ورشة إصلاحات كبيرة تنتظر الخضر قبل الكان

ورشة إصلاحات كبيرة تنتظر الخضر قبل الكان
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

تمكن الخضر من تحقيق الأهم من خلال ضمانهم لتأهل مبكر إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بساحل العاج، وهذا عقب فوزهم للمرة الرابعة في مجموعتهم على حسا النيجر بهدف دون رد بملعب رادس بالعاصمة تونس.

إذ بات محاربو الصحراء ثالث منتخب يبلغ النهائيات بشكل رسمي بعد البلد المنظم و المغرب، وهو ما يؤكد على أن الأمور لم تكن معقدة بالنسبة لكتيبة المدرب جمال بلماضي مع تبقي جولتين في التصفيات أمام كل من أوغندا شهر جوان المقبل و تنزانيا في سبتمبر القادم.

كما حسم المنتخب الوطني صدارة المجموعة بـ12 نقطة، أي بالعلامة الكاملة، وهذا ما يجعل التأهل منطقيا و مستحقا إلى أبعد الحدود، وان كان الجميع يتحدثون على بطاقة العبور و حجز مكان في الكان.

إلا أن هذا الأمر لا يجب أن يحجب وجود الكثير من النقائص و الاختلالات في طريقة لعب محاربي الصحراء و التي يجب على الناخب الوطني إصلاحها و إيجاد حلول لها قبل حلول موعد العرس الإفريقي المبرمج شهر جانفي من السنة المقبلة.

تغييرات بالجملة أحدثها بلماضي

ولم يرق المستوى المقدم من طرف الخضر إلى المتوقع أمام النيجر، ولم يختلف كثيرا عن الوجه الذي ظهر به أشبال بلماضي في موقعة ملعب نيلسون مانديلا الخميس الفارط، فباستثناء هدف بغداد بونجاح فان الشوط الأول كان مملا للغاية و شحيحا من ناحية الفرص السانحة للتهديف.

مع ارتفاع نسبي في النسق خلال المرحلة الثانية لكن دون أن يتمكن رفقاء الحارس زغبة من هز شباك الخصم للمرة الثانية، ويمكن ربط المستوى المتوسط لكتيبة المحاربين بعاملين الأول التغييرات الكثيرة التي أحدثها الناخب الوطني على التشكيلة الأساسية، وكذا خوض المواجهة في توقيت غير مناسب و لا يتلاءم مع شهر رمضان حيث اضطر اللاعبون للإفطار أثناء المواجهة.

3 لاعبين فقط حافظوا على مكانتهم

ومن خلال التشكيلة الأساسية التي دخل بها جمال بلماضي في مباراة رادس أمام النيجر يتبين بأن 3 لاعبين فقط تمكنوا من الحفاظ على مكانتهم و دخلوا منذ البداية مقارنة بالمواجهة الأولى التي لعبت في الجزائر.

ويتعلق الأمر بإسماعيل بن ناصر، أندي ديلور، ورياض محرز، أما البقية فلم يشاركوا كأساسيين منهم لاعبان دشنا أول مباراة دولية لهما بقميص محاربي الصحراء  و هما قيطون خيركوف، وجوان حجام.

فيما تمثلت التغييرات في إقحام 8 لاعبين دفعة واحدة، وهو ما أثر نوعا ما على قضية الانسجام بين اللاعبين، وأحدث إختلالات كانت واضحة للجميع، لينعكس كل ذلك بشكل سلبي على أداء كتيبة الخضر التي فازت بشق الأنفس على أشبال الفرنسي جون ميشال كافالي.

عدة لاعبين كسبوا الرهان

ومما لا شك فيه، فان مباراة النيجر الثانية كانت مهمة للغاية بالنسبة لعدة لاعبين، خاصة الجدد منهم أو الذين لم يشاركوا في المواجهة السابقة، والملاحظ هو أن البعض منهم استغل الفرصة على أكمل وجه ممكن، وظهروا بوجه مقنع للغاية أكسبهم نقاطا إضافية لدى الناخب الوطني الذي سيعتمد عليهم، وسيضعهم لا محالة ضمن حساباته في الاستحقاقات و المباريات المقبلة.

زغبة أكد مكانته

ومن بين المتألقين في المباراة رغم عدم وجود محاولات كثيرة على مرماه هو الحارس مصطفى زغبة، فهذا الأخير قدم ما عليه، وأنقذ المنتخب من فرصتين خطيرتين على الأقل، كما أن معظم تدخلاته كانت موفقة و لم يرتكب أي أخطاء يمكن ذكرها، وبهذا أكد زغبة بأنه يستحق مكانة أساسية مقارنة بماندريا الذي يحتاج المزيد من الوقت و الخبرة و العمل حتى ينافسه على المكانة الأساسية.

