فضيل عبدو تقني ومحلل فيديو”لازلنا متأخرين كثيرا في التحليل التكتيكي “

فضيل عبدو
Share on facebook
شارك
Share on email
بريد
Share on print
طباعة

بالرغم من الميزانيات المالية الكبيرة التي كانت تصرف على الأندية ولازالت في البطولة الجزائرية، والتي لم يكن يجني منها التكوين و تطوير مستوى اللعب و الأداء الفني سواء للاعب و الفرق على حد سواء شيئا سوى فوضى كروية وأداء هزيل مبني على لعب عشوائي و بعض الفرديات التي تصنع الفارق خلال المباريات باستثناء القلة القليلة التي كان أدائها الجماعي و الفني رائع في فترة غابت فيها الفرق الجزائرية عن الساحة القارية نظرا لتراجع المستوى الذي كان ملاحظا.

خصوصا بعد تراجع الأندية الكبرى كمولودية وهران و شبيبة القبائل وحتى فرق وفاق سطيف الذي يعتبر آخر فريق جزائري توج بكأس رابطة الأبطال في السنوات الأخيرة، ومع التقدم و التطور التكنولوجي قامت العديد من الفرق باستحداث مناصب ضرورية يعمل عليها أكبر الأندية في أقوى بطولات العالم ناهيك عن المنتخبات و الفرق الوطنية ألا وهو منصب التقني محلل الفيديو في الفرق.

وفي هذا الصدد اتصلت جريدة 90 دقيقة بأحد الشبان من ذوي الشهادات و الخبرة في هذا المجال للحديث عن أهمية هذا المنصب و فوائده على الفريق و على اللاعب وعلى مستوى البطولة ككل .

عرف الجمهور الرياضي لجريدة 90 دقيقة عنك؟

السلام عليكم أولا أشكركم على هذه الاستضافة وعلى هذا الخيار للحديث عن جانب يجهله الكثير و هو من بين الجوانب التي ترتقي بالفريق و اللاعب على حد سواء، معكم فضيل عبد الله شاب جزائري خريج المدرسة العليا للرياضة بعين البنيان الجزائر العاصمة  أين تحصلت على شهادة ماستر ورتبة مربي رئيسي في مجال الرياضة.

كيف كانت بدايتك؟

بعد الدراسة توجهت صوب ميدان العمل أين حصلت على فرصة أولى مع احد الفرق الهاوية بمدينة براقي، بعدها قضيت فترة الخدمة الوطنية سنة 2016، بعدها مباشرة تم دمجي في منصب مكون رئيسي مع وزارة الشباب و الرياضة حيث أشرفت على الفرق الشبانية تحديدا فئة اقل من 15 سنة بفريق الشعايبية أو بالأحرى أكاديمية الوزارة بغرض التكوين.

 ماذا أثمر هذا العمل؟

في بداية الأمر كنت متحمسا جدا للعمل بحيث قدمت كل ما أملك لهؤلاء الشبان و حققنا نتائج مبهرة في البطولة و الثمار التي كانت عقب العمل الذي قمنا به هو انتقال العديد من البراعم التي كانت تحت رعايتي و إشرافي إلى أكبر الفرق الوطنية حيث ألتحق زكراوي و بصاد بفريق مولودية الجزائر فئة أقل من 17 سنة و اللاعب  رباعي الذي التحق بفريق شباب بلوزداد لفئة أقل من 19 سنة فيما وقع الثنائي هيثم و موح مع فريق اتحاد الحراش وكلهم يحضون بمكانة أساسية و سبق وان تنبأت لهم بمشوار كبير.

قلت انك عملت بأكاديمية ريال مدريد متى و كيف كانت التجربة؟

مع أكاديمية ريال مدريد بالجزائر العاصمة عملت حوالي 3 سنوات مع الفئات الصغرى، حقيقة كانت تجربة أكثر من رائعة لان اكتساب مهارة التدريب تبدأ مع الصغار لأنها تعلمك الصبر و تعلمك كيف توصل الفكرة إضافة إلى انك سترى التغير في الأداء و تصحيح الأخطاء مع مرور الوقت كانت تجربة فريدة من نوعها و أكثر من رائعة في مجال التدريب انتهت بانتقالي إلى تدريب فريق اقل من 15 سنة لشباب باب الزوار Crbbe كتجربة ختامية لي في مجال التدريب و التكوين .

