من بين افضل ما أنجبت كرة القدم الجزائرية و مدرسة مولودية سعيدة في مركز الهجوم نجد اللاعب لطفي سليم صحراوي الذي صال و جال في البطولة الوطنية بشقيها و لعب لأكبر الأندية الوطنية القابا و تاريخا، و من بين اللاعبين القلائل الذين التحقوا بالمنتخب الوطني من بين خريجي فريق مولودية سعيدة.
حيث استضفناه في هذا العدد للحديث عن مسيرته الحافلة إضافة إلى ذلك للتطرق على أحوال اللاعب بعد الاعتزال و عن ماذا فعل وكيف يعيش حيث يعتبر الموضوع موضوع الساعة في ظل تدهور أحوال العديد من اللاعبين الذين لم يعرفوا كيف يسيرون منهج حياتهم بعد الاعتزال.
و سنتطرق أيضا للمشاكل التي يعاني منها الرياضيون على العموم و لاعبي كرة القدم على وجه الخصوص ممن اعتزلوا و توجهوا لعالم التدريب او التسيير او في مجال رياضي النخبة عن حقوقهم المهضومة في عدد شيق خصنا فيه لطفي بتصريحات توضح كل الأمور الإيجابية و السلبية في هذه المضامين.
عرف الجمهور الرياضي عنك ؟
اول وقبل كل شيء احييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اعرج بعدها على تحية أسرة جريدة 90 دقيقة على كل ما تقدمه وعلى هذه الاستضافة و الالتفاتة لنا نحن اللاعبين السابقين، معكم لطفي سليم صحراوي لاعب دولي سابق و مهاجم للعديد من الأندية الجزائرية على غرار مولودية سعيدة شبيبة القبائل مولودية قسنطينة…..
متى بدأت كرة القدم؟
لحسن حظي اني من عائلة رياضية وكما يعلم الجميع انا والدي حفظه الله و شفاه لاعب سابق في فريق مولودية سعيدة ومسجل هدف التتويج بكأس الجمهورية في نسختها الأولى، بدأت كغيري من الشباب في الفئات الصغرى لفريق مولودية سعيدة سنة 1987 على يد أحد أعمدة التكوين في مدرسة مولودية سعيدة المدرب و المربي بختاوي احمد رحمه الله الذي كان له دور كبير في تكويننا كرويا و نفسيا للوصول إلى ما حققناه في مسيرتنا المتواضعة ومثل مربي الماضي ما تفتقد اليه كرة القدم الجزائرية على العموم و المدراس الكروية على الخصوص.
من هو الشخص الذي كان يلهمك للعب كرة القدم؟
حقيقة الأمر بالنسبة لي أو كغيري من الشباب اول قدوة لي كان الوالد حفظه الله و شفاه، ثم كنت معجب بلاعب الدولي و فريق وفاق سطيف مليك زرقان الذي كان يحمل خصائص فنية كبيرة و كان من بين أكبر الأسماء في البطولة الوطنية أنذاك بتواجد العديد من الأساطير في كرة القدم الجزائرية الا اني كنت و لازلت معجب باللاعب مليك زرقان.
متى لعبت أول مباراة لك مع الفريق الأول؟
أنا مسيرتي كانت في شق احترافي لان ماضي كرة القدم الجزائرية احسن من حاضرها وقلت لك ان النخبة من المربين و المدربين في تلك الفترة كانوا من اهل الاختصاص ومن أصحاب المبادئ عن نفسي اول مباراة لي مع أكابر فريق مولودية سعيدة كانت ضد فريق إتحاد بشار في بطولة القسم الثاني و كان عمري أنذاك 16 سنة كنت في صنف الأشبال لكن المدير الفني و المدرب الكبير أسطورة كرة القدم الجزائرية واحد اعمدتها لاعب فريق جبهة التحرير الوطني ورمز ولاية سعيدة المرحوم المجاهد سعيد عمارة أعطاني فرصة و تم ترقيتي في سن مبكرة.
