خص المدرب القدير حنكوش محمد جريدتنا بحوار مطول على هامش تواجده بملعب الحبيب بوعقل لمتابعة لقاء جمعية وهران ضد غالي معسكر و عبر عن أسفه للمردود الغير مقنع حسب كلامه الذي أصبح يطغى على مباريات البطولة و أكد أن المستوى بعيد كل البعد عن الطموحات.
المدرب السابق لعدة أندية جزائرية طالب الجمهور المعسكري بالصبر على التشكيلة التي يراها قادرة على لعب ورقة الصعود ، التقني المعسكري عبر عن حزنه لتغير الذهنيات و لوجود دخلاء سيطروا على محيط كرة القدم المحلية ، المدرب حنكوش كان لاعبا سابقا في صفوف أعرق الأندية الجزائرية في صورة الحراش ، معسكر ، بلعباس ،مولودية وهران ، لامسيا و لازمو.
كما إحترف في بوردو الفرنسي ثم تحول لمهنة التدريب و نال عدة ألقاب مع أندية كبيرة في البطولة الوطنية ، حنكوش محمد درب غالي معسكر ، جمعية وهران ، شباب قسنطينة و تحصل معه على لقب البطولة سنة 1997 ، اهلي برج بوعريريج ، إتحاد عنابة ، وداد تلمسان كما تحصل على كأس الجمهورية مدربا لشباب بلوزداد و على لقبي البطولة و الكأس مع مولودية وهران سنة 1996 و منذ تلك السنة خزينة الفريق فارغة من البطولات و التتويجات، هذا المدرب يستحق أن ترفع له القبعة لا لأن يهمش و يضطر للإبتعاد عن المهنة الشريفة التي إختارها و تعب و سهر الليالي من أجل شق طريق النجاح فيها.
كيف وجدت مستوى و أداء اللاعبين على هامش مباراة جمعية وهران ضد غالي معسكر التي تابعتها من المنصة الشرفية ؟
في الحقيقة كنت أتمنى و أتوقع أن أشاهد مردود أحسن و مباراة جميلة بين فريقين عريقين ، خاصة وأنهما يطمحان للعب ورقة الصعود ، ربما اللقاء لم يكن في المستوى بسبب بداية الموسم وكلا الناديين يبحثان عن الإنسجام ، التعادل كان منطقي حسب رأيي ، فريق غالي معسكر لديه كل الامكانيات حتى يحقق أفضل النتائج في البطولة وحتى جمعية وهران لديهم إمكانيات ولاعبين في المستوى لتقديم الأحسن ، كلاهما لم يقدم مردود كبير و لم نشاهد الشيء الذي كنا ننتظره في هذا الداربي ، كانت مباراة تستحق مردود أفضل.
فريق غالي معسكر لم يلبي طموحات أنصاره منذ إنطلاق البطولة ، كيف تقيم مستوى التعداد الذي يملكه الفريق؟
المدرب هو الأدرى بهذا الشيء ولا يمكنني أن أحل في مكانه ، لأنه يعرف أفضل مني فريقه ، لكن هناك أمور نتسأل عنها حول عدم مشاركة بعض اللاعبين ، في سبيل المثال اللاعب سايح لعب لبضع دقائق وأعرفه جيدا ، لقد لعب عندي في شبيبة الساورة هو لاعب في المستوى لماذا لا يلعب وشارك في ربع ساعه فقط الأخيرة ، لقد قدم إضافة كبيرة بمجرد دخوله ، من المفروض أن يلعب كأساسي لكن لا يمكن أن نعرف مستوى و أسباب اشراك العناصر أحسن من المدرب الذي يعرف مستوى و جاهزية كل لاعب متوفر عنده في التشكيلة.
