داود سفيان “بلماضي يقوم بعمل جبار و الكرة الجزائرية بحاجة إلى أشخاص مثله” .

126863454_821169355282481_598541391192206700_n
90دقيقة

90دقيقة

قاعة التحرير لموقع 90دقيقة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

. عندما تشاهد محرز يلعب تشعر و كأنك لم تمارس أبدا كرة القدم ”

.  المولودية ضحية تسيير و لا أحد من الرؤساء المتعاقبين عليها أتى بمشروع رياضي ”

.  وهران والجهة الغربية ولادة للمواهب و هذا بإعتراف الجميع ”

في لقاء شيق جمعنا باللاعب الدولي السابق داود سفيان المعروف بطيبته و أخلاقه العالية حيث فتح لنا ابن حي” مرافال ” مقر عمله و قلبه معا متحدثا عن أبرز محطاته الكروية ، مبديا رأيه حول نادي القلب مولودية وهران و أسباب غيابه عن الألقاب ، مشيدا بعمل جمال بلماضي منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الوطني ، إضافة إلى  تقييمه للثلاثي الوهراني المستدعى إلى معسكر الخضر مؤخرا  دون نسيان يوسف بلايلي واصفا إياه بالجوهرة التي يجب الحفاظ عليها ، و أشياء أخرى ستكتشفونها عبر هذا الحوار المطول .

كيف كانت بدايات داود سفيان مع كرة القدم  ؟

بداياتي كانت مع نادي “الأرسيجيو” الذي ترعرعت فيه بالمرور  على يد العديد من المربيين أبرزهم فؤاد مورو ، هواري نيقري ، بريدجي و نور الدين “طامانقو” إلى غاية صنف الأكابر أين لعبت سنتين قبل التنقل إلى ميثالية تيغنيف ، سريع المحمدية ، وداد تلمسان ، مولودية وهران التي كانت أبرز محطة في مسيرتي ، تجربة قصيرة في الخليج و إتحاد عنابة .

نجمك بدأ يسطع رفقة سريع المحمدية من كان وراء انتدابك إلى هذا الفريق ؟

بعد سنة جيدة في تيغنيف نجونا فيها من السقوط  اتصل بي المدرب القدير عبد الله مشري الذي عاد إلى الوطن بعد تجربة في الخليج طالبا مني عدم التوقيع  لأي ناد كونه يريدني في تشكيلته فبعد فشل مفاوضاته مع جمعية وهران  قرر الإشراف على الصام لالتحق به مباشرة نجحنا  في تحقيق  الصعود نحو القسم الأول رفقة مجموعة رائعة من اللاعبين أمثال الطيب فوسي ، العربي العربي شفاه الله،  بدري عبابسة ، فسريع المحمدية كان أول فريق يمنحني الفرصة لاكتشاف المستوى الأول و أعتبرها محطة مهمة في مسيرتي .

تعليقك على السنوات التي قضيتها في وداد تلمسان  ؟

تلمسان بذاتها مدينة مضيافة قضيت فيها ثلاثة سنوات رائعة لقيت فيها كل الترحيب من طرف أبناء الفريق كخربوش و هبري اللذان كانا وراء انتقالي إلى هناك كما أن أسماء أخرى  مثل خريس ، يادل ، دحلب التي كانت أقدم العناصر في التشكيلة وقتها ساعدوني على التأقلم خسرت نهائي الكأس ضد بني ثور و أدينا مشوارا طيبا في البطولة .

