في تصريح جريء أكد محمد شحاتة محي الشرقاوي الناقد والمحلل المصري أن المنتخب المصري بحاجة لنفس جديدة على مستوى العارضة الفنية للفراعنة الذين فقدوا الكثير من هبتهم على المستوى الإفريقي في الآونة الأخيرة، مرجعًا ذلك لعدة إعتبارات من أهمها غياب التخطيط على المستويين البعيد والمتوسط من طرف “الجبلاية” التي تحاول حسب الناشط الإعلامي المصري تدارك الموقف بإجراء تعديل شامل قبل فوات الآون بمحاولة التعاقد مع قبطان جديد لباخرة منتخب أم الدنيا، خصوصًا بعدما أظهر رفقاء محمد صلاح النجم المصري ونادي ليفربول الإنجليزي أداء باهت في لقاء الغابون ضمن الجولة الثانية لتصفيات المؤهلة لمونديال قطر.
حيث بالكاد تمكن الفراعنة من العودة بنقطة التعادل، إذ يتصدر المنتخب المصري مجموعته السادسة برصيد 4 نقاط من مباراتين أمام أنغولا و الغابون، فاز في الأولى وتعادل في الثانية بهدف لكل فريق. الناقد الإعلامي محمد شحاتة تكلم عن عدة أمور تخص مشوار المنتخبات العربية في تصفيات المونديال على المستوى الإفريقي بالإضافة إلى قرعة كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها الكاميرون مطلع العام المقبل. في هذا الحوار الذي خص به جريدة الـ 90 دقيقة والموقع الإلكتروني :
يبدو أن تعادل الذي سجله المنتخب المصري أمام الغابون لم يعجب الجماهير التي كانت تتطلع لما هو أحسن، أليس كذلك؟
بالتأكيد لم تكن نتيجة مرضية على الإطلاق، فالمنتخب المصري يملك من الكفاءات الفردية والجماعية ما تسمح له بتجاوز منتخبات المجموعة بكل أريحية مع إحترامي لمنتخب الغابوني و الأنغولي والليبي الشقيق، في المقابل لم نرى ذلك وشاهد الجميع أن رفقاء محمد صلاح تمكنوا من تحصيل التعادل بشق الأنفس وفازوا على الغابون هنا بمصر أيضًا بصعوبة، لذا فقلق الجماهير المصرية على منتخب القومي هو تحصيل للمشوار السلبي على المستوى الأداء الفني للاعبين وتخوفهم من إنعكاسات على مشوار المنتخب.
يعني أنكم غير راضون عن العمل الذي يقوم به البدري على مستوى العارضة الفنية؟
وهل هناك ما يدعو للتفاؤل في ظل هذه الوضعية، تحت عاجزون أمام منتخبات متوسطة المستوى حتى لا نقول متواضعة ، وكما ترون الأداء الفني لبعض المنتخبات تطور كثيرًا، أصبح هناك من يلامس العالمية مثل المنتخب الجزائري والمغربي و الإيفواري وحتى التونسي، أم نحن فقد رجعنا إلى الخلف فهذا يعود إلى الطاقم الفني المسؤول الأول والأخير على هذا المستوى، لذا فالبدري ليس مؤهل حاليًا لقيادة المنتخب المصري، وعلى “الجبلاية” الإسراع في التعاقد مع مدرب آخر حتى لا يكون هناك تأثير على مشوار المنتخب في تصفيات المونديال.
هل من المعقول أن يكون هناك تغير في وسط التصفيات، ألن يكون له تأثير على مشوار الفراعنة، سيما ونحن على أبواب كأس أمم إفريقيا؟
لا …بل بالعكس فنحن نرى أنه الوقت المناسب لجلب مدرب له قراءة جيدة ويدرك جيدًا تفاصيل عمله، أي أنه مواكب للأحداث في مهام التدريب، فالبدري لم يقم بأي عمل مند مدة، أي نعم توج بألقاب مع النادي الأهلي وتمكن من حصد البطولة الإفريقية للأندية، لكن هذا مختلف مع المنتخب وأظن أن قرار الجامعة المصرية في انتداب المدرب السابق للأهلي المصري السويسري رينيه فايلر قرار صائب في حالة ما تم التعاقد معه.
