لقد ابهر المنتخب الجزائري للمحليين لكرة القدم المشكل في وقت وجيز كل الملاحظين بعد تتويجه عن جدارة واستحقاق بالكأس العربية-2021 التي احتضنتها قطر خلال الفترة الممتدة من 30 نوفمبر إلى 18 ديسمبر بعد فوزه على تونس (2-0) بعد الوقت الإضافي في نهائي النسخة العاشرة للمنافسة, مؤكدا صحوة كرة القدم الوطنية بعد عامين و نصف من تتويج “الخضر” باللقب الإفريقي في مصر.
و رغم أن التشكيلة لوطنية التي تشكلت بلاعبين ينشطون في البطولة المحلية والعربية, كانت في هذا الموعد العربي, ضمن المنتخبات المغمورة إلى جانب نلك المرشحة بالتتويج على غرار منتخبي مصر وتونس الحاضرين بمنتخبهما الأول.
و حقق المنتخب الجزائري بداية قوية في الدورة ضامنا تأهله للدور ثمن النهائي عقب الجولتين الأوليين لمرحلة المجموعات. فبعد فوزه بسهولة على السودان (4-0) في اللقاء الافتتاحي, واجه رفاق اللاعب أمير سعيود تشكيلة لبنانية صعبة المنال, حيث تم حسم مصير المباراة في الدقائق العشرين الأخيرة (2-0).
بعد هذا الفوز, يقول المدرب الوطني مجيد بوقرة ما يلي: “لقد حققنا هدفنا الأول رغم صعوبة الأداء. المهم, ظفرنا بالنقاط الثلاثة التي تسمح لنا بالبقاء في صدارة الترتيب في انتظار الجولة الثالثة و الأخيرة لمرحلة المجموعات أمام منتخب مصر, و التي ستكون حاسمة بالنسبة لترتيبنا النهائي في المجموعة”.
و كان داربي شمال إفريقيا أمام مصر المشكل من 84 بالمائة من تعداد المنتخب الأول, حامي الوطيس بين منتخبين كانا يبحثان عن صدارة المجموعة.
فبعد مباراة اتسمت بالتنافس الشديد, افترق المنتخبان على نتيجة التعادل (1-1), حيث افتك “الفراعنة” المركز الأول “لمحاربي الصحراء” بقاعدة “الروح الرياضية” الخاصة بعدد البطاقات.
المغرب بالضربة القاضية و الحلم أضحى ممكنا
وباحتلالها المركز الثاني للمجموعة الرابعة, تعرفت التشكيلة الجزائرية على منافسها في الدور ربع النهائي وتعلق الأمر بالمنتخب المغربي الذي سيطر سيطرة مطلقة على المجموعة الثالثة, مسجلا ثلاثة انتصارات في نفس العدد من المباريات دون أن تتلقى شباكه أي هدف بينما نجح في تسجيل تسعة أهداف.
فالمنتخب المغربي الحائز على اللقبين الأخيرين لكأس إفريقيا للمحليين (شان) والذي كان متواجدا على سلسلة طويلة من المباريات دون هزيمة, اصطدم بتشكيلة جزائرية لعبت بشجاعة كبيرة والراغبة في تحقيق إنجاز كبير.
وبعد فرض التعادل على المنتخب المغربي في 120 دقيقة من اللعب (2-2), أوكل “الخضر” مصيرهم لعملية الضربات الترجيحية, حيث نجح الحارس رايس مبولحي في التصدي للضربة المغربية الرابعة قبل أن يتمكن المدافع الأوسط الشاب محمد أمين توقي من الدفع بفريقه للمربع الذهبي بتسجيله للمحاولة الجزائرية الأخيرة.
في لقاء المغرب, تألق لاعب بشكل لافت, مؤكدا في نفس الوقت إمكانياته الخارقة.
ويتعلق الأمر بيوسف بلايلي الذي استدعي بصفة استثنائية لهذه المنافسة العربية على غرار لاعبين آخرين من المنتخب الجزائري الأول. وأمتع اللاعب السابق لنادي قطر القطري المتفرجين و مشاهدي التلفزيون بهدف جاء من كوكب آخر والذي يعتبر من أجمل أهداف كرة القدم الجزائرية. وبعد مراقبة رائعة بالصدر, خادع صاحب بلايلي, الحارس المغربي زنيتي بقذفة على الطائر من حوالي 40 مترا.
و بتأهله للمربع الذهبي, اقترب المنتخب الجزائري أكثر فأكثر من التتويج و لو أن نظيره القطري منظم الدورة, والذي يحظى بدعم جمهوره, كان العقبة ما قبل الأخيرة للنهائي الكبير.
بروز كل من شتي, بن دبكة و توقاي
وفي رحلتهم المظفرة, واصل أبناء المدرب الوطني مجيد بوقرة مغامرتهم الجميلة بإقصائهم المنتخب القطري (2-1) بعد مبادرة دراماتيكية في أنفاسها الأخيرة, حيث أضاف الحكم البولوني مارسينياك سزيمون 18 دقيقة في الوقت بدل الضائع, و منحه لضربة جزاء للمنتخب الجزائري نجح في تسجيلها بليلي (90+17), و ذلك بعد تعديل قطر للنتيجة قبل عشر دقائق.
و في مباراة نصف النهائي الثانية, أقصت التشكيلة التونسية للمدرب منذر الكبير, نظيرتها المصرية بهدف ضد مرماه لوسط الميدان المصري, عمر السولة في الدقيقة (90+4).
في المباراة النهائية, ظهر “الخضر” بوجه بطولي و عزيمة فولاذية سمح لهم الفوز على تونس (2-0à بعد الوقت الإضافي أمام منافس بذل كل ما في وسعه للعودة بالتاج العربي.
و بغض النظر عن هذا التتويج المستحق, أظهر المنتخب الجزائري للمحليين شخصية كبيرة بقيادة المدرب الوطني مجيد بوقرة الذي سجل عودة قوية في منافسة كبيرة.
ويعتبر هذا التتويج عملية مربحة في أول محاولة بالنسبة للقائد السابق للمنتخب الأول الذي هو بصدد السير على خطى المدرب الوطني للمنتخب الأول, جمال بلماضي الذي أهدى الجزائر نجمتها الإفريقية الثانية عام 2019 في أول منافسه رسمية له.
ومكنت الكأس العربية لعدد من اللاعبين أمثال المدافع الأيسر لياس شتي, و وسك الميدان الهجومي يفيان بن دبكة و حتى المدافع محمد أمين توقي بالبروز و خاصة البحث عن مكان ضمن التعداد المقبل على الدفاع عن الألوان الوطنية في كأس إفريقيا المقبلة للأمم-2021 (المؤجلة لعام-2022) بالكاميرون (9 يناير- 6 فبراير).
فببروز هذه العناصر, سيكون جمال بلماضي في ورطة كبيرة لضبط قائمته الرسمية لكان-2021 و ذلك أمام وفرة المنتوج.