تعيش مولودية قسنطينة هذه الأيام على وقع ديناميكية جديدة، بعد التحاق المدرب المغترب سمير شيبان بالعارضة الفنية، وقيادته الفريق إلى فوز معنوي ثمين في أول ظهور له، أمام شباب قايس، ضمن منافسة كأس الجمهورية. فوز بثلاثية مقابل هدف، أعاد شيئًا من الثقة إلى اللاعبين والأنصار، وفتح شهية الفريق لمواصلة المغامرة في الكأس، رغم أن المدرب شدد على أن البطولة تبقى الهدف الأول.
ثلاثية التأكيد… وبصمة فنية مبكرة
رغم أنه أدار اللقاء من المدرجات، بسبب تأخر إجراءات الإجازة، إلا أن بصمة شيبان كانت واضحة في مباراة الكأس، خاصة من حيث التنظيم التكتيكي وردة الفعل بعد التأخر في النتيجة. الفريق أظهر شخصية قوية، وتمكن من تعديل الكفة بسرعة، قبل أن يُسيطر على مجريات اللعب، ويُنهي اللقاء بثلاثية حملت توقيع برماتي، آيت سالم، وشكيب.
المدرب عبّر عن رضاه عن الأداء، لكنه في الوقت ذاته، رفض الانسياق وراء النتيجة، مؤكدًا أن الفارق في المستوى بين الموك ومنافسه القادم من قسم ما بين الرابطات لا يسمح باعتبار الفوز مقياسًا حقيقيًا وصرّح شيبان لجريدة 90 دقيقة: “نملك أسماء جيدة، لكن تنقصنا الفعالية في الثلث الأخير من الملعب. إذا أردنا التقدم في الترتيب، علينا تحسين هذا الجانب، وقد نلجأ لتعزيز الخط الهجومي خلال الميركاتو الشتوي”، .
التحضير لموقعة سوسطارة… وحصص في حملاوي مطلب فني
تُواصل المولودية تحضيراتها لمواجهة اتحاد العاصمة في الدور 16 من كأس الجمهورية، في لقاء يُعد اختبارًا حقيقيًا للفريق، خاصة أنه سيُلعب على أرضية ملعب 5 جويلية المعشوشبة طبيعيًا. شيبان طالب ببرمجة حصة تدريبية على الأقل في ملعب الشهيد حملاوي أو ملحقه، حتى يتعود اللاعبون على طبيعة الأرضية، ويُقلّصوا من فارق الجاهزية مقارنة بالمنافس.
وأضاف المدرب : “المباراة ستكون مختلفة تمامًا عن الودية التي فزنا بها في الصيف. اتحاد العاصمة في تطور كبير، لكننا لن ندخل بثوب الضحية. سنُحاول مفاجأتهم، فالكأس مغامرة أحبها كثيرًا”.
لا للمجازفة… والبطولة هي الأساس
رغم الحماس الكبير الذي يسبق مواجهة اتحاد العاصمة، إلا أن شيبان أكد أنه لن يُجازف بإشراك اللاعبين العائدين من الإصابة، موضحًا أن البطولة تبقى الهدف الأساسي الذي استُقدم الطاقم الفني من أجله. هذا التصريح يعكس واقعية المدرب، وحرصه على الحفاظ على التوازن داخل المجموعة، دون التضحية بالاستحقاقات الأهم.
تعيين طاقم التحكيم… وغرامة جديدة تُقلق الإدارة
أعلنت الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم عن تعيين طاقم تحكيم مباراة الموك أمام اتحاد العاصمة، حيث سيُدير اللقاء الحكم للوشي سيد أحمد، بمساعدة كل من بلبشير حبيب وبداش قذافي، فيما سيكون قويشيش عبد الكريم حكمًا رابعًا في المقابل، تلقت المولودية غرامة مالية جديدة من الرابطة الوطنية، قدرت بـ150.000 دج، للأسبوع الثاني على التوالي، بسبب غياب المدرب الرسمي عن دكة البدلاء، وهو ما يُعد مخالفة تنظيمية، رغم أن الفريق كان يعيش مرحلة انتقالية على مستوى العارضة الفنية.
الأنصار يُطالبون بتمكين بولحبيب من الرئاسة
على الصعيد الإداري، يتواصل الحراك الجماهيري المطالب بتمكين محمد بولحبيب (سوسو) من تولي رئاسة الفريق، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا، والتي عبّر فيها عن استعداده لتحمّل المسؤولية، ووعده بإطلاق مشروع رياضي طموح، يتضمن فتح الرصيد، تدعيم التشكيلة، ولعب ورقة الصعود هذا الموسم الأنصار يعتبرون أن الوقت قد حان لمنح الفرصة لوجوه جديدة، تحمل رؤية واضحة، وتملك الإرادة لإخراج الفريق من دوامة الأزمات المتكررة، خاصة في ظل غياب الاستقرار الإداري، واستقالة المناجير العام يسري لطرش، الذي أعلن انسحابه رسميًا عبر صفحته على “فايسبوك”.
نحو مرحلة جديدة… بين الحذر والطموح
مولودية قسنطينة تدخل مرحلة جديدة، عنوانها العمل بصمت والطموح الواقعي. فالفريق، الذي عانى من التخبط الإداري والفني في بداية الموسم، بدأ يستعيد توازنه تدريجيًا، بفضل روح جديدة بثّها المدرب شيبان، ودعم جماهيري لا يتوقف المواجهة القادمة أمام اتحاد العاصمة ستكون فرصة لقياس مدى قدرة الفريق على مجاراة نسق الأندية الكبرى أما البطولة، فستبقى المعيار الحقيقي لمشروع الصعود، الذي لا يزال ممكنا إذا ما توفرت الإرادة، والدعم، والاستقرار.