وهو ما نفتقده الان بالرغم من تطور كرة القدم و سهولتها في اللعب من حيث اللعب الخشن وحماية اللاعبين، وهذا هو الأمر المفقود حاليا بحيث يتم دفن المواهب الشابة في سن العطاء ويتم ترقيت اللاعب حتى سن 25 او اكثر مما يجعل مشواره محدود بحوالي 5 سنوات على أكثر تقدير من حيث المردود.
ماهي الفرق التي لعبت لها؟
حقيقة لعبت في العديد من الفرق وكان لي الحظ اني زرت مختلف المناطق في أرض الوطن ولعبت لأكبر الأندية في الجزائر، حيث كانت انطلاقتي مع فريق القلب مولودية سعيدة بعدها انتقلت الى فريق مولودية قسنطينة احد قطبي مدينة الجسور المعلقة الذي كان ينشط في القسم الأول في تلك الفترة، بعدها انتقلت الى فريق شبيبة القبائل احد اعرق الأندية الجزائرية و أكثرها تتويجا على المستوى القاري بعدها انتقلت الى فريق اتحاد بلعباس و عدت إلى مولودية سعيدة بعدها انتقلت ترجي مستغانم الى وفاق تيغنيف ثم لعبت لفريق شباب البيض.
ماهي الالقاب التي تحصلت عليها في مسيرتك؟
الحمد لله ان مسيرتي الكروية لم تنتهي دون تحقيق ألقاب، فالعديد من اللاعبين المتميزين لم يسعفهم الحظ في تحقيق الالقاب بالرغم من المستوى الكبير الذي قدموه و الدور الذي لعبوه في انديتهم انا لدي لقبين لقب فردي و لقب جماعي، اللقب الفردي حين توجت بلقب هداف البطولة الوطنية المحترفة برصيد 12 هدف موسم 1999 – 2000 مع فريق مولودية قسنطينة ، اما عن اللقب الجماعي فالحمد لله اني تحصلت على لقب قاري وتوجت بكأس رابطة أبطال أفريقيا مع فريق شبيبة القبائل موسم 2000 – 2001.
قلت ان الكثير لا يعلم انك متوج بلقب قاري ما هو شعورك بعدها ؟
في الحقيقة انا في شخصيتي لست من اللاعبين الذي يحب الاضواء يجدني العديد ممن تعاملت معهم اني خجول و العديد من الجماهير لا يعلمون اني بطل افريقيا مع فريق شبيبة القبائل حقا كانت تجربة أكثر من رائعة مع فريق عريق و تعاملت مع الرئيس المرحوم فقيد الكرة الجزائرية حناشي رحمة الله عليه.
كانت تجربة رائعة و ذكرى سأحتفظ بها ما حييت كما اغتنم الفرصة لتهنئة فريق شبيبة القبائل بملعبهم الجديد و اتمنى عودة الفريق إلى منصة التتويجات محليا و قاريا.
كما اتمنى صعود فريق القلب مولودية سعيدة و اتحاد بلعباس و عودة فريق مولودية قسنطينة أيضا إلى مصاف الكبار وكل شيء يأتي بالصبر و العمل وخير دليل فريق ترجي مستغانم الذي احييه و احييه نصاره هو الاخر واتمنى لهم موسما ناجحا في حظيرة الكبار.
افضل هدف سجلته في مسيرتك بالنسبة لك؟
هذا السؤال كنت انتظره لكن في الحقيقة لدي العديد من الأهداف التي اعتبرها من بين الأفضل في مسيرتي التهديفية بحيث، لدي هدف بمقصية مع فريق مولودية سعيدة من على خط منطقة العمليات ضد فريق اتحاد الحراش.
و هدف حاسم في الدقيقة الأخيرة مع مولودية قسنطينة ضد فريق شباب بلوزداد في موسم نيلي جائزة هداف البطولة و لدي هدف على طريقة رابح ماجر بالعقب سجلته عندما كنت لاعب مع فريق اتحاد بلعباس في مباراة ضد فريق جمعية الخروب في موسم استثنائي نافسنا فيه فريق مولودية سعيدة على الصعود و ابتسم الحظ للصادة التي التحقت بحظيرة الكبار في ذلك الموسم.
