تدرج في الفئات العمرية لمدرسة إتحاد السوقر بتيارت منذ نعومة أظافره بداية من صنف البراعم حيث كان اكتشافه في سن مبكرة من الرياضة المدرسية في المرحلة الإبتدائية ، داعب كرة القدم في الملعب القديم لمدينة السوقر ” الشهيد سفير محمد ” تحت إشراف اللاعب السابق لاتحاد السوقر المدرب نورالدين قاسمي.
” روبن ” كما كان يحلو لزملائه تسميته نظرا للشبه في طريقة اللعب و “الستايل” الذي كان بين البرعم والمهاجم الهولندي ، ذاك هو اللاعب والمدرب الواعد عبد الله بوهادي الذي يخوض تجربة التدريب في ليبيا.
لعب في سن مبكرة للأكابر
موهبته جعلته محط أنظار مدربي الفئات الشبانية في الفريق حيث ارتقى من صنف الأشبال لصنف الأواسط بإشراف مدربي الفئات الصغرى بداية من المدرب قادي مرورا بحسناوي ، شاشة وآخر محطة في صنف الأواسط التي كان يشرف عليها المدرب تاجي وهي الفئة التي برز فيها من دون أقرانه حيث كان في مفكرة المدرب ونداجي الذي كان يشرف على العارضة الفنية لاتحاد السوقر الذي كان ينشط في القسم الوطني ، وضع فيه الثقة ومنحه فرصة الولوج لفئة الأكابر هو في سن الثامنة عشر.
الشاب الطموح لم يخيب ثقة مدربه ليصبح بعدها قطعة أساسية في تشكيل المدرب ونداجي رغم صغر سنه إلا أنه أثبت قدراته في منصب مهاجم تارة ومتوسط ميدان تارة أخرى مردوده في الميدان جعل منه لاعبا يوعل عليه في تشكيل ” لياراس “.
* تجربة خارج الولاية
واصل بوهادي مسيرته بتجربة أخرى خارج أصوار ملعبي سفير محمد وأول نوفمبر بالسوقر لينتقل إلى مدينة تيسمسيلت ، مساره الدراسي بعد نيله شهادة البكالوريا أجبره للتنقل لعاصمة الونشريس أين لعب للإتحاد المحلي في قسم ما بين الرابطات بقيادة المدرب محمد صالح الذي وجد فيه اللاعب الذي دخل ضمن اختياراته.
تجربة ولاية تيسمسيلت لم تدم طويلا وعاد لمزاولة الدراسة بولايته تيارت حيث لعب لوفاق الدحموني في نفس الدرجة ثم العديد من الفرق كلاعب ليختتم مشواره ومساره المهني بصفته لاعبا بعد مواسم طويلة.
اختار مهنة التدريب شابا
لم يكتب له بلوغ هدفه الأمر الذي جعله يفكر في مهنة قارة أراد دخولها عن حب ، احترام وشغف هذا من جهة ومن جهة أخرى استقراره من الجانب الإجتماعي بعدما أصبحت له مسؤولية عائلة.
تفكيره انصب على ممارسته مهنة التدريب حيث كانت له الفرصة سنة 2013 بعدما فتحت الفاف الأبواب للشبان ، كانت له أول شهادة تدريب ” فاف ” بقيادة المدير التقني الولائي لكرة القدم أحمد بن عمار ثم أنهى الشهادات الثلاث وصولا ” لفاف 3 ” وكان أصغر مدربا في الدفعات الثلاث.
الشهادات التي تحصل عليها سمحت له ببداية المهنة التي أحبها بداية بالفئات الشبانية في مدينة السوقر سنة 2015 وصولا لصنف الأكابر في مولودية القعدة بولاية الأغواط ، رائد القعدة ، إتحاد عماري بولاية تيسمسيلت و فريق ترجي الإدريسية بولاية الجلفة سنة 2024 ، وكان بالتوازي يواصل دراسته للشهادات أعلى حيث نال شهادة التدريب ” CAF C “.
