بما أن اللاعبين انتظروا كثيرا فلقد جدد هؤلاء في مطالبتهم بضرورة تسديد جزء من مستحقاتهم المالية العالقة والتي تمثل رواتب البعض من الأجور الشهرية بالنسبة لأغلب العناصر التي تشكّل تعداد النادي ،خاصة وأن العديد منهم عبروا عن انزعاجهم من تأخر إدارة النادي في استدعائهم للنظر في مشكلة مخلفات الرواتب المتأخرة .
رغم أن بعضهم صراحة لا يستحق ذلك بسبب تصرفاتهم السلبية قبل انتهاء الموسم الماضي ، وتأتي مطالبة اللاعبين العلنية لإدارة النادي بضرورة تسديد المخلفات المالية بالنظر إلى التأخر الكبير الحاصل على مستوى هذا الجانب
إنعدام الثقة حاليا وراء تجديدهم بالمطالب
ولقد طالب اللاعبون من قبل إدارة النادي بضرورة إيجاد حل لهذا المشكل الذي طال أمده إلا أن الإدارة وقتها كان ردها سلبي بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث أكدت للاعبين بان الخزينة فارغة ولا يمكنها توفير كل هذه الأموال وهذا ما جعل اللاعبون يقدمون في تلك الفترة على مقاطعة التدريبات أحيانا وإيجاد بالطبع صعوبة كبيرة في مجاراة نسق المباريات الرسمية.
ولدى اتصالنا ببعض اللاعبين بغية الطمأنة على أحوالهم ومعرفة الجديد في قضية المستحقات فلقد عبر لنا هؤلاء على أن الثقة بين الإدارة واللاعبين أضحت حاليا غير موجودة وقد تنعدم مباشرة لأن إدارة النادي سبق وأن أخلفت وعودها اتجاه زملاء القائد عيبوط في أكثر من مناسبة كلما تعلق الأمر بالأجور الشهرية
المسيرون يكتفون بمتابعة التطورات
هذا ولم تستدع إدارة النادي أي لاعب من العناصر التي شكلت ركائز الفريق لهذا الموسم بغية التفاوض معها ولم يتم التطرق لمسألة المواصلة بألوان النادي من عدمها بالنظر لأن هذه المعادلة تتطلب على الأقل تسوية المستحقات التي تدين بها هذه العناصر والتي تخص الموسم المنقضي لأنه من غير اللائق التفاوض معهم ومناقشة أمر تجديد عقودهم مع الإدارة في الوقت الذي يفترض فيه تسوية جميع مستحقاتهم المالية السابقة.
وهي النقطة التي أدت إلى تأجيل إدارة النادي مفاوضاتها مع هؤلاء اللاعبين سيما بالنسبة للعناصر التي تمثل ركائز التشكيلة ودعائمها والتي لا يمكن في أي حال من الأحوال الاستغناء عنها بالنظر إلى ما قدمته طيلة الموسم رغم وجود التحفيز خاصة في منح المباريات
والفريق قد يكون الخاسر الأكبر بفقدان الركائز
يذكر أن العديد من ركائز الفريق تمتلك عدة عروض رسمية من أندية أخرى وهي العناصر التي تألقت بشكل كبير في مواجهات المولودية لهذا الموسم في ظل انتهاء ارتباطها بإدارة النادي ، حيث عبروّا صراحة عن رغبتهم في المواصلة بألوان فريق المولودية إن تم فعلا وضع استراتيجية واضحة وتسديد مخلفاتهم المالية لأنهم يحبذون الاستقرار.
ولكن هذه الرغبة قد لا تتحقق في ظل استمرار الوضع الحالي الذي يميزه الغموض في مختلف الجوانب الفنية والإدارية وكذا لا مبالاة من إدارة النادي ، فلو تعمقنا كثيرا في عقود اللاعبين فسنجد بعضهم مرتبط مع النادي ولكن أن لا تسدد المستحقات وتترك اللاعب يقاضي النادي فإن هذا الأمر غير مقبول تماما لأنك ستعرض النادي إلى ما يحمد عقباه مستقبلا وقد ينجر عن ذلك مشاكل بالجملة
التنصل من المسؤوليات نقطة سلبية
وبما أن اللاعبين يدينون لإدارة النادي بمبالغ مالية معتبرة وبما أن الوقت يمر بسرعة لأن الآجال المحددة للاستنجاد بلجنة المنازعات قد اقترب فلا بد على إدارة النادي أن تجد حلا مستعجلا لهذه القضية ، فقطع الطريق أمام اللاعبين في هذا الظرف يعتبر انتصارا من إدارة النادي لأن الديون التي ستترتب على عاتق النادي ستجعله يعجز كل العجز عن تسديد ولو جزء بسيط منها فما بالك بجميعها ، ومن هنا فلا بد من تحمل المسؤوليات والتحرك يمينا وشمالا للحد من هذه المشاكل لأن الأمر يتعلق بفريق عريق يحمل تاريخا ثقيلا ولا بد من رد الجميل بدل التنكر والتنصل من المسؤولية
