يعتبر من بين افضل وابرز المواهب الشابة التي تنير سماء البطولة المحترفة الفرنسية لكرة اليد، ومن خيرت ما أنجبت المدرسة الجزائرية لكرة اليد في الآونة الأخيرة بالرغم من الظروف المأساوية التي تعيشها كرة اليد الجزائرية وطنيا و انعكاساتها على مختلف المدارس التكوينية على غرار عميد الأندية مولودية سعيدة و مولودية الجزائر (المجمع البترولي)، براقي، بئر توتة و الابيار هذا الأخير الذي قدم لاعب شاب يتألق حاليا مع نادي فالونس الفرنسي.
حيث نجد رابح رسيم الذي يتواجد مع الفريق الوطني لكرة اليد حاليا ويعد من أبرز الأسماء داخل المنتخب المفعول عليها للعودة بالفريق الوطني إلى الواجهة قاريا و دوليا و الذي يقدم مستوى أكثر من رائع مع فريقه نادي أف سي فالونس الفرنسي ويلقى الإشادة دائما بعد المباريات الرسمية للفريق.
حيث كان لجريدة 90 دقيقة اتصال مباشر و حصري رصدنا من خلاله حوار حول مسيرة اللاعب و طموحه في سماء الكرة الصغير سواء على المستوى الفردي او الجماعي خلال مباراة جمعت فريقه نادي فالونس بنادي ساران بمدينة أورليون اين كان لنا حديث مطول مع اللاعب بعد اللقاء .
عرف الجمهور الرياضي عنك ؟
بداية البدأ أحيي جميع الجمهور الرياضي وعشاق كل الرياضات على العموم وكرة اليد على الخصوص بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كما أحيي طاقم جريدة 90 دقيقة كلهم دون استثناء على هذه الالتفاتة الطيبة لشخصي و الحديث المطول معك عن مسيرتي حاليا و عن طموحاتي مستقبليا دون إطالة، معكم اللاعب المحترف و الدولي الجزائري في كرة اليد مداحي رابح رسيم منصب خلفي أيسر لاعب نادي فالونس الفرنسي حاليا.
متى بدأت ممارسة كرة اليد ومن هو اللاعب الذي الهمك لممارسة هذه الرياضة؟
كرة اليد بالنسبة لي اكثر من رياضة بحيث اعتبرها اسلوب حياة وانا عن نفسي بدأت ممارسة هذه الرياضة في سن مبكرة، اي منذ نعومة أظافري حيث كنت ابلغ من العمر ستة سنوات عند بدايتي تحديدا سنة 2008 مع نادي الابيار أحد أكبر المدراس و الفرق في كرة اليد الجزائرية ، وسبب ممارستي كرة اليد يعود اولا إلى والدي اللذان تفضلا علي وشجعاني لممارسة الرياضة و كان دعمهم لي منقطع النظير في كرة اليد فضلا عن اخوالي الذين شجعوني هم أيضا ولحد الساعة يوجد لدي خال بفرنسا يقطع أشواط و مسافات كبيرة لتشجيعي في مختلف اللقاءات.
ما هو الفريق الذي تدرجت فيه وهل تحصلت على ألقاب في الفئات الشبانية؟
أنا خريج مدرسة نادي الابيار لكرة اليد و تدرجت في كامل الفئات الشبانية لغاية الفريق الأول، في الفئات الشبانية تحصلت على العديد من الالقاب، حيث كان لدينا فريق تنافسي يلعب على جميع المنافسات الوطنية مع المدرب و المربي الذي له فضل كبير بعد الله تعالى في نجاح مسيرتي و الذي أكن له كامل الاحترام و التقدير ألا وهو المدرب “عبد الرحمان حاج حمدي” الذي أغتنم الفرصة من منبركم هذا و أوجه له كل كلمات الشكر و الاحترام و التقدير.
هذا وقد تحصلنا خلال فترة اشرافه علينا لمدة قاربت 10 سنوات من التكوين الجيد و المتواصل عبر كافة الفئات السنية التي تدرجنا خلالها و تحصلنا على لقبي كأس الجمهورية و لقب البطولة الوطنية لفئة اقل من 17 سنة حيث يعد انجاز كبير في ظل المنافسة القوية للأصناف الشبانية مع العديد من المدارس الكبيرة أمثال المجمع البترولي و نادي بئر توتة، براقي، مولودية سعيدة، شبيبة سكيكدة وغيرها من المدراس التي تنافس أيضا كل موسم على الألقاب.
حيث كان لنا نصيب في التتويجات كما سبق و ذكرت حيث تحصلنا على الثنائية سنة 2018 كأس الجمهورية و لقب البطولة الوطنية لفئة أقل من 17 سنة و تحصلنا مجددا على لقب كأس الجمهورية لفئة اقل من 21 سنة 2020 .
