دخل المنتخب الوطني الجزائري، مساء اليوم الاثنين، رسميًا أجواء التحضير لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، بعد إجرائه أول حصة تدريبية بمركز سيدي موسى، وسط اكتمال تدريجي للتعداد وحضور أبرز نجوم “الخُضر”، يتقدمهم القائد رياض محرز، في خطوة تعكس جدية الطاقم الفني بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش وطموحاته الكبيرة في العرس القاري المرتقب.
انطلقت التحضيرات الفعلية للمنتخب الوطني الجزائري في أجواء تنظيمية محكمة، حيث احتضن المركز التقني لسيدي موسى أول حصة تدريبية ضمن التربص التحضيري الخاص بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقررة إقامتها بالمغرب. حصة حملت في طياتها العديد من المؤشرات الإيجابية، سواء من حيث الحضور، الجدية، أو الانضباط الفني.
وشهدت الحصة الأولى التحاق جميع اللاعبين الذين تمت دعوتهم من طرف الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، بما فيهم العناصر التي وصلت خلال الساعات الأخيرة، وعلى رأسها القائد رياض محرز، نجم الأهلي السعودي، ولاعب وسط الميدان إسماعيل بن ناصر، إضافة إلى رضوان بركان، سمير شرقي، وجوان حجام، إلى جانب بقية الأسماء التي يعوّل عليها الطاقم الفني في هذه المشاركة القارية.
وركّز الطاقم الفني خلال هذه الحصة على الجوانب البدنية الخفيفة وتمارين الاسترجاع، بهدف إزالة إرهاق السفر والمنافسات مع الأندية، قبل الدخول تدريجيًا في العمل التكتيكي والفني خلال الأيام المقبلة. كما بدا واضحًا حرص بيتكوفيتش على خلق أجواء تنافسية إيجابية داخل المجموعة، مع منح تعليمات فردية لبعض اللاعبين.
الحصة عرفت أيضًا تفاعلًا كبيرًا من اللاعبين، الذين أظهروا روحًا معنوية عالية ورغبة واضحة في تقديم أفضل ما لديهم، خاصة في ظل رغبة الجماهير الجزائرية في استعادة الهيبة القارية بعد خيبات الدورات السابقة. وهو ما يضع المجموعة أمام مسؤولية كبيرة تتجاوز مجرد المشاركة، نحو لعب الأدوار الأولى والمنافسة على اللقب.
ومن المرتقب أن تتواصل التحضيرات بمركز سيدي موسى خلال الأيام القادمة بوتيرة تصاعدية، حيث سيعمل الطاقم الفني على ضبط الجوانب التكتيكية، اختبار الانسجام بين الخطوط، والوقوف على الجاهزية البدنية والفنية لكل لاعب، قبل شدّ الرحال إلى المغرب لخوض غمار المنافسة الإفريقية.
وتعوّل الجماهير الجزائرية كثيرًا على هذه النسخة، في ظل توفر توليفة تجمع بين الخبرة والشباب، ووجود أسماء قادرة على صنع الفارق في المواعيد الكبرى، ما يعزز الآمال في رؤية منتخب قوي، منظم، وقادر على تشريف الكرة الجزائرية فوق الملاعب الإفريقية.
بهذه الانطلاقة الجدية من سيدي موسى، يبعث “محاربو الصحراء” برسالة واضحة لمنافسيهم مفادها أن الجزائر قادمة بعزيمة قوية، وطموح مشروع، من أجل كتابة صفحة جديدة في سجل أمجادها القارية.