الجمهور في حالة كبيرة من الغضب ولم يقتنع بمردود فريقه ما تعليقك؟
بحكم الخبرة التي أمتلكها في ميادين كرة القدم ، هذه مجرد لعبة و نحن في البداية ، طموحات الجمهور كبيرة لكن أظن أن الفريق سيتحسن وهناك لاعبين في المستوى وتعداد يبشر بالخير ، يحتاجون فقط للتنسيق فيما بينهم و الانسجام سيتحقق مع مرور الوقت ، لا يجب إفساد كل عمل المنجز ، الضغط السلبي لن يجلب أي شيء وعلى الجمهور أن لا يقلق ، عليهم الصبر والفريق سيعود أكثر قوة، الجمهور حقيقة يستحق فريق في المحترف الاول.
نفهم من كلامك انك متفائل بأن هذا الفريق سيقول كلمته؟
هناك فرديات و إمكانيات ضخمة تحت تصرف الفريق وهذا ما يجعلني متفائل خاصة بوجود لاعبين في المستوى و أصحاب الخبرة ، لا يجب إلقاء اللوم على أي طرف ، التشكيلة تغيرت بنسبة كبيرة و اللاعبون يحتاجون لوقت من أجل التناسق و الانسجام ، خساره بشار الجديد أثرت معنويا على اللاعبين و أدخلت الشك لنفسية الأنصار ، لكن يجب أن يعلموا أنه هناك فرق كبيرة تنهزم بملعبها وتتدارك سريعا.
كيف وجدت مستوى البطولة في القسم الثاني؟
المستوى حسب ما لاحظت سواء في المحترف الأول أو القسم الثاني أو القسم الثالث أو حتى في الاقسام السفلى المستوى ضعيف والكرة أخذت إتجاه آخر بشعار الأموال قبل كل شيء ، عملت مع عدة أجيال ، في وقتنا كان الجميع في خدمة الكرة لكن اليوم الجميع يجري وراء الأموال وفي خدمة المال، أمر طبيعي أن الوضعية تغيرت للأحسن تنظيميا وماديا.
لكن يجب أن يعطونا مردود يضاهي الأموال الكبيرة التي يتلقونها ، 200 او 300 مليون سنتيم شهريا ثم يأتي لاعب ضعيف تكتيكيا أو لا يقدم الإضافة ويخرج الكرة للتماس ولا يقدم الأداء المطلوب ومردودها يبشر وأدائه هزيل ، هذا الأمر لا يعجب و غير مقبول ، لكن من حقهم أن يتلقوا أي أجرة يطالبون بها ، لكن أصبحنا لا نرى أي مردود وهناك تباين ما بين الأموال و المردود.
من يتحمل مسؤولية تدهور كرة القدم الجزائرية؟
المال سيطر وتغلب على الفرجة وعلى كرة القدم ، أعطيك مثال بسيط في أوروبا المدرب حتى ولو يحقق انجازات وينجح في عمله إذا لم تكن الفرجة مضمونة معه لا يمنحون له فرصة البقاء، لكن اليوم في بطولتنا لا نشاهد الفرجة ولا الأداء ولا أي شيء، كلام عن الأموال فقط.
للأسف هناك ظاهرة أخرى خطيرة ، يوجد آباء يفرضون على أبنائهم التوقف عن مزاولة الدراسة من أجل لعب كرة القدم ، في أوروبا هناك الأموال و يمنحون لنا الفرجة والمتعة والجميع يحلل الأموال الضخمة التي يتلقونها ، لكن في بلدنا الآباء أصبحوا يمنعون أبنائهم من الدراسة للنجاح ماديا في كرة القدم و هذا الأمر خطير.
ابتعدت مؤخرا عن الميادين ما هي الأسباب؟ و هل سنشاهد حنكوش يعود للتدريب؟
تمنيت العودة كوني إبن الكرة وقضيت سنوات في هذه المهنة ، اكتسبنا تجربة كبيرة من المفروض أن يستفيد منها الجيل الحالي وحتى المدربين والمسيرين الحاليين ، لكن سيرتي الذاتية ربما غير كافية او ناقصة من بعض الأمور التي لم أنشأ بها ، تربيتي لا تسمح لي بالتنازل عن مبادئي وشخصيتي، اليوم الجميع أصبح يمتهن البزنسة ، أنا غير قادر على فعل مثل هذه الأمور ، تعلمت منذ الصغر أن العقل السليم في الجسم السليم، مبادئي قبل أي شيء هكذا تعلمنا.