افضل مدرب و رئيس فريق عملت معه في مسيرتك وكيف كانت العلاقة؟
هذا الجانب أيضا مهم بالنسبة للاعب فأي لاعب لديه مدرب مفضل مر عليه في مسيرته وسيبقي في مذكرته و في تاريخه، انا اولا كما سبق وقلت كان لي الفضل ان تدربت على يد الشيخ أحمد بختاوي في مجال تكويني.
ثم كانت لي فرصة مع الفريق الأول لمولودية سعيدة تحت امرت الاسطورة سعيد عمارة رحمه الله، بعدها في مسيرتي المحترفة عملت مع عديد المدربين على غرار شرادي، بن زكري، عساس، مدرب شبيبة القبائل مواسة و حنكوش لكن المدرب الذي لديه الفضل علي هو بن زكري مدرب فريق مولودية قسنطينة.
الذي منحني الفرصة ووضع في شخصي ثقة كبيرة وكنت حينها في بداية مسيرتي كشاب طموح حيث كنت عند حسن ظنه انا ايضا وحققت لقب هداف البطولة مع فريق مولودية قسنطينة.
أما بالنسبة لرؤساء مع احتراماتي للجميع لكن شريف حناشي رحمه الله هو الابرز و الأفضل الذي تعاملت معه يعطيك احساس بقيمة الفريق و هيبته و حتى جانب التسيير تحس ان الامور مختلفة وكل شيء احترافي حتى في تلك الفترة.
كنت من بين اللاعبين الذين تقمصوا ألوان المنتخب الوطني كيف كانت التجربة؟
بالنسبة للمنتخب الوطني لست بالجديد على حمل قميص المنتخب بحيث تدرجت معهم في كافة الفئات الشبانية من صنف الأشبال إلى الاواسط حتى الاكابر و تلقيت دعوة واحدة مع الفريق الأول حيث لعبت مباراة ضد منتخب ليبيريا، في ملعب 8 ماي بعنابة سنة 1999، الحمد لله كانت تجربة رائعة و فريدة من نوعها حيث لعبت العديد من المنافسات في جميع الأصناف الشبانية حيث لعبت بطولة أفريقية و بطولة عربية و تصفيات كأس افريقيا و تصفيات كأس العالم للشبان، كانت تجربة ثرية في مسيرتي و الحمد لله على كل شيء بالرغم من أن طموحي كان التألق مع المنتخب الوطني الأول لكن لم تتح لي فرص أخرى.
من هم العناصر الذي لعبت معهم في المنتخب؟
كانت هناك العديد من الأسماء الكبيرة على غرار موسى صايب، علي مراكشي و من دفعتي في نفس الفئة العمرية قادة كشاملي، مضوي إضافة إلى بالهامل مازري، حدو و رحو، بن سحنون و العديد من اللاعبين الكبار الذين كان لهم مستوى كبير وحققوا نجاحا باهرا مع الأندية و المنتخب الوطني.
افضل ذكرى لك مع المنتخب؟
افضل ذكرى هي دعوتي لتمثيل الجزائر مع الفريق الاول و ضد فريق ليبيريا حيث لعبنا ضد الاسطورة الأفريقية الحية و اللاعب الافريقي الوحيد المتوج بجائزة افضل الكرة الذهبية المهاجم الكبير جورج ويا، وهذا شرف كبير لي كمهاجم ان اقابل مثل هذه الاسطورة وجها لوجه و ستبقى الذكرى الأفضل لي في مسيرتي مع المنتخب الوطني الذي تدرجت فيه في كافة الفئات العمرية.
ماذا فعلت بعد الاعتزال؟
بعد الاعتزال كغيري من اللاعبين يبدأ التفكير فيما سأفعل بحيث اتخذت قسطا من الراحة بعدها بدأت في ترتيب الأمور هل اتجه للتدريب ام للتسيير ام ابتعد عن المجال الكروي و اتجه للعمل الحر حيث كانت مرحلة حاسمة في حياتي.
