يواصل المهاجم الجزائري إيلان قيس قبال كتابة فصولٍ مذهلة في الدوري الفرنسي، بعدما تحوّل من لاعب صاعد إلى ظاهرة كروية تُدهش المتابعين وتُربك الأقلام. الصحافة الفرنسية تصفه تارة بـ”الظاهرة”، وتارة بـ”عازف القيثارة”، فيما يتحدث أنصار باريس سان جيرمان بإعجاب عن فنياته، مؤكدين أنهم يدخلون الملاعب لمشاهدته قبل أي أحد آخر.
انفجار موهبة قبال جاء الموسم الماضي حين قاد باريس إف سي إلى الصعود بين الكبار، ليصبح هذا الموسم مايسترو الإيقاع في النادي الباريسي، وسيد اللمسة الأنيقة التي تُجبر المخرجين على إعادة اللقطات مرارًا.
بعد 11 جولة، يحتل فريقه المركز الـ11 في الدوري الفرنسي، فيما يقف قبال خامسًا في ترتيب الهدافين بخمسة أهداف، كل منها لوحة فنية متقنة، جعلته هداف العاصمة باريس متفوقًا حتى على نجوم باريس سان جيرمان، في وقت يتصدر فيه الأرجنتيني بانيتشيك من لانس قائمة الهدافين بتسعة أهداف.
ومع أن هدف باريس إف سي لا يتجاوز ضمان البقاء، فإن الجمهور يدرك أن الاحتفاظ بقبال سيكون معركة صعبة، بعدما فاز مرتين بلقب أفضل لاعب في الدوري الفرنسي وأصبح تحت أنظار كبار أوروبا.
قبال، صاحب الـ27 عامًا، ليس جناحًا كما يُشاع، بل صانع ألعاب بموهبة نادرة، يروض الكرة بيسراه كمن يعزف لحنًا على وترٍ حساس، ويُتقن التسديد بيمناه كما يُتقن الرسام رسم الخط الأخير على لوحته.
ورغم أنه طرق باب المنتخب الجزائري عام 2021 دون أن ينال فرصته في عهد بلماضي، فإن القدر يمنحه اليوم فرصة العودة من أوسع الأبواب، بعدما أثبت أنه فنان يستحق مكانه بين سحرة “الخضر”.
إنه ببساطة إيلان قيس قبال — وجه الجمال في كرة القدم، وصوت الفن في الميدان، وعازف الحلم الذي يُعيد للأخضر نغمة الإبداع المفقودة.

