في أجواء مشحونة بالتطلعات، جرت قرعة الدور الجهوي الأخير من منافسة كأس الجمهورية على مستوى رابطة قسنطينة الجهوية، لتُسفر عن مواجهات نارية تجمع بين فرق القسم الثاني وأندية الجهوي التي صنعت الحدث في الأدوار السابقة. هذه المرحلة تُعد البوابة الأخيرة قبل دخول غمار الدور الوطني (الدور 32)، حيث تبدأ الفرق في مواجهة أندية النخبة، وتُتاح لها فرصة الظهور على الساحة الإعلامية الوطنية، وربما كتابة فصل جديد في تاريخها.
نتائج القرعة: مواجهات واعدة
أسفرت القرعة عن سبع مواجهات قوية، جاءت على النحو التالي:
– جمعية الخروب × شباب بني ياجيس
– مولودية قسنطينة × شبيبة جيجل
– شباب ميلة × آمال العلمة
– هلال شلغوم العيد × نادي التلاغمة
– نجم بني ولبان × الفائز من نجم التلاغمة – اتحاد سطيف
– الفائز من رائد شباب بوقاعة
– جمعية عين كرشة × الملعب السطايفي
– اتحاد الفوبور × اتحاد الشاوية
هذه المواجهات تُعد اختبارًا حقيقيًا لطموحات الفرق الجهوية، خاصة تلك التي أظهرت انسجامًا جماعيًا في الأدوار السابقة، مثل شباب بني ياجيس الذي تأهل في ثلاث مواجهات متتالية، والملعب السطايفي الذي صنع الحدث بإقصائه لشبيبة سكيكدة.
بين الطموح والتجربة
القرعة كشفت عن توازن واضح بين فرق الجهوي والقسم الثاني، حيث لم تُمنح أي أفضلية مطلقة، ما يُعزز من قيمة المنافسة ويُحفّز الفرق على تقديم أفضل ما لديها. فرق مثل شباب ميلة، نجم بني ولبان، واتحاد الفوبور تُراهن على الروح الجماعية، بينما يُنتظر من فرق القسم الثاني أن تُظهر خبرتها وتُثبت أحقيتها في التواجد ضمن قائمة الدور 32. فالمدربون سيواجهون تحديات تكتيكية كبيرة، خاصة في ظل ضغط النتائج، وقصر فترة التحضير، ما يجعل الذكاء الفني عاملاً حاسمًا في حسم المواجهات.
أبرز المواجهات في هذا الدور ستكون تحت المجهر
–جمعية الخروب × شباب بني ياجيس
لقاء يجمع بين فريق عريق وآخر صاعد بثبات. شباب بني ياجيس يدخل المواجهة بثقة بعد سلسلة تأهلات مثيرة، بينما تسعى جمعية الخروب لتأكيد جاهزيتها واستعادة بريقها في منافسة الكأس.
– مولودية قسنطينة × شبيبة جيجل
مواجهة كلاسيكية بين فريقين يملكان قاعدة جماهيرية واسعة، وتاريخًا في منافسة “السيدة الكأس”، ما يجعل اللقاء مفتوحًا على كل الاحتمالات.
– شباب ميلة × آمال العلمة
صدام متكافئ بين فريقين أظهرا انسجامًا جماعيًا في الأدوار السابقة، ويُنتظر أن يكون اللقاء تكتيكيًا بامتياز، خاصة مع تقارب المستوى الفني.
– هلال شلغوم العيد × نادي التلاغمة
ديربي محلي بنكهة الكأس، حيث يسعى كل طرف لإثبات تفوقه في المنطقة، وسط ترقب جماهيري كبير، خاصة بعد الأداء المتذبذب لكلا الفريقين في بداية الموسم.
– نجم بني ولبان × الفائز من نجم التلاغمة – اتحاد سطيف
مواجهة ستُحدد لاحقًا، لكنها تُعد اختبارًا حقيقيًا لطموحات نجم بني ولبان، خاصة أمام خصم قادم من مواجهة قوية، ما يجعل التحضير الذهني عاملاً حاسمًا.
– الفائز من رائد بوقاعة – جمعية عين كرشة × الملعب السطايفي
الملعب السطايفي الذي صنع الحدث بإقصائه لشبيبة سكيكدة، سيواجه خصمًا قادم من لقاء تصفوي، ما يمنحه أفضلية نسبية في التحضير، لكنه سيحتاج إلى الحذر من المفاجآت.
– اتحاد الفوبور × اتحاد الشاوية
لقاء يجمع بين فريق طموح وآخر يملك تجربة في القسم الثاني، ما يجعل المواجهة مفتوحة على المفاجآت، خاصة مع الأداء المتصاعد لاتحاد الفوبور في الأدوار السابقة.
الجماهير تترقب والطموح يكبر
الجماهير المحلية، خاصة في جيجل، سطيف، وقسنطينة، تترقب هذه المواجهات بشغف، آملة أن تُسفر عن تأهل فرق تُجيد اللعب الجماعي وتُحسن تمثيل الجهة الشرقية في الأدوار الوطنية. الحضور الجماهيري المنتظر سيكون عاملًا محفزًا، وقد يُرجّح كفة الفرق التي تُجيد اللعب تحت الضغط. والدور الجهوي الأخير ليس مجرد محطة تصفوية، بل هو بوابة نحو الحلم الوطني، حيث تبدأ الفرق في مواجهة أندية النخبة، وتُتاح لها فرصة الظهور على الساحة الإعلامية الوطنية، وربما كتابة فصل جديد في تاريخها وفرق شباب بني ياجيس والملعب السطايفي تُجسد هذا الحلم، وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيقه، وسط دعم جماهيري متزايد، وإيمان داخلي بأن “المستحيل ليس رياضيًا“.
عبد المالك /ب
 
 
 
  
  
  
  
  
 