هل تدرجت في الفئات الشبانية للمنتخب الوطني ؟ وماهي أبرز الإنجازات في تلك المرحلة؟
بيت الفريق الوطني لا يخفى علي حيث كنت متواجد في جميع الأصناف الشبانية نظرا للمستوى الذي كنت أظهر به في البطولة فضلا عن التتويجات التي تحصلنا عليها مما جعلنا على رادار المنتخب الوطني، و كان لي مشاركة مع المنتخب الوطني في بطولتين دوليتين الاولى حيث لعبنا كأس افريقيا للأمم في روندا سنة 2022 لفئة أقل من 19 سنة حققنا فيها المرتبة الثانية حيث خسرنا النهائي ضد منتخب مصر و لعبنا كأس العرب سنة 2023 بدولة تونس الشقيقة حققنا فيها المرتبة الثالثة أيضا وكانت من نصيب أصحاب الدار الذين توجوا باللقب.
متى وجهت لك الدعوة مع المنتخب الأول ؟
بالنسبة للفريق الوطني الدعوة كانت بمثابة الإنجاز التاريخي و الطموح الذي يهدف اليه اي لاعب كرة يد جزائري، حيث كانت أول دعوة لي خلال التصفيات الأخيرة المؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس من 14 إلى 17 مارس 2024 بمدينة هانوفر الألمانية، حيث ضمت مجموعتنا بالدورة التأهيلية منتخبات قوية في ثلاث مواجهات نارية ضد كل من ألمانيا و النمسا و اخيرا منتخب كرواتيا وللأسف لم نتاهل لكن قدمنا مردود طيب يظهر تحسن كرة اليد الجزائرية خصوصا بعد الظروف العصبية التي مرت بها مؤخرا و تراجع مستوى البطولة نظرا للمشاكل المادية الكبيرة التي تعاني منها المدارس الكبرى لكرة اليد وطنيا
اول مباراة لك مع المنتخب وضد من؟
مبارتي الأولى كانت ضد احد اعرق المنتخبات في اللعبة و أفضلها على مر التاريخ من حيث المستوى الثابت و جودة اللاعبين حيث جمعتنا ضد صاحب الأرض و الجمهور في هذه التصفيات، المنتخب الألماني كانت مباراة جيدة ظهرنا فيها بشخصية قوية لكن هناك عدت عوامل رجحت فوز المنتخب الألماني لكن ظهرنا بشكل جيد خصوصا ان المنتخب الجزائري حاليا عبارة عن مزيج بين عناصر الخبرة و اللاعبين الشباب و كانت هذه أول مباراة لنا معا مما سيسمح بتحسن الأداء الجماعي مستقبلا من خلال التناغم و اللعب المستمر مع بعض الذي فيه الكثير من الإيجابيات بالنسبة للأداء الجماعي و تحقيق النتائج الإيجابية.
ماهي طموحاتك مع المنتخب الوطني؟
هذه الأمور أصنفها انا في خانة الأحلام التي كنت اتمناها و كل لاعب كرة يد صاعد يتمناها وهي الوصول إلى الفريق الوطني ثم المنافسة على الالقاب القارية و الدولية لرفع الراية الوطنية و كتابة أسمائنا ضمن أساطير اللعبة وهذا من بين الأهداف الثابتة لدى كل رياضي طموح، حاليا أسعى لتقديم كل ما لدي من أجل العودة بقوة مع المنتخب خصوصا في الواجهة الأفريقية و كلي امل في تحقيق ذلك خصوصا مع الطاقم الفني الحالي و التعداد المتواجد حاليا في المنتخب الوطني.
متى خضت اول تجربة احترافية في أوروبا؟ وكيف كانت التجربة؟
اول تجربة احترافية لي كانت الموسم الماضي من بوابة نادي هازبورك الفرنسي Hazebrouk لعقد يمتد موسم واحد في البطولة الوطنية الأولى و كان موسم صعب من حيث التأقلم و نمط اللعب و المنافسة لكن ذلك لم يمنعني من الظهور بشكل لافت حيث قدمت ما يجب علي بحصيلة استقرت عند المشاركة في 19 مباراة سجلت خلالها 41 هدف حيث ساهمت مع فريقي في احتلال المركز السابع في البطولة و تحقيق الهدف المسطر هدف البقاء بأريحية.
حاليا انت مع نادي فالونس وتعتبر من بين الأفضل، كيف ترى الوضع مع النادي؟
لا يخفى عليك تحقيق قفزة في المستوى بعد أول موسم احترافي اقل ما يقال عنه أنه بادرة خير و يزيد من طموحي للتألق و بلوغ أعلى مستويات، حيث انه لا يخفى عليك ان نادي فالونس ينشط في البطولة المحترفة برو ليغ وهي بطولة ذات مستوى أكبر من البطولة الوطنية التي كنت متواجد بها الموسم الماضي، الوضع مستقر و النادي محترف لأبعد الحدود و هذه الأمور كلها تشجع على المواصلة بنسق تصاعدي.