قيطون مكسب هام للمنتخب

وكان الوافد الجديد للخضر قيطون خيركوف تحت أنظار الجميع بما أنها مباراته الدولية الأولى بقميص المنتخب الجزائري، وتم توظيفه على الجهة اليمنى، حيث قدم ظهير باستيا الفرنسي وجها طبيا للغاية، على الصعيدين الهجومي و الدفاعي، حتى و إن كان الحكم على مستواه سابقا لأوانه بالنظر إلى الكثير من المعطيات منها تواضع الخصم، إلا أن لمسات اللاعب و تحركاته، ونزعته الهجومية، إضافة لتمريراته و عرضياته الدقيقة كلها مؤشرات توحي بأنه مكسب حقيقي للخضر.

حجام تحسن مع مرور الوقت

أما على الجهة اليسرى فقد اعتمد بلماضي على لاعب نانت الفرنسي جوان حجام، هذا الأخير كان مرتبكا بشكل واضح في الشوط الأول، وخسر بعض الكرات في الالتحامات، بالإضافة لأخطائه في التمرير، وهو أمر منطقي و متوقع للاعب صغير في السن يظهر لأول مرة بقميص الخضر و في مواجهة رسمية حاسمة.

إلا أن حجام كان أفضل بكثير خلال المرحلة الثانية، وأدى ما هو مطلوب منه، وذلك راجع لتخلصه من الضغط، بالإضافة لإيجاد معالم الانسجام مع بقية الزملاء، ويملك الوافد الجديد هامشا كبيرا للتطور و التحسن و هو الذي بلغ ربيعه العشرين منذ أيام قليلة فقط.

شعيبي رجل المباراة

وكان الإجماع في لقاء العودة أمام النيجر على أن اللاعب فارس شعيبي هو رجل المباراة بامتياز، وقدم أداءا محترما للغاية في ثاني ظهور له مع الخضر، وأول مشاركة له كأساسي، فشعيبي كان وراء معظم المحاولات الخطيرة التي شكلها المنتخب الوطني على مرمى منتخب مينا، ولم يكتف بذلك فقط، بل سجل هدفين شرعيين ألغاهما الحكم بداعي التسلل، لتبين الصور و الإعادات بأن مهاجم تولوز كان في وضعية سليمة، والحكم المالي طراوري حرمه من تذوق فرحة التسجيل لأول مرة مع محاربي الصحراء، وبغض النظر عن كل ما حدث فان شعيبي بات ورقة مهمة لدى بلماضي، وسيفرض لا محالة منافسة شرسة على يوسف بلايلي.

بونجاح أعاد الاعتبار لنفسه

وواصل المهاجم بغداد بونجاح طريقه نحو رد الاعتبار لنفسه و هو الذي استبعد من المنتخب لمدة عام كامل بحجم انخفاض مستواه، ولم يتم وضعه في البداية ضمن قائمة الـ25 النهائية لتربص مارس، واستدعي في آخر لحظة لتعويض إسلام سليماني المصاب.

إلا أن ظهور ابن مدينة وهران كان أفضل من المتوقع بكثير، فهو من ساهم في تسجيل هدفا في لقاء الذهاب أمام النيجر، ثم منح النقاط الثلاثة للخضر من أجل التأهل لكان ساحل الحاج بفضل الهدف الذي وقعه في رادس أمام نفس الخصم في الدقيقة السابعة، وبهذا أكد بونجاح بأنه رقم صعب في معادلة هجوم كتيبة المحاربين.

أسماء أخرى تواصل تخييب الظنون

في المقابل لم يستغل لاعبون آخرون الفرصة من أجل تغيير وجهة نظر المتابعين لهم، رغم حصولهم على وقت أكبر للعب مقارنة بالبقية، وواصلوا تقديم عروضهم غير المقنعة، وفي ظل المنافسة الكبيرة الموجودة حاليا على مستوى التعداد بضم 6 لاعبين جدد في انتظار التحاق آخرين مستقبلا، فان البعض منهم قد لا نشاهدهم مجددا بقميص المنتخب، بما أنهم لم يقدموا أي شيء يستحق الإشادة في مباراتي النيجر ذهابا و إيابا.

ديلور و زروقي لم يقدما أي إضافة

ويمكن القول بأن مهاجم نانت الفرنسي أندي ديلور قد أحرق الكثير من أوراقه لدى الناخب الوطني جمال بلماضي، هذا الأخير أقحمه في لقاءي النيجر كأساسي بخطتين مختلفتين، لكنه لم يفلح في أي منهما، وظهر بمستوى هزيل، ولم يشكل أي خطورة على مرمى الخصم عكس بونجاح الذي أقلق كثيرا دفاع النيجر و سجل عليهم هدفا، ويكون ديلور بذلك قد حصل على القدر الكافي من الفرص، لكنه لم يستغلها بشكل جيد، وهو نفس الشيء لرامز زروقي الذي لم يقدم أي إضافة لخط الوسط.

وهو ما دفع ببلماضي إلى استبداله و إعادة بن طالب للتشكيل ثنائية مع رئة المنتخب بن ناصر، فزروقي جيد في الاحتفاظ بالكرة لكنه يخطئ بشكل متكرر في التمرير، كما أنه لا يساهم في بناء الهجمات، وحتى بن ناصر يجد صعوبة معه في تغطية كل المساحات، ولهذا فان زروقي قد يفقد هو الآخر مكانته خلال الاستحقاقات القادمة.

عماد.ب