مولودية وهران لم تفز بلقب منذ زمن بعيد ما هو السبب الرئيسي في ذلك ؟

أظن أن الجميع في وهران يعلم أن المولودية راحت ضحية  تسيير حيث أن كل الظروف مهيئة في هذه المدينة و في هذا النادي ليكون الأبرز إفريقيا إلا أنه للأسف المولودية لم تجد الرجل المناسب الذي يعيد لها بسمتها الغائبة عنها منذ سنوات حيث أن الكفاءة و الصدق و الإخلاص في العمل له دور مهم في نجاح أي مشروع كان و سأعطيك مثالا واحدا يلخص ما أقول

تفضل … ؟

هل لاحظتم يوما ما رئيسا مر على رأس فريق مولودية وهران و تكلم عن مشروع رياضي كبناء مركز تكوين أو تدريب للنادي فهمهم الوحيد استقدام اللاعبين و إقلاع الفريق في البطولة دون أهداف مسطرة  ما يعرف  بسياسة البريكولاج التي لن تجدي نفعا ، فلننظر ما يجنيه فريق بارادو جراء تحويل لاعبيه إلى أندية أخرى حيث حقق الاكتفاء و أصبح لا يشكو من الأزمة المالية و صار نموذجا مثاليا في التسيير .

بحديثك عن الرؤساء من هو المسؤول الذي تعاملت معه و رأيته الأفضل من حيث الكفاءة و التسيير ؟

للأسف لا يوجد رئيس ممن تعاملت معه و أقنعني بطريقة تسييره فأغلب الرؤساء يمشون على سيرة واحدة إلا أنني كنت أرى في مراد مزيان الرجل المناسب لولا نقص التجربة و غياب الأموال إضافة إلى مشاكل أخرى عكرت له الجو  أما من حيث الشخصية ، المبادئ و الدفاع على حقوق النادي فكان جد متميز .

لكنك لم تواصل مع مراد مزيان و غادرت الفريق نحو الخليج ؟

مغادرتي للخليج جاءت عبر الصدفة أين اتصل بي أحد الأصدقاء من مدينة عين تيموشنت كان وسيطا  بيني و بين مسيري نادي دبي حيث بعد سنوات عشت فيها ضغطا رهيبا مع مولودية وهران باللعب على تفادي السقوط إضافة إلى كثرة الإتصالات من طرف رؤساء الأندية على غرار  المرحوم حناشي و زحاف رئيس البليدة أين أصبح الهاتف لا يتوقف عن الرنين  و مع العرض الكبير المقدم لي أردت الابتعاد قليلا عن الأضواء و تأمين مستقبلي فوقعت مع نادي دبي الإماراتي.

بعد توقيعك رجعت إلى وهران و حضرت إحدى حصص المولودية  فهل يمكن القول أن ذلك كان لامتصاص غضب الحمراوة ؟

أتذكر  ذلك اليوم جيدا  حيث لما عدت إلى وهران اتصل بي ارزقي لباح و طلب مني الحضور إلى تدريبات الفريق  كنت صريحا معه و قلت له أنه لا جدوى من حضوري لقد وقعت في الإمارات لكنه ألح علي و أصر إصرارا إلى درجة انه أخجلني فذهبت إلى مركب كاسطور لكنني لم أتدرب و حضرت بالزي المدني لدقائق معدودة ثم غادرت ، لا اعرف سبب إلحاحه فربما كان يريد تهدئة الشارع أو ما شابه ذلك .

البعض يعيب عنك أنك لم تساعد المولودية موسم السقوط بتوقفك عن اللعب منتصف الموسم ؟

ليس هكذا و إنما لم أرد غش الفريق الذي منحني الشهرة مبادئي و أخلاقي لن تسمح لي اللعب بنصف إمكانياتي فبعد رجوعي من الخليج أين تلقيت إصابة خطيرة هناك على مستوى الكاحل صرت عاجزا على تقديم  مستوياتي المعهودة و مع تفاقم الضرر قررت التوقف ، كما أنني لم أكن جاهزا لمجاراة ضغط اللعب على  السقوط لأنني عشت التجربة مسبقا و حتى المناخ لم يكن مناسبا للمواصلة فقررت الإنسحاب في صمت و هدوء لأنني حتى لو بقيت لم يكن بإمكاني تقديم أي شيء .