ما هو طموحك مع هذا النادي؟
الطموح لا يختلف انا اعمل جاهدا على المستويين الفردي و الجماعي لان التألق الفردي و تحسن المستوى يضمن التألق في المجموعة و مساعدة الفريق النادي له أهداف واقعية انا اعمل جيدا و اركز على كل المعطيات و طموحي هو الصعود و العودة مع النادي إلى دوري النجوم ستار ليغ.
العمل مع مدرب فرنكو جزائري له خصائص جيدة بالنسبة لك كيف ترى ذلك؟
لا يخفى عليك ان المدرب الحالي لفالونس و الاعب السابق للمنتخب عزيز بن كحلة هو من كان وراء التحاقي بنادي فالونس و بعد من بين الرياضيين الفاعلين و الداعمين للمواهب الجزائرية الشابة حيث هو من كان وراء انتداب الاعب الدولي و احد أبرز اللاعبين في ستار ليغ و أوروبا أيوب عبدي وحاليا أنا العب لديه في الفريق تحت إشرافه إضافة إلى اللاعب المحوري بن جيلالي سفيان الذي يواصل للموسم الثاني، بحيث ان العمل أكثر من رائع و كل شيء يسير بثبات و احترافية.
مباراة الأسبوع الماضي ضد سابتورز كانت رائعة قمت مستوى كبير على المستوى الهجومي في تسجيل العديد من الاهداف بالرغم من الخسارة، كيف ترى ذلك؟
في الحقيقة المباراة كانت اكثر من رائعة سيطرنا في البداية اللقاء و تقدمنا في النتيجة لكن الفريق المستضيف عاد بقوة، في الشوط الثاني كانت لدينا العديد من الفرص للتقدم لكن خسرنا المباراة بجزئيات بسيطة خصوصا ان فريق ساران فريق منظم و كان يلعب الموسم الماضي في الستار ليغ حيث يطمح للعودة عاجلا خصوصا و ان الفريق له الامكانيات المادية كبيرة جدا مما تجعله في اريحية لكننا كنا الند للند الا ان الحظ اتسم لهم في الاخير.
كان لنا حوارات سابقة مع زميلك سفيان و المدرب عزيز وكان جل الحديث عن هدف الصعود مع فريقك الحالي للعب في ستار ليغ، هل هذا هو طموحك؟
نعم هذا طموح الجميع، نحن نلعب وفق الامكانيات المتاحة هدفنا هو تحقيق البقاء باريحية لكن إذا كنا في سباق الصعود سنلعب بكل قوتنا لتحقيق هذا الهدف عاجلا ام أجلا نحن كمجوعة نعمل وفق البرنامج المسطر و الهدف المرسوم دون حرق المراحل وسيكون لنا أهداف كبرى في المواسم القادمة خصوصا اننا مجموعة شابة لها مستقبل واعد في سماء كرة اليد.
وجهت لك الدعوة مؤخرا لتمثيل الجزائر مع المنتخب؟ كيف ترى ذلك و ماهي الأهداف المسطرة في بيت الفريق الوطني؟
أنا دائما سعيد بتواجدي مع المنتخب وهذا فخر لي و لعائلتي، الدعوة تزيدني عزيمة للمواصلة بنسق جيد وهي دليل على رضى الطاقم الفني بالمرود الذي قدمته في التصفيات التأهيلية الماضية عند أول دعوة وتجديد الثقة في شخصي يزيدني تحفيزا وعزيمة لتقديم الأفضل و بلوغ الأهداف المسطرة التي من بينها العودة القوية بالمنتخب في الواجهة القارية و الدولية.
احتفى فريقك على صفحته الرسمية بهذه الدعوة كيف ترى ذلك؟
نعم هذا أمر يندرج ضمن التسيير الاحترافي بحيث ان الفرق تحتفي بلاعبيها الدوليين وتعتبر هذا مكسب و حافز يقدم لانصار النادي على ان عناصر الفريق عناصر جيدة و لا يخفى عليك ان اللعب دوليا يزيد في منافسة اللاعب وخبرته و إحترافيته.
كلمة اخيرة للجمهور الرياضي ؟
أجدد شكري لكم على هذا الحوار الشيق الذي تطرقنا فيه لمسيرتي المتواضعة خصوصا وانني في بداية المشوار، أحيي كل الجمهور الرياضي الجزائري واتمنى ان يكون مروري جيدا و ان تقدم تجربتي حافز للجيل الواعد في الساحة الوطنية لكرة اليد.
بوكعبان. عبدو