كيف كان انتقالك من التدريب إلى التحليل؟

في الحقيقة هذا المجال يستهويني و لدي الشهادات اللازمة فيه فضلا عن الشهادات الجامعية و عن ممارستي لكرة القدم أولا و قبل كل شيء و متابعتي لتكوين المدربين بشهادات في المجال فضلا على ذلك الإشراف على الفئات الصغرى في التكوين، بعدها ولجت إلى مجال التحليل التكتيكي و القراءات الفنية للعب بالنسبة للفريق أو للفرق المنافسة، حيث كانت أول تجربة لي مع فريق بارادو دامت لثلاثة أشهر، بعدها انتقلت إلى شباب بن عكنون كأول تجربة احترافية بعقد يربطني مع النادي.

كيف كانت أول تجربة مع فريق بن عكنون؟

التجربة كانت فريدة من نوعها حيث حققنا الصعود في أول موسم لي معهم، كان هناك عمل جبار قامت به الإدارة و الطاقم الفني فضلا عن وجود العديد من الأسماء الكبرى التي ساهمت في تلك اللمسة التاريخية للنادي و أنصاره.

بعد الصعود هل غيرت الوجهة؟

قبل بداية الموسم في البطولة المحترفة الأولى انتقلت للعمل مع فريق شباب بلوزداد مع فريق اقل من 19 سنة بقيت لمدة شهر بعدها عدت إلى فريق نجم بن عكنون حيث قمنا بموسم جيد صارعنا فيه بقوة على ورقة البقاء إلا أننا سقطنا وللأسف في أخر الجولات بعد صراع محتدم مع مولودية وهران التي تلقت الدعم الكافي في أخر الجولات وكان لنا لقاء مهم معهم داخل الديار مما صعب مأموريتنا  في تحقيق هدف البقاء.

أنت تخوض تجربة جديدة الآن كيف هي؟

حاليا انتقلت للعمل مع احد أكبر و اعرق الأندية في الجزائر ألا وهو فريق مدرسة الحراش المعروف على الصعيد الوطني بتاريخه و أنصاره الكواسر الذين لهم سمعة وسط الشارع الرياضي الجزائري، هذا الموسم يعتبر موسم كبير لان الحراش فريق سيلعب ورقة الصعود و به أسماء كبيرة وطاقم إداري محترم و فني أيضا حددوا ورقة الصعود كهدف أولي وهو الآمر الذي حفزني للالتحاق بهذا النادي و العمل معه فضلا على انه احد أكبر و اعرق الأندية في أرض الوطن.

ما الفرق بين التجربتين في بطولتين مختلفتين؟

في الحقيقة الفرق كبير جدا بالحديث عن تجربتي مع فريق نجم بن عكنون في بطولة وسط غرب و تجربتي الحالية مع فريق اتحاد الحراش في بطولة وسط شرق، بحيث أن فرق اللعب و الأداء بين البطولتين جلي للعيان حيث تتميز بطولة وسط غرب بأداء فني جمالي و مستوى كروي فني مبني على جمالية الكرة، في حين اللعب حسب تجربتي و تحليلاتي لفرق بطولة وسط شرق فهو لعب مبني على الصراعات و الغلق التكتيكي و القوة في الأداء و بالتالي فان بطولة وسط شرق بالنسبة لي أصعب من بطولة وسط غرب من حيث المنافسة.

قلت إن عمل المحلل عمل كبير يستوجب معرفة كل الفريق كيف ذلك؟

نجاح محلل تقنية الفيديو مربوط بالعديد من المحطات أولها اللقاء الأولى مع المدرب ومحاولة معرفة جميع الخبايا و الأفكار التي هي في عقل المدرب و يحاول ترجمتها في أرضية الميدان، ثانيا يجب أن تعرف جميع التعداد كل على حدى و تقوم بجلسات دورية مع كل لاعب وكشف موهبته وطريقة لعبه على أي أساس انه لاعب تكتيكي لاعب مهاري لاعب فني لاعب ذو قوى بدنية وريتم عالي، لاعب ذو خصوصيات بطيئة وأسلوب لعب بطيء، وبعد توفر كل هذه المعطيات تحاول تجسيدها في أرضية الميدان مع ما يتوافق ونظرت المدرب.