ظاهرة جديدة أصبحنا نشاهدها في محيط كرة القدم ، هناك سماسرة أو وكلاء لاعبين وهميين يسيطرون على كل شيء ، لكن حتى أنتم تتحملون المسؤولية لأنكم تركتم الدخلاء و منحتم لهم الفرصة ليفعلوا ما يريدون؟
لم يتركونا نعمل و زاحمونا في مجالنا ، لم نبتعد بإرادتنا أبدا ، ما يفعله هؤلاء لم و لن نقدر على فعله نحن النزهاء ، لما أكون مدرب و يأتي عندي رئيس فريق ليطلب مني ترتيب مقابلة ، لن أقدم على هذا العمل ، هذه مهزلة و لا يمكن أن أتخلى عن مبادئي التي نشأت و ترعرعت بها ، لقد تغلبوا علينا هؤلاء السماسرة ، نتمنى أن تتحسن الظروف و أن نضع اليد في اليد لمحاربة هؤلاء الدخلاء.
أجور خيالية أصبحت تقدم للاعبين هل يستحقون تلك الأموال ؟
لما تعطي للاعب شاب أجرة شهرية ب 500 مليون سنتيم شهريا هنا سيخرج اللاعب من عالم كرة القدم و الشغف الذي كان عنده منذ الصغر و بعد أيام سيصبح ملياردير ، سيشتري سيارة فارهة و منزل مريح و حتى والديه لن يكون بمقدورهما محاسبته ، هنا ينسى أي شيء إسمه كرة القدم ، الأجور التي تمنح كبيرة و كبيرة جدا و مبالغ فيها ، من حق كل واحد أن يتلقى الأموال لكن ليس لهذه الدرجة كل شيئ في المعقول، كما أريد أن أتحدث عن أمر في نفس السياق…
تفضل……
هناك مشكل آخر وقعنا فيه ، اللاعب الذي يقبض أجرة في حدود 100 مليون سنتيم لما يعرف أن زميله في الفريق يتلقى 500 مليون سنتيم شهريا ،الأول سيقول للثاني يجب أن تجري و تتعب خمس مرات أضعاف ما أقدمه فوق المستطيل الأخضر و هذا الأمر موجود.
كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار الشيق و ما هي رسالتك لإدارة فريق غالي معسكر وللجمهور المتشوق للعب ورقة الصعود تزامنا مع المئوية ؟
للأسف فريقنا عانى لسنوات في الأقسام السفلى طيلة السنوات الماضية ، الجمهور المعسكري يعرف كرة القدم و أدرى بشؤونها ، انا أعي ما أقول في ضواحي الولاية هناك لاعبين كبار و هناك شبان في الوقت الحالي يحتاجون للوقت و للعمل من أجل البروز ، لما نتكلم عن الإدارة أعتقد أنها تقوم بعمل كبير و بمجهودات جبارة، قامت بما يجب القيام به مقارنة بالسنوات الأخيرة.
الأجور سلمت للاعبين كما انها تقدم المنح في وقتها المحدد ، العتاد موجود و كل وسائل العمل البيداغوجية متوفرة ، الآن يبقى الميدان هو الفاصل و أتمنى التوفيق للغالية بوجود و انا متفائل بخبرة الاعبين الذين لديهم إمكانيات كبيرة و تجربة في البطولة ، يجب تكاثف جهود الجميع خدمة لمصلحة الكرة المعسكرية و الجمهور يعرف كره القدم ، مثلما قلت في بداية الحديث و يمكن أن يقول الغالي كلمته في البطولة هذا الموسم.
حجازي زكرياء