صقل موهبته مدربا بدلا من لاعب
تجربة تسع سنوات في مجال التدريب كانت كافية في صقل موهبته التي طورها في ” البحث ” البيداغوجي في مجال التدريب من مدارس كروية عالمية أراد من خلالها تغيير الأجواء وبداية تجربة خارج الوطن فكانت وجهته ليبيا حيث تعاقد في بداية الموسم الحالي مع فريق ” نادي الأوسط برقن ” ليغير وجهته مرة ثانية في الميركاتو الشتوي للنادي الأول في المدينة ” نادي الشباب برقن ” الناشط في حضيرة الدوري الليبي في القسم الثاني وهو يزاول مهامه لغاية اليوم مسؤولا على العارضة الفنية لهذا الفريق الذي يحتل وصافة الترتيب هذا الموسم.
جريدة ” 90 دقيقة ” التي سردت مسيرة المدرب عبد الله بوهادي كان لها حوارا حصريا مع هذا الشاب المبدع والباحث في مجال التدريب :
عن سؤالنا حول المدارس الكروية التي يميل إليها وتمكنه من تطوير بحثه قال :
أركز كثيرا على المدرستين الألمانية والإسبانية ينصب بحثي وأركز كثيرا على المدرستين في كرة القدم في العالم : المدرسة الإسبانية والمدرسة الألمانية كون أغلب الفرق والمنتخبات العالمية الكبيرة تتعاقد مع مدربي هذين البلدين نظرا لما قدماه في تطوير كرة القدم العالمية.
وعن أسلوب العمل الجديد الخاص به في التدريب ، أجاب:
كرة القدم الحديثة أصبحت بمنظومة جديدة تعتمد على السرعة في التنفيذ والتحولات بكتلة واحدة في الحالتين التي يكون فيهما الفريق هجوميا ودفاعيا وتعتمد كثيرا على اللعب الجماعي.
المرحوم ونداجي قدوتي ونغيز مثال لمدرب مثابر وصل :
عن طريقة العمل التي ينتهجها أضاف محدثنا ” أن قدوته في التدريب المدرب المرحوم قدور ونداجي لما له من مؤهلات علمية وطرق تدريب من مختلف المدارس العالمية ، حضور بكاريزما قوية زادت من شخصيته وما زادها حبه للعمل ، انضباطه وصرامته جعلت منه مدربا ” مثالا ” يقتدى به رحمه الله.
وطنيا أحترم كثيرا المدرب نغير الذي ثابر ووصل : من البطولة الولائية إلى أعلى هرم في التدريب على المستوى الوطني مدربا مساعدا للناخب الوطني.
وعالميا المدرب يورقن كلوب الذي نال جائزة أحسن مدرب في العالم ولم يحظ بهذه الشهادة من باب الصدفة بل بالعمل الذي قدمه للكرة الألمانية والعالمية معا.
طموحي : تقديم أبحاثي لتطوير كرة القدم
بصفتي مدربا شابا مثل باقي شبان بلادي أطمح أن أقود العارضة الفنية لأحد فرق النخبة الوطنية لأقدم أبحاثي في الميدان يستفيد منها اللاعبون بصفة خاصة وكرة القدم بصفة عامة.
كرة القدم الليبية في تطور كبير وستصبح وجهة في المستقبل
” الحديث عن كرة القدم الليبية أراها في تطور كبير نظرا للسياسة التي انتهجها القائمون عليها بالإحتكاك بلاعبين مهاريين من الدول الشقيقة ومدربين ذوي الخبرة الذين جاءوا بالإضافة اللازمة.
ليبيا تزخر بمرافق رياضية كبيرة تسمح بتطوير المستديرة وأرى من خلال هذا مستقبلا زاهرا لأشقائنا على المدى القصير لتصبح وجهة كروية في المنطقة.”