تعد آخر لاعب محلي سجل ضد منافس الخضر مؤخرا منتخب زيمبابوي هل تتذكر ذلك الهدف ؟

كيف لا أتذكره وهو من بين أهدافي القليلة مع المنتخب الوطني حيث استلمت الكرة و بمجرد رؤيتي لزاوية مفتوحة قررت التسديد دون التفكير  لأرى الكرة تدخل الشباك و هذا من فضل الله و عمل سنين طويلة كما أنه شرف كبير أن تحمل قميص المنتخب و لو لمرة واحدة .

تقييمك للخضر و لجمال بلماضي ؟

الخضر مع جمال بلماضي صار فريقا متكاملا حيث أن جمال لم يترك أي نقطة محل شك ، يقوم بعمل جبار و ضخم على طريقة المدربين الكبار فلم يغفل على  أي جزئية كما أنه خلق جوا مريحا للاعبين حتى يقدموا أفضل ما لديهم ، قضى على عدة مشاكل كنا نسمع بها سابقا ، صارت المكانة للأحسن و صاحب الكفاءة فالكرة الجزائرية بحاجة ماسة إلى أشخاص مثل بلماضي حتى تصبح في القمة .

لاحظنا في التربص الأخير للمنتخب تواجد ثلاثة لاعبين من مدارس وهران تعليقك على ذلك ؟

الثلاثة يستحقون التواجد في المنتخب نظرا للمستويات التي يقدمونها في نواديهم دون نسيان بلايلي الذي نتمنى رؤيته مجددا مع الخضر و هذا يدل على أن وهران و الجهة الغربية ككل منطقة  ولادة للمواهب فلو يتم اخذ ذلك بعين الاعتبار من طرف المعنيين بالكرة الجزائرية  سنرى بلومي ، مصابيح و تاسفاوت آخرين .

بذكرك اسم بلايلي ألا ترى بأنه اخطأ في قراره الأخير ؟

شخصيا كنت أتمنى رؤيته في نادي أوروبي مباشرة بعد “كان” القاهرة لأنه سيكون أمام تحدي آخر و هو التحضير للمونديال الذي يتوجب العمل أضعاف المضاعفة نظرا للمستوى العالي الذي تتميز به هذه الدورة  وهذا لن يكون سوى في النوادي الأوربية إلا أنه فضل الخليج و هو حر في خياره لكن ابتعاده عن الميادين في الفترة الأخيرة كان يجب تفاديه و لعل و عسى أن يستفيد المنتخب من تجربته في قطر طالما أن كأس العالم المقبلة ستقام في هذا البلد .

تعليقك لهدف محرز ضد زيمبابوي  ؟

يضحك لما تشاهد محرز يلعب تشعر و كأنك لم تمارس كرة القدم أبدا فالهدف الأخير له و كيفية ترويضه للكرة مع وضعها  نحو الأمام طريقة لا يتقنها سوى  اللاعبون الكبار فرياض مفخرة الجزائر و أظن أنه بات باستطاعته  اللعب في أي ناد كبير أوروبي كبايرن ميونيخ ، ريال مدريد أو جوفنتوس كون أن  مستواه صار من مستوى هاته الأندية.

نشكرك على حسن الضيافة و لنترك لك المجال لختم الحوار  ؟

هذا أقل شيء يمكننا فعله اتجاه الأسرة الإعلامية التي رافقتنا خلال مسارنا الكروي كما استغل الفرصة لتوجيه نداء لذوي القلوب الرحيمة بالوقوف إلى جانب لاعب سريع المحمدية سابقا العربي العربي فهو بحاجة إلى دعم معنوي و بعض الأدوية نتيجة  إجراءه لعملية جراحية متمنيا من الله عز وجل أن يرزقه الشفاء العاجل و يرفع عنا هذا الوباء و تعود الحياة إلى مجراها الطبيعي .

حاوره : سيدي محمد

 

مصدر المقال: سيدي محمد

المفردات الأساسية: ,