يعني أنكم ذهبتم لمقترح المدرب الأجنبي، في الوقت التي كانت المنتخبات الإفريقية وبالخصوص الجزائر تنتهج سياسة الإعتماد على المدرب المحلي، ولكم في حسن شحاتة خير مثال في نجاعة المدرب المحلي، فما الذي حصل؟
ليكن في علمكم أنه قبل إسناد العارضة الفنية للبدري، فقد كان المدرب السابق للإسماعيلي المصري إيهاب جلال الأقرب رفقة حسام الحسن لقيادة المنتخب المصري، إلا أن أمور مجهولة حصلت جعلت إتحاد الكرة يقرر العدول عن خياره لصالح البدري، حاليًا هناك ما يريد فايلر السويسري الذي قام بعمل كبير رفقة الأهلي المصري ويعرف جيدًا المنتخبات الإفريقية ومجابهتها.
فتجربته حاليًا قادرة على خلافة البدري الذي أثبت فشله لغاية الآن، أنتم في الجزائر تملكون مدرب تحصل على تكوينه خارج الوطن ويملك “كاريزما” قوية أثرت بالإيجاب على المنتخب الجزائري، اليوم يصنف الخضر ضمن المنتخبات العالمية وليس إفريقية فقط، أما المغرب فهم يستفيدون حاليًا من خبرة البوسني وحيد خاليلوتش التي تحصل عليها من خلال مروره على المنتخب الإيفواري والجزائري، لذا فالقضية لم تعد بمدرب محلي أو أجنبي، فنحن تمكنا من نيل ثلاثة ألقاب إفريقية تباعًا مع حسن شحاتة.
بما أنك تطرقت لباقي المنتخبات الإفريقية، كيف ترى مشوار الخضر في التصفيات وباقي المنتخبات؟
في البداية دعني أهنئكم على منتخب عالمي أصبح يمثل الجزائر أحسن تمثيل، وأنا جد متأكد من أنه سينهي التصفيات في المركز الأول، رفقة المنتخب المغربي الذي أوجه له تحياتي بعدما خرج سالمًا من غينيا إثر الخلاف السياسي الموجود بذلك البلد، وأظن أن الأسود الأطلس سيجتازون هذا الدور رغم أن المنتخب السوداني كان مرشح لمجابهة المغرب بعدما كان ضحية الإعلام السوداني الذي ضخم منتخبه إعلاميًا، فيما سيكون نسور قرطاج مشوار سهل فهم يخوضون مشوار جد رائع في التصفيات.
ما تعليقك على قرعة كأس أمم إفريقيا التي ستجرى بالكاميرون، وأود أن تعطي رأيك على المنتخبات العربية على وجه الخصوص؟
المنتخب المصري في المجموعة الرابعة رفقة نيجيريا، والسودان وغينيا بيساو، وأعتقد أن الفراعنة سيقولون كلمتهم رغم أن نيجيريا لها القدرة على مقارعة جميع المنتخبات وأظن أن المركز الثالث سيكون من حليف السودان، أما المغرب فمجموعته في المتناول حيث سيكون في مأمورية سهلة أمام جزر القمر و الغابون وبدرجة أقل أمام غانا، فيما سيكون تونس في صدام مع مالي ولو أن نسور قرطاج الأقرب للتربع على رأس المجموعة، ونفس الأمر للجزائر التي ستكون أمام منتخب كوت ديفوار الذي عاد مؤخرًا إلى الواجهة، وسيراليون تطورت كثيرًا مع أن يتمكن منتخب غينيا بيساو مقارعة كبار هذه المجموعة فالأمور صعبة عليه.
اليوم الجزائر تواجه منتخب بوركينافاسو ضمن الجولة الثانية لتصفيات مونديال قطر، كيف تتوقع النتيجة؟
أنت تتكلم عن منتخب عالمي، فالجزائر لها كل الإمكانيات لتجاوز الخيول بكل أريحية يبقى للميدان صاحب الكلمة الأخيرة، ولكني أنتظر أن يتمكن رفقاء النجم محرز من تجاوز بوركينا بدون أي إشكال فأنت تتكلم عن منتخب حطم رقم قياسي عربي وإفريقي بـ 28 مباراة دون هزيمة وأتمنى أن يكون اليوم الفوز الـ 29…
حاوره/ خالدي