في أجواء مشحونة بالتوتر والانتظار، يجرى مساء اليوم الخميس على أرضية ملعب أول نوفمبر 1954 بمدينة باتنة لقاء الدور الجهوي الأخير من منافسة كأس الجمهورية، والذي يجمع بين الغريمين التقليديين شباب باتنة ومولودية باتنة، في ديربي محلي تاريخي يُقام هذه المرة دون حضور الجمهور، بقرار رسمي صادر عن الجهات الأمنية، بسبب الوضعية المتدهورة للمدرجات.
القرار الذي اتخذته السلطات المحلية عقب اجتماع أمني، أثار جدلًا واسعًا في أوساط أنصار الفريقين، خاصة أن هذه المواجهة تُعد من أكثر اللقاءات شعبية في الشرق الجزائري، وتحمل طابعًا تنافسيًا يتجاوز حدود المنافسة، ليصل إلى الذاكرة الجماعية للمدينة.
شباب باتنة… طموح مشروع ورغبة في الذهاب بعيدا
يدخل شباب أوراس باتنة المواجهة بمعنويات مرتفعة، مدعومًا بنتائج إيجابية في بطولة القسم الثاني، وبأداء جماعي متماسك يُعزز من حظوظه في التأهل إلى الدور 32. إدارة النادي أصدرت بيانا رسميا تثمن فيه قرار الجهات الأمنية، وتدعو الأنصار إلى تفهمه، مؤكدة أن سلامة الجماهير تبقى أولوية.
الكاب يسعى للإستثمار في وضعية المولودية وحسم الدربي لصالحه
يراهن رفاق القائد هشام العقبي على استثمار الوضعية الصعبة التي يعيشها الغريم حيث يحتل مولودية باتنة المركز 14 بعد 9 جولات في بطولة القسم الثاني، برصيد 6 نقاط فقط، مع حصيلة ضعيفة: فوز وحيد، 3 تعادلات، و5 هزائم، إضافة إلى تلقي الدفاع لـ12 هدفًا مقابل تسجيل 5 فقط وكان أشبال المدرب بوصبيعة قد عبّروا عن جاهزيتهم، مؤكدين أن التأهل لا نقاش فيه، وأنهم سيُقاتلون من أجل إسعاد “الشواية” في مختلف المنافسات الوطنية.
مولودية باتنة… غضب إداري وتلويح بالمقاطعة
في الجهة المقابلة، عبرت إدارة مولودية باتنة عن رفضها لقرار إجراء اللقاء دون جمهور، وهددت بعدم خوض المباراة، معتبرة أن القرار يخل بالتوازن النفسي ويفقد الفريق أحد عناصر قوته، خاصة في مواجهة ديربي يُعد من أبرز محطات الموسم.
البيان الصادر عن إدارة المولودية وصف القرار بـ”المجحف”، وطالب بإعادة النظر في مكان إجراء اللقاء، أو السماح بحضور محدود للجماهير، لكن الجهات الأمنية تمسكت بقرارها، حفاظًا على السلامة العامة، في ظل تقارير تؤكد هشاشة مدرجات ملعب أول نوفمبر ورغم ذلك فإن الفريق يملك عناصر قادرة على قلب الموازين، إذا ما تم توظيفها بشكل جيد، خاصة في ظل الطابع الخاص للمواجهة، الذي يُحفّز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم.
ديربي في صمت… لكن بصدى جماهيري واسع
رغم غياب الجماهير عن المدرجات فإن الحماس لم يغِب عن المدينة حيث انتشرت الأعلام والرايات في الأحياء وتحوّلت المقاهي إلى فضاءات متابعة جماعية أنصار الفريقين عبروا عن أسفهم للقرار، لكنهم أكدوا أن دعمهم سيستمر بكل الطرق المشروعة.
نحو الدور ال32… من يمثل الأوراس؟
الفائز في هذه المواجهة سيحجز بطاقة التأهل إلى الدور 32 من منافسة كأس الجمهورية حيث تبدأ الفرق في مواجهة أندية النخبة وتتاح لها فرصة الظهور على الساحة الإعلامية الوطنية وربما كتابة فصل جديد في تاريخها والتأهل سيكون إنجازا مهما لأي من الفريقين خاصة في ظل التنافس المحلي والرغبة في تمثيل ولاية باتنة بأفضل صورة في المحافل الوطنية.