هل تعمل لحسابك الخاص ام في اي مجال؟
الحمد لله اعمل لحسابي الخاص في مشروعي التجاري، و احمد الله تعالى أن الأمر لم ينتهي بي كالعديد من اللاعبين الكبار الذين عانوا كثيرا بعد الاعتزال واوصي جميع اللاعبين بأن يفكروا في مجالات بعد الاعتزال لان حياة اللاعب العملية قصيرة وأغلبهم ينتهي مشوارهم الرياضي في سن مبكرة تقريبا 36 سنة على العموم لذلك يجب أن يكون اللاعب مسؤول وان يفكر في مستقبله بعيدا عن مسيرته التي سيكون مصيرها الانتهاء بالرغم من التألق.
لطفي هل كانت لديك تجربة في مجال التدريب او التسيير ؟
نعم كانت لدي تجربة مع الفئات الشبانية لفريق مولودية سعيدة بحيث اردت توظيف القليل من خبرتي لخدمة الفريق و رد جميل المدرسة السعيدية علي، و آخرها كان الموسم الماضي حيث خسرنا نهائي كأس الجمهورية مع فريق اقل 19.
أما في مجال التسيير فالجميع يعلم اني قبلت مهمة مناجير عام في فريق مولودية سعيدة موسم 2019 حيث انقذنا الفريق كما قمت بواجبي تجاه الفريق في التفاوض مع العديد من اللاعبين الذين كانوا يدينون للفريق ومن بينها مشكلة الرباعي بوهدة بن عيادة و قاريش و نكروف حول مستحقاتهم العالقة و القضية التي ذهبت حتى اروقة المحاكم وانتهت بحجوزات على ممتلكات النادي انا قدمت ما علي و انا رهن إشارة كل من يريد خدمة فريق مولودية سعيدة.
أريد حقي أين الوزير أو وليد صادي
هل استفدت من مشروع رياضي النخبة؟
لقد وضعت اليد على الجرح، مشروع رياضيي النخبة مشروع جاء بعد معاناة العديد من رياضيي النخبة الذين قدموا للرياضة الجزائرية لكن أصبحت في متناول البعض دون الاخر وهذا الأمر الذي لم استوعبه لحد الساعة خصوصا في دراسة ملفي انا شخصيا دون الحديث عن البقية.
اذا لم تستفد لما وكيف و لماذا؟
أنا لحد كتابة هذه الأسطر لم اتلقى اي رد بخصوص وضعيتي مع اني ارسلت الملف سنة 2018 اي كنت من السباقين وارسلته عن طريق البريد مع وصل الإيداع لكن لا حياة لمن تنادي في حين أن العديد من الرياضيين رياضيي النخبة في مختلف الرياضات تحصلوا على شهاداتهم و قاموا بالتربص التكويني وهم الان في مناصبهم كإطارات و مستشاري تربية لكن انا لم اتلقى اي شيء مما آثار استغرابي هل انا فقط من هو مستثنى ام العديد في صورتي.
ماهي مطالبك في هذا الموضوع؟
اطلب من وزير الشباب و الرياضة التدخل في قضيتي و انصافي بمنحي حقي أو بوليد صادي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم للتدخل أيضا عنا نحن رياضيي النخبة من اللاعبين الدوليين و المحترفين الذين بقيت ملفاتنا حبيسة الرفوف، لأنه من غير المعقول ان يبقى الملف قيد الدراسة منذ سنة 2018 واذا تم اهماله يعلموني بتجديد الملف او اي شيء من هذا القبيل.
كلمة اخيرة لطفي؟
اشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة من جريدة 90 دقيقة الجريدة المتميزة وانا من متابعيها ومتابعين المواضيع المختلفة الصادرة في موقعكم و على صفحات الجريدة الورقية أيضا اتمنى لكم النجاح و أيضا اتمنى ان يصلح حال الكرة الجزائرية و ان تعود المدارس الكروية إلى الحياة عن طريق مشاريع تكوينية جديدة ويكون كل شيء جيد و في محله لخدمة البلاد و العباد.
بوكعبان عبدو