ملاحظات من ودية الجزائر و تونس

الجزائر - تونس
90دقيقة

90دقيقة

قاعة التحرير لموقع 90دقيقة
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

حملت المباراة الودّية للمنتخب الوطني الجزائري وضيفه التونسي سهرة الثلاثاء، كثيرا من الدروس التي يستفيد منها الطرفان.ويستعدّ المنتخبان لِنهائيات كأس أمم إفريقيا التي تنطلق في جانفي المقبل بِكوت ديفوار، وأيضا تصفيات مونديال 2026 التي تبدأ في نوفمبر القادم.ويُمكن تدوين ملاحظات تهمّ “مُحاربي الصّحراء” بِالدرجة الأولى، نذكر أبرزها في:

– بدا جليّا أن لاعبي جمال بلماضي عانوا كثيرا من الناحية البدنية، بعد استفادتهم من يومَين فقط من الرّاحة، فيما يخصّ الهامش الزمني بين مواجهتَي أوغندا وتونس، ولكن حتّى “نسور قرطاج” لم يستفيدوا سوى بِيوم أكثر من النّخبة الجزائرية (واجهوا المُضيّف غينيا الإستوائية في الـ 17 من جوان). ما يطرح التساؤل عن العمل الذي يقوم به مدربا اللّياقة البدنية لـ “الخضر” حميد باتيست وناصر دينش، وأيضا بقية الزملاء في تخصّصَي الصحّة التأهيلية والتدليك.

-على مسؤولي “الفاف” مُراعاة تواريخ المقابلات الودّية حين التفاوض بِشأن هذا الأمر، والتنسيق مع نظرائهم من الاتحادات الأخرى على جعل الموعد مرنا. بِعبارة أخرى، إمكانية تقديمه أو تأخيره دون الإضرار بِأجندة “الفيفا”. ذلك أن اتحاد الكرة الأوغندي برمج مواجهة “الخضر” في الـ 12 من جوان الحالي، وهو ما جعل هيئة زفيزف ومدربه بلماضي يتّفقان على تاريخ الـ 20 من الشهر ذاته بِخصوص مباراة تونس. لكن “الكاف” تدخّلت، ورفضت منح الأوغنديين الضوء الأخضر لِتنظيم المقابلات الرّسمية داخل القواعد (ملاعب لا تستجيب للمقاييس الدولية المعمول بها)، فلجأوا إلى ميدان “جابوما” بِالكاميرون، وأخّروا لقاء الجزائر بِستّة أيّام، فـ “خنقوا” – إن صحّ التعبير” – رزنامة زفيزف وبلماضي.

-ظهر بِصورة واضحة أيضا إلّا عند مَن يملك مُشكلا مع متوسّط الميدان الهجومي يوسف بلايلي، أن غياب ابن وهران ترك فراغا كبيرا في مواجهة تونس. ذلك أن بلايلي مِن قلائل لاعبي “الخضر” الذين يملكون سلاح إجهاد مُدافعي المُنافس، واستفزازهم (بِالفنّيات نتحدّث، الجسر الصغير petit pont مثلا)، وإشعال الجبهة الخلفية للمنتخبات التي تُواجه الجزائر. ثمّ أن ارتداء سعيد بن رحمة للقميص رقم “10” لا يُعني بِالضرورة أنه صانع ألعاب، لأن بلايلي يُجيد الدور ذاته دون أن يحمل هذا الرّقم.

-صحيح أن جمال بلماضي مدرب حماسي و”حارّ”، على غرار جوزي مورينيو ودونغا وجينارو غاتوزو وغيرهم. لكن عليه الالتزام بِشيء من الهدوء، لِأن توتّر أعصابه ستنتقل عدواه بِالضرورة إلى لاعبي المنتخب الوطني، فينعكس ذلك سلبا على الأداء والنتيجة.

-تنظيم المقابلات في أكثر من ملعب، يخدم الجماهير الجزائرية المُتعطّشة لِمتابعة أداء المنتخب الوطني عن قرب. لكنّه قد يضرّ بِزملاء محرز، خاصة إذا كان الهامش الزمني قصيرا جدّا للتأقلم مع أرضية الميدان وأجواء المدن الأخرى. فِمن إجمالي اللاعبين الـ 26 الذين جلبهم بلماضي لِمواجهتَي أوغندا وتونس، لا يوجد في اللائحة مَن خاض ولو مباراة دولية واحدة في ملعب عنابة. على اعتبار أن فوز الجزائر على المغرب في المنشأة الرياضية للمدينة الصناعية شهر مارس من عام 2011، هو اللّقاء الأخير للنخبة الوطنية بِملعب عنابة.

نقلا عن الشروق