بعد خمس جولات عجاف، عاد فريق مولودية قسنطينة إلى سكة الانتصارات، بفوز صعب وثمين على نادي التلاغمة بنتيجة (1-0)، في لقاء احتضنه ملعب بن عبد المالك رمضان، وشهد توترًا كبيرًا داخل الميدان وخارجه، بلغ ذروته مع نهاية المباراة حين أقدم اللاعبون على نزع قمصانهم في حركة احتجاجية صريحة على تأخر تسلم مستحقاتهم المالية.
شوط أول متذبذب… وبناي يُشعل المدرجات
دخلت الموك اللقاء تحت ضغط النتائج، وظهر ذلك جليًا في أداء اللاعبين، خاصة في الشوط الأول الذي اتسم بالتذبذب وغياب الفعالية. أبرز الفرص جاءت مبكرًا في الدقيقة الرابعة، حين أضاع دردوري فرصة محققة بطريقة غريبة، ما أثار استغراب الجماهير. بعدها تمركز اللعب في وسط الميدان، مع محاولات خجولة لاختراق دفاع التلاغمة المتكتل، في وقت اعتمد فيه الضيوف على المرتدات السريعة.
المدرب عبد الكريم لطرش، الذي تابع اللقاء من المدرجات بسبب العقوبة، عبّر عن غضبه مرارًا، خاصة بعد فرصة بركات في الدقيقة 37 التي كادت تمنح التلاغمة التقدم. ومع اقتراب نهاية الشوط، قاد خديش هجمة مرتدة ومرر لسيلام الذي أهدرها، لكن الرد جاء سريعًا من بناي، الذي تلاعب بالدفاع ورفع الكرة بمهارة فوق الحارس بوضياف، موقعًا هدفًا رائعًا في الدقيقة 43، أشعل المدرجات وأعاد الأمل للأنصار.
شوط ثانٍ عصيب… وركلة جزاء ضائعة
الشوط الثاني بدأ بتهديد مباشر من التلاغمة، عبر تسديدة صاروخية من دربال، ثم رأسية خطيرة من لعجال في الدقيقة 50. الموك تراجعت نسبيًا، واعتمدت على المرتدات بقيادة خديش وسيلام، قبل أن يتحصل دردوري على ركلة جزاء في الدقيقة 53، لكنه أخفق في ترجمتها بعدما تألق الحارس بوضياف.
إهدار الركلة دفع المدرب لطرش إلى التدخل السريع، بإقحام زرقين وكركار مكان نايت سالم ودردوري، بهدف بث روح جديدة. ورغم التحسن النسبي، استمرت معاناة الموك في غياب الفعالية، إذ ضيع قعيد فرصة سانحة في الدقيقة 75، ثم أهدر زرقين فرصة ذهبية في الدقيقة 79، ما جعل الأنصار يتحسرون على ضياع هدف كان كفيلا بقتل اللقاء.
دفاع متماسك… وقلق في اللحظات الأخيرة
الدقائق الأخيرة حملت الكثير من التوتر، حيث مارس الضيوف ضغطًا مكثفًا على دفاع الموك، الذي بدا متأثرًا بسيناريوهات قاسية عاشها في لقاءي الكاب والموب السابقين بنفس الملعب. وكاد دربال أن يعيد التلاغمة في النتيجة في الدقيقة 83، لكن الدفاع تفطن للموقف في الوقت المناسب.
الحكم أطلق صافرة النهاية وسط ارتياح جماهيري كبير، معلنًا فوزًا ثمينًا للمولودية، هو الأول منذ خمس جولات، والأول كذلك للمدرب لطرش، الذي استعاد بعض الهدوء بعد فترة ضغط ومعاناة.
احتجاج صامت… ورسالة صريحة
اللقاء لم ينتهِ بصافرة الحكم، بل بدأ فصل جديد من التوتر، حين أقدم اللاعبون على نزع قمصانهم عقب النهاية، في حركة احتجاجية على تأخر مستحقاتهم المالية. الرسالة كانت واضحة: الفوز لا يُخفي الأزمة، واللاعبون يُطالبون بحقوقهم وسط صمت إداري مستمر.
الحركة أثارت ردود فعل متباينة، بين من اعتبرها مشروعة في ظل الظروف، ومن رأى أنها غير مناسبة بعد فوز مهم. لكنها تبقى مؤشرًا على أن الأزمة داخل بيت الموك ليست فنية فقط، بل إدارية أيضًا، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من إدارة الرئيس إلياس سليماني.

