابعين لمختلف الرياضات أنه لا يجب القاء سهام اللوم على جميع  رياضيي النخبة خاصة اولئك الشباب  ممن شاركوا لأول مرة في الأولمبياد و مثلو اختصاصات جديدة بالنسبة للمشاركة الجزائرية معتبرين تأهلهم للأولمبياد  إنجازا بحد ذاته كالرماية التي بصمت على تواجدها  لأول مرة في تاريخها و المبارزة لما حضرت بعناصر جد  شابة كما يجب أن لا ننسى  بان الجزائر  حققت عبر تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد  17 ميدالية بمختلف الالوان في ثلاثة اختصاصات فقط و يتعلق الأمر بالعاب القوى ، الملاكمة و الجيدو حيث لم تنجح أي رياضة أخرى  في اعتلاء البوديوم.

تبرير الإخفاق بوباء ” كورونا ” حجة باطلة

يبدو أن أغلب العائدين من مدينة طوكيو اليابانية لاسيما المسؤولين من رؤساء اتحاديات و ما شابه بررو فشل الجزائر في اعتلاء البوديوم بسبب جائحة ” كورونا ” التي حرمت رياضيي  النخبة من التحضير الجيد لهذه الألعاب نتيجة غلق و تجميد الأنشطة الرياضية لفترة معتبرة داخل الوطن  و هو ما وصفه  الجمهور الجزائري بالحجة الباطلة الغير مقنعة باعتبار أن “الفيروس” الفتاك ضرب العالم بأسره و افضل مثال  هي الصين التي كانت بؤرة للوباء إلا أنها تمكنت من تصدر الترتيب العام بحصدها لأكبر عدد من الميداليات بمختلف الألوان .

الأسباب متعددة و الأهم إعادة الإعتبار مستقبلا

عقب اختتام الألعاب الأولمبية التي جرت  وقائعها بطوكيو اليابانية الجميع وصف المشاركة الجزائرية بالكارثية و ذلك بعد الفشل في تشريف الراية الوطنية سواء باعتلاء منصات التتويج أو  دخول التصنيف النهائي ، مما جعل الأسباب تتعدد أبرزها نقص التحضير بسبب تأثيرات كورونا بينما رأى  البعض الآخر أن الإخفاق كان متوقعا نظرا  لحالة اللااستقرار التي عاشتها مختلف الإتحاديات نتيجة صراعات داخلية  ظاهرة و أخرى خفية أحيانا وصلت إلى قبضة حديدية بينها و بين الوصاية دامت  لحوالي عقدين من الزمن ، ليبقى الأهم و المهم هو كيفية النهوض من الخيبة و  إعادة الاعتبار للرياضة الجزائرية مستقبلا  بعد تلقيها صفعة موجعة في اولمبياد طوكيو.

الآمال معلقة على ذوي الهمم

يبقى الأمل الوحيد لحفظ ماء وجه الرياضة الجزائرية في 60 رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصه الذين سيشاركون  في خمس رياضات مختلفة و هي كرة الجرس كرة السلة على الكراسي ،ألعاب القوى الجيدو و رفع الأثقال  في المدة المحددة بين 24 أوت و 5 سبتمبر الداخل  حيث تملك الجزائر حظوظ وفيرة لتحقيق ميداليات  على الرغم من الظروف الصعبة التي عاشها رياضيو ذوي الهمم خلال تحضيراتهم لهذا الموعد الأولمبي.

مما دفع  البعض منهم الى حد إعلان مقاطعتهم  العاب طوكيو في صورة برحال محمد و نويوة سمير قبل التراجع عن ذلك نتيجة غياب الدعم  ، هذا و سبق للجزائر ان سجلت أرقام جيدة خلال الدورات السابقة أين تمكنت من التتويج في المجمل ب 73 ميدالية برصيد 23 ذهبية ، 32 قضية و 18 برونزية مما يضع الوفد الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة في خانة المرشحين بقوة في قادم الأيام .