ما هي أبرز المشاكل التي يعاني منها محلل الفيديو داخل الفريق سواء مع اللاعبين أو الطاقم الفني ؟

المشاكل هي جزء من عملنا لكن المشكل الأكبر هو استيعاب طريقة عملنا، مع الطاقم الفني يجب على محلل الفيديو الكشف عن الأخطاء و إيضاح الفجوات و النقص الذي يعاني منه الفريق ويجب أن تكون تحليلاته في محلها بحيث يكسب ثقة المدرب و بالتالي سيحصل على الثقة من الطاقم الفني وسيجد أريحية في العمل، أما بخصوص اللاعبين فهي الفقرة الأصعب و الحلقة الأعقد.

بحيث أن جل اللاعبين يستمعون لك عند تحليل طريقة لعب الفريق الخصم و إيضاح نقاط القوة و نقاط الضعف التي يجب العمل عليها، لكن عند تحليلك لنقاط القوة و نقاط الضعف الخاصة بفريقك ستجد صعوبة مع اللاعبين الذين لا يريدون استيعاب طريقة العمل و العديد منهم لا يريد الاعتراف بالخطأ و يلعب كما يريد و يرى أن كشف الهفوات و الأخطاء بمثابة جريمة في حقه، فعقلية اللاعب الجزائري خاصة و صعبة  في هذا الإطار.

كيف تقيم عمل محللي الفيديو في الفرق، و ما هي صعوبات هذا العمل مع المحيط الخارجي ؟

عمل محللي الفيديو هو وتر كرة القدم الحديثة الذي طور مستوى اللعب وحسن الأداء الفردي و الجماعي وإبراز  اللعب التكتيكي و الفني حسب كل فريق و تعداده، أما عن الصعوبات التي نتلقاها في عملنا هي صعوبة تأدية عملنا في الملاعب خصوصا القسم الثاني حيث لا يسمح لنا بتصوير المباريات من قبل محافظي اللقاء أو من قبل الشرطة حيث يطلبون منا أمور مثل الأمر بالمهمة و أمور متعلقة بالصحفيين حيث يعتبرونا مصورين لبث اللقاءات على المباشر و بالرغم من انك توضح لهم أنها فيديوهات خاصة بالفريق ولا تبث و غير ذلك إلا انه لا حياة لمن تنادي.

يوجد مشكل آخر قلت أنك تود التحدث عنه بخصوص الفرق و صفحاتها الرسمية، هل لنا أن نعرف  ما هو؟

بالنسبة للمشكل الذي يعتري عملنا خصوصا مع القسم الثاني و مشكلة عدم تركنا نقوم بالتصوير  فان الفرق على حد سواء لا تقوم بالعمل الإعلامي على صفحاتها الرسمية ولا تقوم بتصوير الأهداف أو اللقطات الجيدة  ولا تتيح أي معلومات حول لاعبيها و مناصب لعبهم، أي لا يوجد اتصال و تواصل على الصفحات وهذا أمر يرهقني أسبوعيا في بطولة وسط شرق  للتحضير مع فريقي اتحاد الحراش، فضلا على أن جل المباريات غير منقولة على القنوات التلفزيونية ولا تجدها على اليوتوب.

ومنه فان عملية الحصول على معلومات لتحليل طريقة اللعب و كشف نقاط القوة و الضعف وعلى أي خطة يعتمد المدرب و أي العناصر أكثر فعالية من قبل الفريق الخصم هي وسائل غير متاحة مما يصعب علينا القيام بعملنا، في حين أن تجربتي في القسم الوطني الأول أو بالأحرى الرابطة المحترفة الأولى مع فريق نجم بن عكنون كانت أكثر سهولة.

كلمة أخيرة؟

أجدد شكري لطاقم جريدة 90 دقيقة على هذه الاستضافة وعلى تناول هذا الموضوع في الحقيقة هي سابقة في مجال الصحافة في أرض الوطن حيث أن اغلب الصحف و حتى القنوات الإعلامية لا يسلطون الضوء على متغيرات كرة القدم وجل تركيزهم مبني على اللاعبين و المشاكل، كانت فرصة جيدة تكلمنا فيها على هذا المنصب الحساس، وأتمنى أن يستفيد الجميع من هذه المعطيات في حين أتمنى أن تؤخذ مطالبنا في تسهيل عملنا داخل الملاعب من قبل محافظي اللقاءات و الشرطة في تأدية مهامنا.

بوكعبان عبدو